Reutersشهدت دورة ألعاب ريو دي جانيرو، منافسات في 28 رياضة مختلفة، لكن الجمهور البرازيلي، في قرارة نفسه لم يهتم سوى برياضة واحدة، وهي كرة القدم.
وأحرزت البرازيل، ألقاب كل البطولات العالمية للعبة الشعبية، بداية من كأس العالم، التي توجت بها خمس مرات، إلى كأس كوبا أمريكا، وكأس القارات وبطولة العالم تحت 20، و17 عامًا.
لكن الميدالية الذهبية الأولمبية، استعصت على البرازيل، التي لا تهتم جماهيرها ببعض الرياضات، مثل الغطس، وكرة الريشة، ومن ثم كانت رغبة أصحاب الأرض كبيرة في الفوز باللقب هذه المرة أكثر من أي وقت مضى.
وأشركت البرازيل لاعبها الشهير نيمار، في سبيل ذلك، مفضلة ظهوره في الألعاب الأولمبية على كأس كوبا أمريكا بعد أن رفض ناديه برشلونة بطل إسبانيا مشاركته في البطولتين.
ولعب نيمار، دورًا محوريًا بينما انتهى انتظار البرازيل الطويل بصورة درامية للغاية، وهي ركلات الترجيح ولم تحسم المباراة النهائية، إلا في آخر ركلة ترجيح، في مواجهة ألمانيا، التي سبق لها الفوز، على البرازيل في عقر دارها 7-1 بقبل نهائي كأس العالم 2014.
وقال مدرب البرازيل رودريجو ميكالي بعد المباراة الحاسمة: "كان هذا موقفًا صعبًا للغاية بالنسبة لنا.. لقد كنا ننافس على اللقب الأولمبي، وكان لابد لنا من تحقيق رغبة الشعب البرازيلي ونجحنا في ذلك وحققنا الفوز".
ولم يكن ميكالي، معروفًا كثيرًا قبل الألعاب الأولمبية، لكنه سرعان ما أصبح بطلاً، فقد أنهى مسيرته كلاعب مبكرًا عندما كان عمره 23 عامًا، وأمضى معظم مسيرته في مجال التدريب في فرق الشباب بعيدًا عن الاهتمام العام.
لكنه نجح في تحقيق ما فشل مدربين كبار في تحقيقه مثل ماريو زاجالو، ودونجا، وماريو مينيزيس، والذين سبق لهم أيضًا تدريب المنتخب الأول للبلاد.
وتحقق الإنجاز، بعد تعرض منتخب البرازيل لصيحات الاستهجان في بداية الدورة، نتيجة تعادله سلبًا مع منتخبي العراق وجنوب افريقيا.
لكن الفريق انتفض بعد ذلك، وتألق في مواجهة الدنمارك ثم تغلب على كولومبيا، في دور الثمانية وسحق هندوراس في قبل النهائي.
أما المنتخب الألماني، فظهر بصورته المعتادة وأحرز 21 هدفًا في خمس مباريات لم يعرف خلالها طعم الهزيمة.
كما لم يسبق لألمانيا الموحدة الفوز بالذهبية الأولمبية، رغم أن ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة حصدت اللقب الأولمبي في 1976، ومن ثم كانت الساحة مهيأة لمواجهة من العيار الثقيل جدًا.
وجاءت المباراة مثيرة وقوية كما كان متوقعا وبعد ركلة الترجيح الأخيرة التي سجل منها نيمار هدف الفوز انتهى انتظار البرازيل الطويل وتحقق الهدف واحتفل الجميع.
وقال مدرب البرازيل ميكالي بعد الفوز "هذه المرحلة انتهت.. الآن يمكننا التطلع إلى المستقبل بمزيد من الثقة وبمزيد من الفخر والاعتزاز. الكرة البرازيلية لم تمت. وسيكون بوسعنا تحقيق المزيد من الانجازات في المستقبل".
قد يعجبك أيضاً



