Reutersلم يكن عدد الجماهير المساندة للمنتخب الألماني كبيرًا خلال مباراته مع بيلاروسيا والتي حجز فيها المانشافت من خلالها تذكرة المشاركة في نهائيات أمم أوروبا 2020. فما هي أسباب هذا العزوف؟
ورغم امتلاء الملاعب الألمانية بالمشجعين خلال مباريات الدوري المحلي، إلا أن الأمر مختلف تمامًا بشأن المنتخب الألماني، ما جعل الأمر يبدو وكأن المانشافت قد بدأ يفقد حماس الكثير من مشجعيه.
ويرى ستيفان إيفنبرج قائد البايرن ومنتخب ألمانيا السابق أن لهذا الأمر علاقة بشكل رئيسي بالفشل الذريع الذي مني به المنتخب في النسخة الأخيرة من كأس العالم، والأداء السيئ الذي قدمه الفريق، ما نتج عنه توديع البطولة من دور المجموعات.
وقال إيفنبرج في مقال رأي نشره موقع "شبورت 1" الألماني "عندما يكون الملعب نصف فارغ في يوم كيوم السبت، فإن الأمر يثير الكثير من الأسئلة".
وأضاف: "أنا شخصيًا، لم أتمكن من إكمال المباراة وغادرت الملعب بعد الدقيقة 25 من بدء المباراة وخلدت إلى النوم".
وتابع إيفنبرج أن المنتخب الألماني يمر في الوقت الحالي بعملية تطوير، آملاً أن يقدم الفريق أداء أفضل في بطولة أمم أوروبا.
وقبل عام، لم يكن الأمر مختلفًا أيضًا، فقد استضافت ألمانيا منتخب روسيا في لايبزيج يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني.
وظل أكثر من 6000 مقعد من أصل 41.939 شاغرًا، وفي الواقع، بدا الأمر وكأنه يتعلق بضعف هذا العدد، بحسب ما ذكر موقع شبورت شاو الألماني.
لكن هناك فارق ليس بالبسيط بين تقديرات وحساب عدد المشجعين الذي يرصده الاتحاد الألماني لكرة القدم وبين الرقم الحقيقي على أرض الواقع، فأرقام الاتحاد على سبيل المثال تشمل التذاكر التي يقوم الرعاة بتوزيعها وهي تذاكر يحوم حولها شكوك إن كانت تُستخدم بالكامل.
وقال أوليفر بيرهوف المدير للمنتخب الألماني: "نحن عمومًا راضون على الحضور الجماهيري في مباريات المنتخبن ونشعر بالامتنان لهم لأن الجماهير تأتي في مباريات يكون الطرف الآخر فيها ليس من الخصوم الكبار للمنتخب الألماني مثل بيلاروسيا".
إبداع مفقود
وفيما يتعلق بأداء المنتخب الألماني، فقد بات من الواضح أن هناك قوالب نمطية من الأداء الفني والتي نشأ عليها اللاعبون الصغار في مراكز التدريب ما جعلهم يقدمون أداء نمطيًا في التمرير والجري، ما يسبب فقدان الإبداع وحرية الحركة للاعب.
ويقول إيفنبرج: "اعتدت أن أقول للاعب: حسنًا.. أنت الآن في هذا المركز.. والآن يأتي دورك في الإبداع.. افعل ما تريد! لقد تم انتزاع ذلك من اللاعبين. وها نحن نرى النتيجة الآن".
وأردف: "بالمناسبة، من المأساوي أن تقول بعد كأس العالم إننا نريد أن نقترب من الجماهير مرة أخرى ثم لا يتم فعل ما يحقق ذلك".
ويعتقد إيفنبرج أن الأمر سيكون أسوأ حالاً في المستقبل ما لم يتم عمل حصص تدريب مفتوحة للفريق يشاهد الجمهور خلالها اللاعبين.
في ظل الرئيسين السابقين رينهارد جريندل وولفغانج نيرسباخ، عانى الاتحاد الألماني لكرة القدم بصورة مستمرة من مشاكل فاضحة، لاحظها الجمهور أيضًا، وساهم ذلك في اتساع المسافة بين الفريق وبين الجمهور.
ولم يقم الاتحاد الألماني لكرة القدم بأي خطوة حتى الآن بخصوص أسعار التذاكر، ففي الماضي، ازدهرت السوق السوداء خارج بوابات الملاعب في مباريات المنتخب الألماني ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
أما اليوم، فإن عدد المشجعين المستعدين لدفع 80 يورو لفئة التذاكر المميزة في تراجع مطرد، حتى مع وجود تذاكر من فئة 25 يورو للتذاكر العادية.
لكن الاتحاد الألماني تحرك في اتجاه آخر لمواجهة هذا العزوف الجماهيري وهو الاتجاه لإقامة المباريات الدولية للمنتخب الألماني في الملاعب الصغيرة.
حيث أقيمت أول مباراتين دوليتين لهذا العام في فولفسبورج وماينز، وفي كلتا المباراتين تم بيع حوالي 25000 تذكرة رسميًا.
وفي سبتمبر/ أيلول 2018 في سينسهايم أمام بيرو، لم يكن الأمر مختلفًا، فقد كان الملعب ممتلئًا، وإذا تم الالتزام بهذه الاستراتيجية، فإن السعة الجماهيرية قد تصل إلى نسبة 100 في المائة على المدى الطويل.
قد يعجبك أيضاً



