
تشهد أندية كرة القدم تدفقا غير مسبوق للأموال في محاولة منها لضمان بقائها في القمة والتأكد من أنها تحول تلك الأرباح إلي دخل منتظم، وقد مهدت بذلك الطريق أمام البيانات والتحليلات الدقيقة والمعقدة لتلعب دورا مهما لمساعدتها على النجاح داخل الميدان وخارجه.
وأمام تلك التحولات الكبرى صوب الأدوات التكنولوجية المتطورة لتغيير مسار اللعبة والرياضة بشكل عام استبدلت التحليلات عملية صنع القرار القائم على الشعور الغريزي أو مجرد الحدس، إلى الرؤى والأفكار الإبداعية المستندة إلى البيانات، مما فتح فرصا جديدة في كل الرياضات على غرار كرة القدم والتنس والرجبي وغيرها، للاستفادة من التقنيات الحديثة وفي مقدمتها سلسلة الكتل "بلوك تشين Blockchain".
قصة ليفربول الملهمة
لا يعد تحليل الأداء أمرا جديدا في مجال الرياضة، فمعظم الفرق خاصة الكبرى منها لديها قسم مخصص للعلوم الرياضية، لكن لا يقتصر الأمر على مجرد امتلاك كم هائل من المعلومات والبيانات عن فريقك أو عن المنافسين، بل يتعلق النجاح بمزج كل تلك المعطيات مع الخيال لاكتساب قيمة من المعلومات وتحويلها إلى شيء ملموس داخل الملعب.
وفي السنوات القليلة الماضية بات علماء ومحللو البيانات يعملون جنبا إلى جنب مع الكشافين التقليديين، ويسمح ذلك للأندية بالبحث عن أجود اللاعبين فنيا وبدنيا من خلال تنفيذ الأساليب التحليلية، في ظل شراسة الصراع في كل سوق للانتقالات سنويا.
وقد طبقت أندية مثل ليفربول هذه الميزة وظهر أثرها في نسخة الريدز في عهد المدير الرياضي السابق مايكل إدواردز، الذي لعب دورا بارزا مع يورجن كلوب وطاقمه الفني وكان كلمة السر وراء تكوين التشكيلة الذهبية (صلاح، ماني، أليسون، فان دايك...) التي أعادت دوري الأبطال لخزائن الفريق وظفرت بالدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب 30 عاما.
وقد نجح إدواردز في ذلك مع بورتسموث حيث أسهم مع المدير الفني هاري ريدناب في تتويج الفريق بكأس إنجلترا عام 2008 كما نجح في توتنهام، قبل نقلته الكبرى في ليفربول.
صفقة جاريث بيل
ومن خلال البيانات أيضا تستطيع الأندية تبرير إنفاقها في سوق الانتقالات، مثلما فعل ريال مدريد في صفقة جاريث بيل حين ضمه من توتنهام مقابل 85 مليون جنيه إسترليني، إذ أخذ الميرنجي في الاعتبار من خلال تحليل أدائه وبياناته مع سبيرز أنه من المتوقع أن يجني من ورائه أرباحا تقدر بنحو 41 جنيه إسترليني، على مدار 6 سنوات، من خلال مبيعات القمصان فقط.
وتتفنن كثير من شركات تحليل البيانات والأداء حاليا في ابتكار طرق جديدة لتعيين اللاعبين المطلوب التعاقد معهم، ويرتكز كثير منهم لتحقيق ذلك على معلومات تخص مثلا نسبة تسجيل اللاعب للأهداف، ومدى شراسته في الالتحامات الثنائية، نسبة امتلاكه للكرة، وتمريراته الصحيحة، ومساهماته في صناعة الأهداف، إضافة لقدراته البدنية والمسافات التي يقطعها في كل مباراة في كل أجزاء الملعب.
وتتيح الكثير من الأدوات التكنولوجية وبرامج التحليل مثل prozone قاعدة بيانات شاملة لأكثر من 80 ألف محترف، وتستخدمها أندية مرموقة كما هو الحال في البريميرليج.
إبداع بنكهة بوندسليجا!
من جانبه قال أندرياس هايدن، نائب الرئيس التنفيذي للابتكارات الرقمية في رابطة الدوري الألماني بوندسليجا في تصريح له العام الماضي إن "السنوات القليلة الماضية شهدت توفر البيانات بكم وجودة غير مسبوقين، وكان للتقنيات الجديدة التأثير الأكبر في سرعة معالجة هذه البيانات وتحويلها إلى معلومات مفيدة وقابلة للتوثيق".
وأضاف "لقد جلبت التكنولوجيا السرعة إلى هذه العملية، فخلال المباراة يتم جمع نحو 3.6 مليون نقطة بيانات، ومن خلال تطبيق الخوارزميات والذكاء الاصطناعي، يمكننا تقييم البيانات في غضون ثوان ومقارنتها بالمباريات السابقة من أجل تكوين رؤية شاملة".
وتابع "من ناحية أخرى، يستغل الدوري الألماني التكنولوجيا الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمنح المشجعين إمكانية الوصول إلى معلومات أكثر حول المباريات وفرقهم المفضلة، عبر طرح حقائق كل مباراة".
وزاد فقال "حاليا يمكن للجماهير الوصول إلى 6 أنواع من الإحصائيات تتعلق بحقائق المباراة التي تغطي معلومات مثل: مقدار الضغط الذي يتعرض له اللاعب، واحتمال تسجيل هدف، والثغرات التي قد تهاجم منها الفرق في الملعب، ونمط كل لاعب عادة في أداء دوره، ونستخدم لذلك 20 كاميرا للتتبع البصري التلقائي لمواقع اللاعبين والكرة".
واختتم "تهتم الأندية بمعرفة كيف يمكن أن تستفيد من حقائق المباراة في تعديل وتطوير تكتيكاتها وخطط المباريات، كما يهتم الصحفيون بالقيمة المعلوماتية والفنية للبيانات، ويقدر المشجعون الإحصاءات الإضافية المقدمة في تطبيق البوندسليجا".
دور تقنية بلوك تشين
قد ترتقي البيانات التي تنتجها التحليلات الرياضية المتقدمة، والمعلومات المتعلقة بكل لاعب وسجله البدني والصحي وتكتيك وطرق لعب مدربي الأندية، إلى مستوى الملكية الفكرية الخاصة.
ومن ثم تعد تقنية بلوك تشين البيئة التكنولوجية المهيأة لحفظ هذه المعلومات ضمن قاعدة بيانات تكون كمرجع للنادي والمدرب واللاعب أيضا، كما ستسهم في حمايتها من المتطفلين والمنافسين من خلال قدرتها العالية على التشفير الآمن وضبط أي محاولات لتعديل أو محو البيانات.
ولا تبدو محاولات السرقة من هذا النوع ضربا من الخيال، ففي عام 2016 أدين كريس كوريا مدير الكشافين في فريق سانت لويس كاردينالز الأمريكي لكرة القاعدة "بيسبول"، باختراق جهاز يحوي بيانات الفريق المنافس هيوستن أستروس.
وقد حكم على كوريا لاحقا بالحبس 46 شهرا في سجن فيدرالي وتم تغريمه 279 ألف دولار كتعويض!
كووورة وتجربة استثنائية
دخل كووورة الموقع الرياضي العربي الأول إلى عالم العملات الرقمية والبيئات الافتراضية، في ظل التطور المتنامي لهذا العالم.
وأطلق كووورة شركة سفيرا انك “Sphera Inc”، وهي عبارة عن نظام بيئي قائم على البلوك تشين "blockchain" الذي سيقوم بطرح عملة سفيرا "Sphera" الرقمية، التي ستكون ذات صلة بالأنشطة الرياضية التي تتراوح من التذكارات والمنتجات الرياضية إلى تذاكر الفعاليات والمباريات، إضافة لامتلاكها كافة خصائص العملات الرقمية.
كما ستطلق سفيرا انك مزاد NFT "الرموز غير القابلة للاستبدال" على تذكارات رياضية، مثل قمصان كرة القدم الموقعة من قبل لاعبي كرة القدم الأكثر شهرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وستقوم DECA4 بتنظيم هذه الفعالية الفريدة من نوعها، التي ستكون أول حالة استخدام لـ Sphera.
وستكون هناك مكافآت للمستخدمين المتميزين للموقع بعملات ورموز يمكن استخدامها من أجل:
● تذاكر الأحداث الرياضية.
● الوصول إلى المنتجات والخدمات من المتاجر.
● الوصول المبكر إلى بعض الفعاليات التي يتم استضافتها على الموقع.
● المشاركة في البطولات الرياضية.
وتعد "سبورت انك" شركة إعلامية رياضية تمثل الشريك الاستراتيجي في مجال الابتكارات والتطوير لموقع Kooora، الموقع الرياضي الرائد في العالم الناطق باللغة العربية، ويزوره أكثر من 25 مليون زائر فريد شهريًا.
ويمكنكم المشاركة في تجربة عالم سفيرا من خلال الروابط التالية:
اللغة الإنجليزية (من هنا)
اللغة العربية (من هنا)
قد يعجبك أيضاً





