إعلان
إعلان

صافرة.. أم خنجر في الخاصرة؟

فوزي حسونة
24 يناير 201601:07
sffffffffff
ودع منتخب الأردن الأولمبي نهائيات كأس آسيا لكرة القدم لتحت 23 عاماً المقامة حالياً في قطر، مرفوع الرأس ، وهو يقدم أداء بارعاً وعطاء رائعاً أمام كوريا الجنوبية، بعثُ على الفخر والإعتزاز.

وأجمع خبراء كرة القدم في القارة الآسيوية، بأن منتخب الأردن كان الأقرب لتحقيق الفوز، والمضي قدماً بمشواره للمنافسة على اللقب الآسيوي، وبلوغ أولمبياد البرازيل لأول مرة بتاريخ مسيرته الكروية، لكن راية حكم ياباني رُفعت بتقدير خاطىء وصافرة "مبحوحة الصوت" قضت على طموح بلد بأكمله ، فكانت صافرة أشبه بخنجر في خاصرة "الطموح".

ندرك بأن كرة القدم تطفح بالأخطاء التحكيمية، وبأن أخطاء الحكام هي جزء لا يتجزأ من كرة القدم ، لكن خطأ ساذج وقع فيه حكم الراية حينما ألغى هدف التعادل "الصحيح" لمهاجم الأردن بهاء فيصل بداعي التسلل، كلف الأردن الكثير والكثير.

المنتخب الأولمبي كلف الإتحاد الأردني ملايين الدنانير طيلة السنوات الأربع الماضية، حيث المعسكرات الطويلة وتأمين لقاءات ودية مع منتخبات قوية، في خطوة هدف منها الإتحاد الأردني إلى تحقيق تطلعات جماهيره في المنافسة على اللقب الآسيوي وبلوغ أولمبياد البرازيل لأول مرة من خلال توفير كافة أشكال الدعم والنجاح للمنتخب الأولمبي.

 راية حكم رُفعت بلمح البصر كانت كفيلة لتقضي على "تعب السنين"، وتحجب الرؤية عن منتخب الأردن اجتهد وتصبب عرقاً من أجل الوصول لأبعد من الدور ربع النهائي.

ونرى بأن الإتحادين الدولي والآسيوي وما يضمان من لجان خاصة في هذا الشأن، أصبح لزاماً عليهما إيجاد الحلول المناسبة للحد من هذه الأخطاء التحكيمية، وبخاصة في مثل هذه المباريات المصيرية التي قد تعطي لقباً تاريخياً لمنتخب قد لا يستحقه، وهنا تغيب العدالة عن كرة القدم.

لن تنفع الحسرة ولا "الكشرة" منتخب الأردن شيئاً، وإلقاء سبب الخروج على حكم المباراة لن يأتي بنتيجة جديدة رغم تقدم الإتحاد الأردني بإعتراض رسمي سريع بعد نهاية المباراة.

لكن ما يخفف الحزن حقيقة بأن منتخب الأردن استحق الإحترام والتقدير، ووقف نداً قوياً أمام منتخب يرشحه الخبراء بأنه أحد المنتخبات التي ستنافس بقوة على اللقب، والجماهير التي احتشدت في أرض الملعب رفعت قبعات التقديروالإعجاب للاعبي الأردن رداً على حكم رفع رايته بدلا من قبعته في وجه طموح هؤلاء الفتية الأشاوس.

نعم، اصطدمت حكاية الطموح للمنتخب الأولمبي الأردني في نهائيات آسيا بسيناريو تحكيمي "مآساوي" ومن بعد رحلة إعداد طويلة ومكثفة وشاقة.

بقي القول، أن بحور الأمل لا تجف، فهؤلاء الفتية الذين آمنوا بقدراتهم وتحلوا بالعزيمة والثقة ، هم من سيكتبون حكاية المستقبل لكرة القدم الأردنية، وهم فتية قادرين على تتويج أحلام طالما راودت الجماهير الأردنية، وكل ما تحتاجه هذه الجماهير قليلاً من الصبر، وكثيراً من العدالة التحكيمية حتى لا نقضي مرة أخرى على طموح بلد يعشق كرة القدم، كما لم يعشقها أحد من قبله.
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان