روديجر.. صخرة صلبة تطرق أبواب ريال مدريد

في ضوء العقوبات المفروضة على رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش، وعدم تمكن تشيلسي من عرض راتب يلبي متطلبات أنطونيو روديجر، عقد المدافع الألماني، أحد أهم وجوه سوق التعاقدات الصيفية هذا العام، العزم على السفر لمدريد لإتمام تعاقده مع النادي الملكي.

وكان رحيل روديجر أمرا مؤكدا. فقد أعلن مدربه توماس توخيل أن اللاعب الدولي الألماني لن يستمر بصفوف "البلوز" بعد 30 من يونيو/حزيران، تاريخ انتهاء عقده مع النادي الإنجليزي، مبينا أنهم قاموا بكل ما في وسعهم لتمديد تعاقده ولكن الأمر لم ينجح.

وعرض تشيلي على روديجر راتبا بقيمة 200 ألف إسترليني أسبوعيا (230 ألف يورو)، ما كان سيجعله المدافع الأعلى أجرا في تاريخ النادي. وتقترب هذه القيمة من مبلغ 12 مليون الذي طلبه الألماني كراتب سنوي نظير تجديد عقده.

إلا أن هذا العرض قدم في فبراير/شباط الماضي، قبل أن يتضرر تشيلسي من عقوبات الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي، والتي جمدت أصوله ومنعته من التصرف ماليا بحرية.

وكان هذا آخر عرض تمكن النادي اللندني من تقديمه للمدافع، ورغم أن الأخير كان بوسعه الانتظار حتى الانتهاء من بيع النادي في مايو/آيار، فقد حسم بالفعل قرار رحيله عن صفوف "البلوز".

ويعد ريال مدريد هو المرشح الأوفر حظا للحصول على خدمات اللاعب الألماني البالغ من العمر 29 عاما والذي يمر حاليا بواحدة من أفضل الفترات على مدار مسيرته الرياضية.

فروديجر يعد، إلى جانب من فيرجيل فان دايك (30 عاما) وروبن دياز (24 عاما)، من أفضل المدافعين في البريميرليج، ويحظى بمثابرة وقيادة وكاريزما تمثل سمات هوية تشيلسي بطل أوروبا.

وخاض روديجر هذا الموسم 28 مباراة في البريمير ليج. وغاب عن ثلاث مباريات فقط، واحدة أمام برينتفورد في أكتوبر/تشرين أول بعدما عاد من فترة التوقف الدولي وهو يعاني من آلام، وآخر لقائين للفريق أمام آرسنال ووست هام يونايتد بسبب مشكلة أعلى الفخذ.

بينما خاض باقي المباريات كاملة. والشيء ذاته ينطبق على كل من دوري الأبطال، حيث لم يسترح سوى في اللقاء الأخير بمرحلة المجموعات، وكأس السوبر الأوروبي ومونديال الأندية وكأس الاتحاد الإنجليزي- غاب عن الدور الأول فقط- وكأس رابطة الأندية- لعب نصف النهائي ذهابا وإيابا والنهائي-.

ومنذ وصوله من روما في صيف 2017، في صفقة بلغت قيمتها 35 مليون يورو، غاب اللاعب بسبب الإصابة عن 33 مباراة موزعة على خمسة مواسم. وفي نفس الفترة، غاب فان دايك عن 59 لقاء، بينما غاب دياز الذي يصغر روديجر بخمس سنوات عن 15 مباراة، وغاب إيميريك لابورت عن 49 لقاء.

وقد أخذت أرقامه الدفاعية تزداد في المواسم الثلاثة الأخيرة، التي تعد الأفضل في مسيرته. ونفذ اللاعب الألماني هذا الموسم 44 تدخلا مقابل 30 في موسم 2020/2021 و43 في موسم 2019/2020. كما شهد أداؤه تحسنا في قطع الكرات بوسط الملعب، حيث قام في هذه المنطقة بـ18 تدخلا هذا الموسم، مقابل 11 و13 في الموسمين السابقين.

وحال احتساب التدخلات واعتراضات الكرة، سيرتفع رصيد روديجر هذا الموسم إلى 80 في المجمل، أي نحو ضعف أرقام موسمي 2020/2021 (45) و2019/2020 (46).

وقام اللاعب بلمس الكرة 2270 مرة هذا الموسم، بحسب موقع (Statsbomb) لإحصائيات كرة القدم، مقابل 1600 مرة في كل من الموسمين السابقين.

ويظهر التحسن على مستوى الهجوم جليا في هذه الإحصائية، فقد لمس الكرة بوسط الملعب 1249- مقابل 895 في 2020/2021 و905 في 2019/2020، وفي الثلث الأخير من الملعب 262 مرة، مقابل 98 و67 مرة في الموسمين السابقين.

وسيضم ريال مدريد واحدا من أفضل المدافعين في العالم ولاعب في تألق متصاعد، قادر على قيادة خط الدفاع بأسره، ويحظى بشخصية ذات كاريزما بإمكانها مواجهة التحدي في أحد أهم فرق كرة القدم في أوروبا.