إعلان
إعلان

رهان بلال الخاسر

محمد سعيد
14 ديسمبر 201903:03
mohamed-saied

لطالما كان أحمد بلال مهاجم النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، واحدًا من العلامات البارزة في تاريخ الهدافين المصريين حتى بعد اعتزاله لازالت أهدافه عالقة في أذهان الجماهير.

أحمد بلال أو أحمد "أجوال" كما أطلق عليه المعلق الشهير ميمي الشربيني، كان دائمًا نموذجًا مثاليًا في المهاجم الذكي صاحب القدرة الهائلة على التحكم بالكرة والتسجيل دون حتى أن يرى المرمى.. وسيظل ذلك واقعًا مفروضًا في عقل كل عشاق الكرة.

لكن ما يعكر تلك السيرة العطرة التي زينتها الأخلاق قبل الفنيات، هو أن يقتحم بلال عالم الآراء التحليلية المثيرة للجدل بغية تصدر صفحات التواصل الاجتماعي والبحث عن الشهرة وبطولات مزعومة على حساب أحد أهم المواهب في الكرة المصرية حاليًا.

لا أحتاج أن أذكر كابتن بلال أو مصر كلها، أن منتخب مصر الأول يعيش عصر اضمحلال ربما لم يمر به منذ إنشاء اتحاد الكرة المصري، بعدما فشلت كل التجارب في العثور على لاعب واحد يمكنه شغل مركز المهاجم الصريح منذ انتهاء المشاركة الدولية لعماد متعب وعمرو زكي.

وعندما خرج مصطفى للنور مع منتخب مصر الأولمبي وبدأ بتثبيت أقدامه وتنفسنا الصعداء بوجود رأس حربة برائحة نجوم زمان أمثال جمال عبد الحميد وحسام حسن وعبد الحليم علي وعماد متعب، خرج بلال لينتقد اللاعب مرارًا وتكررًا وأخيرًا يتحداه أن يسجل أهدافًا في المباريات المحلية !

يا كابتن بلال.. مصطفى محمد "قطعة ذهبية" منحها الله لنا لتنقذنا من معاناة العقم الهجومي والاختراعات التي لم تثمن ولا تغني سواء مع كوبر أو أجيري أو البدري.

فمهاجم الزمالك الشاب يحتاج إلى الرعاية والحذر، وكما يتغنى عشرات المحللين بضرورة أن نحميه من الغرور والتهويل في إمكانياته –ومعهم كل الحق- يجب أيضًا وأولى أن نحميه من الهجمات المستمرة والنقد الهدام والآراء الملونة.

الجميع شاهد عماد متعب وعبد الحليم في الاستوديوهات التحليلية تحدثا عن مصطفى بمنتهى الحيادية، مع الكثير من الدعم والتشجيع وحتى الانتقاد في النواحي الفنية، دون النظر إلى الألوان أو الدخول في تحديات مع لاعب واعد كانت نتيجتها خسارة محرجة.

أعتقد أن مصطفى محمد لم يرد على بلال فقط بهدفه الرائع في مرمى بيراميدز والذي ينم عن إمكانيات فنية لمهاجم مصر الأول بإذن الله، لكن على مدار 3 سنوات ذاق فيها مرارة اللعب بقمصان أندية مظلومة إعلاميًا وجماهيريًا كالداخلية وطنطا، لكنه كان دائمًا هدافًا من طراز رفيع رغم خبراته القليلة وسنه الصغير.

أتمنى أن يراجع نجم الأهلي السابق حساباته مرة أخرى ويدرك قيمة منتخب مصر وحاجته للمواهب الصاعدة، حتى لو كان لم يدركها كثيرًا كلاعب، ويعلم أن الرهان على "السوشيال ميديا" وخطف الأضواء رهان خاسر.

أتمنى أن يرى بلال الصورة كاملة ولا يسير خلف نجوم كبار أهدروا كل ما قدموه في الملاعب من أجل فترة لتصدر "التريندات" وفي النهاية يتحولون إلى مادة للسخرية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان