Reutersمن بين العديد من تسجيلات الفيديو المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة العزل العام في بريطانيا بسبب فيروس كورونا، كان هناك أحدهم يسخر من لاعبي البريميرليج بقسوة.
الممثل الهزلي سايمون برودكين عمد إلى محاكاة ساخرة، انتقد من خلالها الفوارق الضخمة بين رواتب لاعبي كرة القدم، وممرضات خدمة الصحة الوطنية.
وكان برودكين قد وجه سهامه إلى رئيس الاتحاد الدولي "فيفا" السابق، جوزيف بلاتر، بينما جعل الآن من لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز أهدافا لسخريته.
واهتزت صورة لاعبي كرة القدم في إنجلترا بعد الجدل الدائر منذ أسبوع بشأن رفضهم تخفيض رواتبهم، واستخدام الأندية الكبرى أموال الحكومة لدفع رواتب موظفيها، غير اللاعبين الذين تمنحهم إجازات إجبارية، في ظل أزمة كورونا الراهنة.
ويبلغ متوسط أجور لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز 240 ألف جنيه إسترليني شهريا.
وقال بوبي بارنز وهو مسؤول في اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين: "ينظر الناس إلى لاعبينا على أنهم أشرار لأنهم يتلقون رواتب جيدة في سن صغيرة. يتم تصويرهم على أنهم معدومي الضمير وهذا ظلم صارخ".
رولز رويس ذهبية
وأضاف في مقابلة مع صحيفة التايمز: "وكأن لاعبينا يشترون سيارات رولز رويس ذهبية كل يوم. إنهم لا يفعلون ذلك".
ويقدم لاعبي كرة القدم مساعدات سخية، مثل أغلب الأندية المرتبطة ببرامج مجتمعية فعالة طيلة العام، على غرار جود بلينجهام لاعب بيرمنجهام سيتي المرتبط بالانتقال إلى مانشستر يونايتد، المشترك بقوة في أعمال خيرية لمساعدة مدرسة في كينيا رغم أن عمره 16 سنة فقط.
والأزمة أن كل هذا العمل توارى في ظل المشاحنة العلنية حول المال بين اتحاد اللاعبين المحترفين ورابطة الدوري الممتاز والأندية، في وقت ترزح فيه العديد من الأعمال تحت وطأة العزل العام.
وأمس الأربعاء، أعلنت مجموعة من لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز عن مبادرة "لاعبون متحدون" للمساعدة في جمع أموال لمؤسسات تدعم خدمة الصحة الوطنية، لكن الضرر الذي أصاب سمعتهم ربما يكون من الصعب إصلاحه.
وقال دارين إنيس مستشار الأزمات المتعلقة بالتواصل لدى فورتولد: "أعتقد أن الدوري الإنجليزي الممتاز فقد السيطرة على سرد روايته الخاصة".
وتابع: "كان يجب أن يستبق الأحداث. كان ينبغي أن يضع عدة سيناريوهات ومن بينها التأثير على سمعته عند اتخاذ قرارات مختلفة".
رد فعل عنيف
لم يشعر اللاعبون فقط بأنهم تحت ضغط عنيف من الرأي العام.
وتراجع ليفربول بعد غضب تجاه قراره باستخدام الأموال العامة لدفع رواتب موظفيه غير اللاعبين بينما يستمر في دفع الأجور الهائلة للاعبي الفريق الأول.
وتمسك توتنهام، الذي افتتح الموسم الماضي ستاده الجديد الذي تكلف مليار جنيه إسترليني، بموقفه باستغلال المساعدة الحكومية لدفع أجور الموظفين غير اللاعبين وسار نيوكاسل يونايتد على النهج نفسه.
وكان أحد تبعات الحصول على أموال دافعي الضرائب فتح الباب أمام الساسة للدخول في الجدل والانجراف مع الرأي العام دون تردد.
وقال جوليان نايت عضو البرلمان عن حزب المحافظين ورئيس اللجنة المعنية بالرياضة في البرلمان: "للمرة الأولى يتوقف الدوري الإنجليزي الممتاز عن الدفاع عن المستضعفين".
وتابع: "يجب أن يتوصلوا إلى طريقة لدفع رواتب طاقم النادي دون استغلال أموال الخطة الحكومية".
وربما كان من المدهش أن تتعامل صناعة تعد الأولى عالميا وتفوق جميع الرياضات، أو أي عمل آخر بهذا الارتباك.
وقلل كريس باكلي رئيس شركة سبورت أكيوتي للاستشارات، من تأثير ما يحدث على الحضور الجماهير مستقبلا.
وقال: "ما يحدث يتعلق بفشل كرة القدم في توحيد الصف، لكن الجماهير تتساهل كثيرا وأنا متأكد من تدفقها على الملاعب عندما تعود الحياة للمباريات".
وقال إنيس: "لكن بالنسبة للجمهور الأوسع نطاقا سيتعين على الدوري الممتاز واللاعبين بذل كثير من الجهد للتعافي من الضرر الذي أصاب صورتهم، وربما يتعرضون للعقاب عن ذلك على المدى الطويل".
قد يعجبك أيضاً



