إعلان
إعلان

شداد يروي لكووورة تفاصيل مثيرة عن نسخة "الكان" الأولى

بدر الدين بخيت
09 يناير 202213:25
كمال شداد

شهدت النسخة الأولى من بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1957، والتي نظمت بالعاصمة السودانية الخرطوم، وشاركت فيها منتخبات السودان ومصر وإثيوبيا، أحداثا مثيرة.

والمعلوم والثابت أن السودان لعب دورا محوريا في تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ما جعل بعض الأفارقة يطلقون عليه "بيت الكرة الأفريقية"، وكان بين المؤسسين عبد الرحيم شداد، وهو عم الرئيس التاريخي لاتحاد كرة القدم السوداني، الدكتور كمال شداد.

كووورة حرص على التحدث مع الدكتور كمال شداد بحكم قربه من عمه الراحل عبد الرحيم شداد، والذي كشف بعض التفاصيل الدقيقة عن النسخة الأولى من بطولة كأس الأمم الأفريقية.

ويقول دكتور شداد لكووورة: "الدكتور عبد الحليم محمد عبد الرحيم كان ضمن قلة من أفارقة أسسوا الاتحاد الأفريقي، مثل المصري عبد العزيز عبد الله سالم والإثيوبي تَسَمَّا".

بداية التأسيس

وأضاف شداد: "تأسيس الكاف سبقته خطوة، وهي التقاء رؤساء وممثلون لـ3 اتحادات أفريقية في الجمعية العمومية رقم 30 للاتحاد الدولي بالعاصمة البرتغالية لشبونة وهم ممثلون عن الاتحاد المصري والاتحاد السوداني واتحاد جنوب إفريقيا".

وواصل: "لم يكن لأفريقيا وقتها أي اتحاد قاري، حينما ذهب ممثلو الاتحادات الثلاث لحضور الجمعية العمومية للفيفا في 1956، ولكنهم نجحوا في عقد اجتماع هناك، وكان ذلك الاجتماع هو التمهيدي فقط لتأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم".

واستطرد شداد: "الاتحاد الإثيوبي لم يحضر ذلك الاجتماع التمهيدي، وقرر المجتمعون الثلاثة تكوين اتحاد قاري، مع عقد اجتماع آخر بعد سنة في السودان، وأن يحدد السودان تاريخ انعقاد ذلك الاجتماع، وأن تكون ضمن أجندته عقد جمعية عمومية تأسيسية لوضع نظام أساسي جديد، إلى جانب تنظيم بطولة بين منتخبات الاتحادات الثلاث".

وزاد: "انضم الاتحاد الإثيوبي لاحقا للاجتماع التأسيسي بالعاصمة الخرطوم عن طريق رئيسه التاريخي تسما".

وأردف: "من المعلومات التي صححناها خلال احتفال الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعيده الـ50 في الخرطوم 2007، قلنا إن ذلك الاجتماع التأسيسي عقد بقاعة البلدية بالعاصمة الخرطوم وذلك هو المكان الذي تأسس فيه الكاف وليس بقاعة فندق جراند هوليداي وذلك في 8 فبراير/شباط 1957".

وأوضح شداد: "الاجتماع عقد في قاعة البلدية بالعاصمة الخرطوم، لأن دكتور عبد الحليم محمد أحد مؤسسي الاتحاد الأفريقي، كان هو رئيس المجلس البلدي وقتها".

وأضاف أن اجتماع الخرطوم اعتبر اجتماعا تأسيسا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لأنه كان اجتماعا وفق أجندة وله محضر ولديه مخرجات منها أول نظام أساسي للكاف.

وقال شداد: "في تلك الظروف، وقبل انعقاد الاجتماع التأسيسي شرع اتحاد كرة القدم السوداني وقتها، في العمل على تشييد ستاد جديد لتقام عليه البطولة، وهو ستاد الخرطوم حليم/شداد لاحقا".

واستدرك: "لكن سلطات الحكم الإنجليزي وقتها رفضت التصديق على قطعة أرض الملعب، لأن اتحاد الكرة السوداني ليست لديه شخصية اعتبارية، فاضطر عبد الرحيم شداد لتسجيل قطعة الأرض باسمه واستدان المال لبناء الاستاد الجديد وقد كان".

موعد ثابت

وتابع: "اختار الاتحاد السوداني أن تلعب البطولة في فصل الشتاء، وذلك لأن السودان كانت لديه علاقة صداقة رياضية مع بعض الدول الأوروبية، والتي كانت فرقها ومنتخباتها تختار شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير / شباط من كل عام، لتهرب من تساقط الثلوج في أوروبا لتلعب في دول إفريقيا ومن بينها السودان".



وزاد: "أصبح التاريخ التقليدي الذي تلعب فيه بطولة كأس الأمم الأفريقية حتى اليوم، هو شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط".

وحول البطولة نفسها، قال شداد إنه تقدمت 4 منتخبات للمشاركة فيها، هي السودان ومصر وإثيوبيا وجنوب إفريقيا، وأجريت قرعة، كانت نتيجتها أن يلعب السودان ضد مصر، وإثيوبيا ضد جنوب إفريقيا.

وواصل شداد: "ولكن الوضع تغير لأن ممثل جنوب إفريقيا مستر فيل، قال إن جنوب إفريقيا سوف تشارك بفريق من اللاعبين السود بالكامل أو البيض بالكامل".

وأكمل: "تم التحدث مع ممثل جنوب إفريقيا، حول أنه يجب أن يلعب بمنتخب مزيج من اللاعبين السود والبيض، ولكنه أصر على رأيه بسبب تمسكه بسياسة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في ذلك الوقت، فقررت الدول الثلاث استبعاد جنوب إفريقيا من البطولة، وتم كذلك تجميد عضوية اتحادها".

حدث مثير

وقال شداد إن حدثا مثيرا وقع بعد أن تم استبعاد منتخب جنوب إفريقيا، فقد أصبحت هناك 3 منتخبات، وقرر الاتحاد الأفريقي أن تخوض المنتخبات دوري من دور واحد، ولكن تسما رئيس الاتحاد الإثيوبي رفض.

وأكمل: "برر الاتحاد الإثيوبي رفضه بأنه ليس طرفا في قرار استبعاد منتخب جنوب إفريقيا، وبالتالي يعتبر منتخبه متأهلا للمباراة النهائية، وقال إن الأمر منذ البداية كان قرعة وأن منتخبه يعتبر فائزا".

وأوضح كمال شداد: "موقف تسما كاد أن يعصف بالبطولة، وفي النهاية تمت الموافقة على مواجهة منتخب السودان لنظيره المصري، وأن يصعد المنتخب الإثيوبي للمباراة النهائية، ليفوز المنتخب المصري ويلعب النهائي ضد إثيوبيا ويفوز عليها ويحقق لقب أول نسخة".

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان