
خلال عامين فقط، كان زيدان يتوج على عرش الكرة العالمية كواحد من أساطير التدريب، الذين ندر نجاحهم من المرة الأولى وبشكل خارق للعادة، بقدرته على قيادة أحد أكبر أندية الكرة في العالم، نحو منصات التتويج 8 مرات منها لقبان أوروبيان متتاليان، واستعادة لقب الليجا الذي استعصى على من سبقوه، وتكرار مشهد رفع كأس السوبر الأوروبي ومن ثم الإسباني وبعده الحفاظ على لقب مونديال الأندية للعام الثاني على التوالي.
إذا على الورق، زيدان يعتبر عقلية تدريبية هائلة، فاقت أفكار من سبقوه في السنوات الأخيرة أنشيلوتي وبينيتز ومورينيو وبيليجريني وراموس، حيث حققوا مجتمعين 7 القاب خلال السنوات الثماني، منها لقب وحيد لدوري أبطال أوروبا ومثله لليجا، والفضل لمدربين فقط هما أنشيلوتي بـ 4 ألقاب ومورينيو بـ 3 ألقاب.
تحدث الكثيرون عن الحظ الذي حالف زيدان في عامه الأول، وخاصة مع أهداف الدقيقة 93 التي تكرر مشهدها كثيرا، لكن على الأرض، يبقى تماسك الفريق حتى النهاية، وقدرته على خطف هدف الفوز، رصيد يسجل للمدرب، القادر على وضع خيارات التشكيل، والقيام بالتبديلات في الوقت المناسب، والخروج بالانتصار المنتظر.
في عامه الثاني، حاول زيدان السير على ذات النهج، بالاهتمام الكامل بنجومه الحاليين، بعيدا عن السوق، باعتبار ريال مدريد يمتلك أفضل اللاعبين والمواهب الصاعدة، التي يأمل في صقلها ووضعها على طريق الكبار، وهو ما قام به بالفعل مع إيسكو وأسينسيو وفاسكيز وأشرف حكيمي وغيرهم.
شخصية زيدان وعقليته لم يتغيرا رغم الصدمات الكثيرة التي تلقاها في الموسم الحالي، خاصة صفعات الليجا جعلته التي يترنح على مراكز الترتيب، ثم الخروج الغريب من كأس الملك أمام ليجانيس الوافد الجديد، ولكنه ما زال متماسكا في البطولة التي يعشقها - دوري الأبطال - رغم صعوبة القادم.
استفاقة عجيبة حققها الأصلع ذو القسمات الحادة في الليجا، بتحقيق الفوز في 4 مباريات متتالية سجل خلالها 17 هدفا، لكنه عاد وتعثر أمام اسبانيول (المتواضع على سلم الترتيب) بالخسارة، والتي عزي سببها للتشكيل الذي اختاره للمباراة، وتفضيله إراحة كريستيانو رونالدو وعدم الزج ببنزيما مبكرا، وبقاء كارفاخال على الدكة رغم تواضع مستوى بديله حكيمي، والثغرة التي أحدثها الشاب ماركوس لورينتي المتسبب في الهدف الوحيد في المباراة.
لم نعد قادرين على فهم أفكار زيدان، أو الحكم عليه، فعملية الصعود والهبوط بالمستوى للفريق الملكي، باتت عملية مقلقة لعشاقه، وبات الاستقرار هو الغائب الأكبر عن نهج الميرينجي، وقد يؤدي في النهاية لاتخاذ رئيس النادي بيريز، القرار الذي يحاول تجنبه كثيرا، بالإطاحة بأكثر المدربين قربا من قلبه، تحت ضغط النتائج، وغضب الجماهير.
زيدان لم يزل في الساحة، وتحقيقه للقب الأبطال الثالث على التوالي، قد يكون خير شفيع له للبقاء سنة أخرى في مقعد القيادة، بعد ضياغ المنافسة على باقي البطولات..


