EPAعند رحيل هاري كين، لصفوف بايرن ميونخ الصيف الماضي، كان من السهل افتراض أن أكثر من سيتأثر بذلك هو الكوري الجنوبي هيونج مين سون، حيث ساهم الثنائي معًا في تسجيل أكبر عدد من الأهداف في تاريخ البريميرليج، أكثر من أي ثنائية أخرى، إلا أن اللاعب الآسيوي في حقيقة الأمر نجح في تعويض رحيل المهاجم الإنجليزي.
وتوج سون بجائزة أفضل لاعب في البريميرليج في شهر سبتمبر/أيلول الماضي بتسجيل 6 أهداف في 4 مباريات، وقاد السبيرز لتصدر جدول الترتيب، وتألق بشدة في مركزه الجديد، ليحظى ببداية جديدة رفقة توتنهام.
ويأتي ذلك بعدما عانى من المستوى الباهت الموسم الماضي بسبب الإصابات، ولم يكن جاهزًا بدنيًا بنسبة 100%، مع تساؤل بشأن ما إذا كان من بين اللاعبين الذين يشعرون بالضيق من الأجواء التي تحيط بالنادي، كما كان هناك سؤال آخر بشأن المشكلة التي يعاني منها الكوري الجنوبي سواء كانت بدنية أو ذهنية أو الاثنين معًا، ولكن اختفت تلك الأسئلة مع وصول أنجي بوستيكوجلو.
ونجح المدرب الأسترالي في رفع مستوى سون، الذي سجل عددا من الأهداف هذا الموسم في البريميرليج، لم يصل إليه الموسم الماضي سوى في شهر أبريل/نيسان، كما تغيرت الحالة المزاجية لديه وتغير دوره أيضًا، فرحيل كين جاء بمثابة الفرصة المثالية في مسيرة الكوري لتغيير مركزه من الجانب إلى العمق.
ويعد ذلك التغير منطقيًا لسون بعمر 31 عامًا، خاصة أنه لا يزال يتمتع بالقوة البدنية ويجيد إنهاء الهجمات بكلا القدمين، وعلى الرغم من استمرار تواجد سون في الطرف بعض الشيء، إلا أن رحيل كين فتح له أفاقا جديدة.
ويقدم سون عملا أكبر في منطقة جزاء الخصم، وتم ترجمة ذلك إلى أرقام واضحة، فاللاعب الذي كانت لمساته للكرة داخل منطقة الجزاء تقل عن 10% من إجمالي لمساته، ارتفعت لتصل إلى 20% هذا الموسم، بحسب "سكاي سبورتس".
كما أن جميع أهدافه الستة في البريميرليج تحت قيادة بوستيكوجلو أتت من داخل منطقة الجزاء، وهذا أكبر إيضاح لتغيير مركزه، كما أنه لا يتفوق عليه تهديفيًا في الدوري سوى إيرلنج هالاند ومحمد صلاح، ولا يوجد لاعب سجل أهدافًا أكثر منه بداية من شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
كما أن دور سون في منظومة بوستيكوجلو أكثر فاعلية من دور كين، في ظل تفضيل المدرب الأسترالي ركض المهاجم من الخلف وتثبيت قلبي الدفاع من أجل فتح المساحة لصانع الألعاب جيمس ماديسون، بينما كان كين يتراجع إلى الخلف ويقوم هو بدور ماديسون.
أما الميزة الأخرى التي يمنحها سون لتوتنهام فهي عملية الضغط، فهو أكثر اللاعبين قطعًا للمسافات عند الضغط على الخصم بالركض السريع بتغطية 1,314 متر، متفوقًا على دومينيك سوبوسلاي (1,309) وأنتوني جوردون (1,293) ومارتن أوديجارد (1,191).
وبالتالي نجح توتنهام في إيجاد ضالته بعد رحيل كين في سون، فهو اللاعب القادر على تسجيل الأهداف وخلق المساحات وأكثر من يناسب أسلوب لعب المدرب.
ووفقا لكل ذلك كان الكوري الجنوبي أكثر المستفيدين من رحيل كين.


