
مدخل: يقول الأديب الكبير نجيب محفوظ "لا تجمد نفسك في نمط، النمطية مفيدة ولكن المرونة خير وأبقى".
قالب أول: هناك بعالم كرة القدم مدربون عظماء كانوا دائمًا أوفياء لأفكارهم وحققوا نجاحات كبيرة نتيجة هذا الوفاء، مثل فابيو كابيلو، جوزيه مورينيو، وبيب جوارديولا، وغيرهم الكثير، الوفاء للأفكار كروياً يتمثل بالنسبة لهولاء في تفضيلهم لرسم تكتيكي معين يطبقون به أفكارهم التي نجحت بأكثر من فريق ودولة، سواءً الفكرة كانت سيطرة أو استحواذ أو اللعب على التحولات السريعة من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، وإلى غير ذلك.
قالب ثانٍ: هناك مدربون آخرون عُرفوا بالمرونة التكتيكية بتغيير الرسم والأفكار بالعصر الحديث، لدينا مثال جيد على ذلك متمثل بماسيميليانو أليغري، وهناك مدربون يعتبرون من رموز الفشل بالفرق الكبيرة مثل مونتيلا وجامباولو وغيرهم، فتغيير الخطط والأفكار بين مباراة وأخرى قد يكون دليلا على عدم وضوح الأفكار وتشويش الرجل الفني!
عبقرية الحرباء: منذ تولي زين الدين زيدان دفة القيادة الفنية لريال مدريد، وبعد نجاحه الباهر بتحقيق ثلاثة ألقاب لدوري الأبطال متتالية بسابقة تاريخية لم تحصل من قبل، وكان أعداء النجاح يوصمون نجاحاته الباهرة لكل شيء إلا الكفاءة التدريبية فمن القاموس الذي ابتدعه هؤلاء (مدرب محظوظ، مدرب نفسي فقط.. وغيرها) بالشهر الأخير رد زيدان على منتقديه و المشككين فيه رداً قاسياً.
فما بين ثلاث مناسبات كبيرة دخل بكل منها بتشكيل مختلف ورسم تكتيكي مختلف كليًا، ضد أتالانتا دخل بـ ٣-٥-٢ وبذهاب دور الثمانية ضد ليفربول دخل بـ ٤-٣-٣ وضد برشلونة بالكلاسيكو بـ ٤-٣-١-٢ ونجح بالفوز بها جميعاً بنتيجة وأداء دون أن ننسى كمية الغيابات الكبيرة التي كان يعاني منها الملكي بمختلف المباريات.
اليوم ريال مدريد بقيادته على أبواب التأهل لنصف نهائي الأبطال وصدارة اللاليجا على بعد نقطة، وليس مستبعدا تحقيقه الثنائية.
خاتمة: المرونة لا تعني الإبداع دائماً والنمطية لا تعني التحجر كذلك، لكن بحالة زيدان هذا الاسم ربط بالإبداع والعبقرية لاعباً ومدرباً استثنائياً يترك لمن يشاء الحديث والتعلم منه فيما بعد فهو كالحرباء يتغير لونها لكنها تبقى مفترسة.


