
غابت هيبة ريال مدريد، ومعها رهبة بطل أوروبا وسيدها، عندما تجرع خسارة مذلة، على أرضه وبين جمهوره، من فريق سسكا موسكو، الذي حل رابعا في مجموعة، لم يحقق فيها سوى الفوز مرتين، وعلى حساب بطل أوروبا.
نعم، َضمِن ريال مدريد التأهل ومعه الصدارة قبل مواجهة الفريق الروسي، واعتبرت المباراة مجرد تحصيل حاصل، لا تقدم أو تؤخر في حسابات البطولة، لكنها في الوقت ذاته، تبقى مباراة رسمية، شاهدها العالم، وتوقع عشاق الملكي، أن يُروى ظمأهم بفوز يثأر من خسارة فريقهم الوحيدة في دور المجموعات.
خسائر ريال مدريد، تحولت إلى فيروس يبدو أنه انتشر في الجسم الأبيض، وبات يرهقه بالحمى والمرض، وهو ما حصل بالفعل مع بطل أوروبا العاجز عن الزحف في الدوري الإسباني، فمن يصدق أن ريال مدريد تلقى خلال 15 جولة فقط 5 خسائر وتعادل مرتين، وبعض الخسائر أمر محيّر بالفعل أمام فرق مثل ألافيس وليفانتي وإيبار، وأخرى مؤلمة أمام الغريم التقليدي برشلونة وبخماسية، وقبلها سقوط أمام إشبيلية.
الفريق الملكي، لم يكن ملكيا أمام سيسكا، بتشكيلة غريبة بدأت اللقاء خاصة في شقها الدفاعي، بالزج بثلاثي لم يشارك كثيرا وينقصه الانسجام، وتراجع غريب للاعبين كبار وفي مقدمتهم مارسيلو، وتعالي من آخرين مثل إيسكو الذي تفرغ لحوارات جانبية مع لاعبي الخصم والحكام في كل احتكاك، ونسي أن الجمهور يتابعه وينتظر منه عكس الفكرة الي تكونت لديه بالتراخي والتراجع.
المباراة أكدت أيضا أن لاعبا مثل جاريث بيل عبء يجب إزاحته عن صدر الفريق، فلا يعقل أن يتعرض للإصابة بعد دقائق من دخوله بديلا، وقد يتحمل وزرها بنفسه بسبب ضعف الإعداد، فلم يتعرض لأي احتكاك وكانت المشكلة في هبوط قدمه على الأرض بعد كرة هوائية.
تحمل لوبيتيجي مسؤولية الفشل سابقا، وتم الاستغناء عنه، وسولاري في طريقه لذات المصير، حيث يورث الفشل..فشلا آخر أكبر منه، والصورة ذاتها على أرض الميدان، لاعبون ينزلون من مرتبة النجوم، إلى مجاهل الأرض، يحصلون على رواتبهم العالية، ويبتسمون للكاميرات، ويحظون بالصفقات الإعلانية الكبيرة، وفي الوقت ذاته، لا يقومون ولو بجزء يسير من العمل الذي وجدوا من أجل إنجازه.
اتسع خرق ريال مدريد على الراتق، وبات الثوب الأبيض مليئا بالثقوب التي لا يصلح معها الترقيع، فالتغيير بات مطلوبا من رأس الهرم، نزولا إلى أسفل القاعدة، علّ الفرحة تعود من جديد لمدرجات البرنابيو، التي أصبحت مجرد شاهد على السقطة تلو الأخرى، لفريق ما زال يطلق عليه..ملك أوروبا وسيدها.
قد يعجبك أيضاً





