
كان النجم الإسباني فيرناندو مورينتس بطلا لواحدة من اللحظات التاريخية في دوري أبطال أوروبا، عندما تمكن قبل 16 سنة من رد اعتباره أمام فريقه السابق ريال مدريد، شهورا قليلة فقط عقب الإطاحة به من كتيبة الجلاكتيكوس.
في ليلة غير منسية سطع نجم موناكو في سماء دوري الأبطال، بريمونتادا لن تمحى من ذاكرة سكان الإمارة الساحلية للأبد، مهدت طريقه إلى نهائي لم يتكرر منذ ذلك الزمن.
"عانيت كثيرا العام الماضي مع الريال، والآن أشعر بأهميتي في موناكو، لقد منحوني قبلة الحياة" مورينتس مهاجم موناكو.
هدف الإنقاذ
دخل ريال مدريد مباراة الذهاب مطمئنا في معقله سانتياجو بيرنابيو، فالمنافس ليس من ذوي المخالب، وتشكيلة الميرنجي مدججة بنجوم هم صفوة العالم، ومع ذلك فقد كان الضيف صاحب المبادرة، وأنهى الشوط الأول متقدما بهدف في الدقيقة 43 عبر سيباستيان سكيلاتشي.
مع انطلاقة الشوط الثاني جاء الرد المدريدي، فتعادل بافون (51)، وتقدم زيدان بالثاني (70)، وعزز فيجو النتيجة بثالث (77)، وختم رونالدو رباعية الريال (81).
وبعد دقيقتين فقط ظهر مورينتس ليسجل هدفا غاليا سيعرف قيمته الفريق الأبيض والأحمر جيدا بعد نحو 12 يوما.
"إذا استسلمت لفكرة وداع البطولة، فمن الأفضل أن أجلس في بيتي" ديدييه ديشامب المدير الفني لموناكو.
شوكة في حلق الريال
ذهب ريال مدريد إلى موناكو بكل نجومه عدا ديفيد بيكهام –الموقوف حينها- وعلى غرار بداية الذهاب، كان الضيف المدريدي صاحب السبق إيابا، بهدف راؤول جونزاليس (36)، إلا أن موناكو بدا مؤمنا بفكرة الكفاح أمام أعظم فرق أوروبا، فردّ بقوة وكان الثنائي مورينتس ولودوفيك جولي بمثابة الشوكة التي علقت بحلق الريال.
قبل نهاية الشوط الأول بلحظات ارتقى مورينتس داخل منطقة جزاء الريال ليمهد كرة برأسه إلى جولي القادم من الخلف، فسددها على يمين كاسياس، مسجلا التعادل.
لحظات الرعب
الشوط الثاني جاء حماسيا، وكذلك كانت بدايته، وبعد مرور 3 دقائق، أرسل باتريس إيفرا عرضية متقنة، حولها مورينتس برأسية مثالية إلى شباك زميله السابق كاسياس الذي لم يحرك ساكنا.
باتت النتيجة 2-1، لتبدأ لحظات الرعب.
موناكو على بعد هدف واحد من تحقيق ما لم يتخيله أحد، ولم يمهل القائد المتألق جيولي ريال مدريد ومديره الفني البرتغالي كيروش، أي فرصة للتفكير، فجعل من مخاوفهم واقعا بهدف خيالي، سجله بالكعب من بين أقدام هيليجيرا، لتصبح النتيجة 3-1.
وصل موناكو إلى النتيجة التي يريدها، واستمر في إحراج الريال بهجمات متلاحقة، وكانت كرات البديلين أديبايور ونوندا الأخطر إذ ارتدت من قائميّ كاسياس، ومعهما تمايل رئيس الريال بيريز في المدرجات خوفا من نتيجة مذلة.
جاء هذا المشهد ربما كرد اعتبار أثلج صدر مورينتس تحديدا، الذي انتشى بالفوز التاريخي ليكمل طريقه مع فريقه الجديد نحو النهائي حيث خسروا أمام بورتو في ختام بطولة غير متوقعة توارت بعدها لآلئ الريال بينما صعد نجم مدربين آخرين أبرزهم ديشامب ومورينيو.
"أنا سعيد جدا لفوز موناكو، لكن لدي أصدقاء في ريال مدريد يعيشون لحظات صعبة الآن" مورينتس بعد المباراة.
تشكيلة المباراة التاريخية
ريال مدريد: كاسياس، سالجادو، ميخيا، هيليجيرا، روبرتو كارلوس، جوتي (بورتيو)، بورخا (سولاري)، راؤول، فيجو، زيدان، رونالدو.
موناكو: روما، إيبارا، جولين رودريجيز، جيفيت، إيفرا، بلاسيل، إدوارد سيسيه، جيولي (حسن الفقيري)، روثين، مورينتس (أديبايور)، دادو بيرسو (شعباني نوندا).
قد يعجبك أيضاً





