EPAبدا أن زيارة مانشستر يونايتد إلى توتنهام، السبت الماضي، تمثل الفرصة الأخيرة لمدرب الشياطين الحمر، أولي جونار سولسكاير، لكن انقلبت الطاولة على منافسه نونو إسبريتو سانتو الذي أقيل اليوم الإثنين.
وكان أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس وتشيلسي وإنتر ميلان السابق، مرشحًا لخلافة سولسكاير في يونايتد وفقًا لوسائل إعلام بريطانية، لكنه يبدو في طريقه الآن لقيادة توتنهام.
وغير سولسكاير، الذي واجه اتهامات قبل أيام بالعجز عن تجهيز الفريق وتحفيزه وافتقاد المهارات الخططية المطلوبة، تشكيلة وأسلوب يونايتد تماما خلال فوز مقنع ثلاثية دون رد.
وأصبح نونو ثاني مدرب برتغالي يقيله توتنهام هذا العام بعد الإطاحة بجوزيه مورينيو.
وولت الأيام التي كانت تتعجب فيها الكرة الإنجليزية من تقارير عن إقالات المدربين في الدوري الإيطالي أو الإسباني بعد قليل من النتائج السيئة، فعندما يتعلق الأمر بالقرارات المتهورة والتوقعات الساذجة والمبالغة الإعلامية، يأتي الدوري الإنجليزي الممتاز في الصدارة الآن.
وكان توتنهام بائسًا أمام المان يونايتد، لكن قبل شهرين فقط حصل نونو على جائزة مدرب الشهر في أغسطس/آب عقب انطلاقة قوية للفريق شهدت 3 انتصارات متتالية.
وتعين على نونو، التعامل مع تأثير محاولة رحيل هاري كين على استقرار الفريق في بداية الموسم، رغم أن المدرب لم يكن له أي دور في ذلك.
وأراد كين، الانتقال لمانشستر سيتي لكن توتنهام رفض بيعه، وسجل المهاجم هدفا واحدا فقط، وأظهر لمحات قليلة من قدراته في 9 مباريات بالدوري حتى الآن.
وظهر الفريق بلا روح أو توجيه في الأسابيع الماضية، لكن وضعه في الجدول يقترب من التوقعات الواقعية قبل بداية الموسم، إذ يحتل المركز الثامن بفارق 5 نقاط عن المربع الذهبي.
ورغم الصخب بعد الهزيمة المذلة 0-5 على أرضه من ليفربول، يدخل مانشستر يونايتد، القمة ضد المان سيتي يوم السبت، وهو يدرك أن الفوز سيجعله يتساوى في النقاط مع فريق بيب جوارديولا حامل اللقب.
وستعيد أي هزيمة على الأرجح، مطالبات إقالة سولسكاير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أصبح الفوز لمدرب يعني تغيير الأوضاع، أما الهزيمة تعني أن السفينة تغرق.
توقعات مرتفعة
يبقى شون دايك المدرب الأكثر استمرارية حاليا في الدوري، إذ احتفل هذا الأسبوع بعامه التاسع في قيادة بيرنلي المتعثر، مما يشير إلى أن التوقعات المرتفعة، أفقدت الأندية الصبر.
ولا يتوقع بيرنلي أكثر من البقاء في الدوري الممتاز، لذا يحتفظ دايك بدعم الجماهير والملاك رغم غياب الانتصارات في فترات متكررة.
لكن بين الأندية صاحبة التطلعات الكبيرة، من النادر جدا التحلي بالصبر والتخطيط طويل المدى.
ويحظى ميكل أرتيتا بالإشادة حاليًا لقيادة آرسنال للمركز السادس متساويًا مع يونايتد برصيد 17 نقطة، لكنه اضطر للتعامل مع مطالبات متكررة بإقالته خلال العام الماضي وسط محاولات الفريق للعودة للمربع الذهبي.
وأقيل ستيف بروس، الذي قاد نيوكاسل لاحتلال المركزين 12 و13 في الموسمين الماضيين، الشهر الماضي بعد انتقادات لاذعة من المشجعين الذين يحلمون الآن بالوصول لدوري أبطال أوروبا مع الملاك السعوديين الجدد.
وأقر جوارديولا، الذي دافع كثيرا عن مساعده السابق أرتيتا، الأسبوع الماضي "هذا يحدث منذ قرون ولن يتغير، يريد المجتمع شخصًا مسئولًا عن النتائج الجيدة وبالتحديد عن الأشياء السيئة".
لكن الكرة الإنجليزية لم تكن دائمًا في نفس الوضع الحالي.
وصمد أليكس فيرجسون أمام مطالبات برحيله بعد 8 مباريات دون فوز عام 1990، قبل أن يقود الفريق للحصول على لقب الدوري 13 مرة.
وكان كيث بوركينشو شاهدًا على هبوط توتنهام لدرجة أدنى في 1977، لكنه احتفظ بوظيفته ليصعد للأضواء مجددًا، ثم توج بكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين وبكأس الاتحاد الأوروبي، وأصبح ثاني أنجح مدرب في تاريخ النادي.
ومن الغريب التفكير الآن في عودة الكرة الإنجليزية لهذه المستويات من الصبر، لكن ربما يعطي نجاح مفاجئ لسولسكاير أو أرتيتا، دوافع للملاك للصمود عندما تبدأ صيحات الاستهجان.
قد يعجبك أيضاً





