إعلان
إعلان

ركلة جزاء ملغية.. هل استحقها ليفربول أمام ريال مدريد؟

رامي أبو الوليد
04 نوفمبر 202516:26
حكم مباراة ليفربول وريال مدريدGetty Images

شهدت مباراة ليفربول ضد ريال مدريد بملعب أنفيلد، التي حسمها الريدز بنتيجة 1-0 مساء اليوم الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا، لقطة تحكيمية مثيرة للجدل.

فبعد مرور نحو نصف ساعة من بداية المباراة، احتسب الحكم ركلة حرة على حدود منطقة جزاء الريال، بداعي وجود لمسة يد على أوريلين تشواميني.

لكن الحكم تلقى إشارة من حكم الفيديو المساعد، باحتمالية وجود ركلة جزاء، نظرا لارتطام الكرة بيد تشواميني على خط منطقة الجزاء أو بداخلها قليلا.

وبعد فترة من المشاورات، ذهب الحكم بنفسه لمراجعة اللقطة عبر شاشة "الفار"، ليعود إلى الملعب ويقرر إلغاء ركلة الجزاء مع إسقاط الكرة.

ويبدو أن الحكم تراجع عن قراره، نظرا لعدم وجود تعمد من تشواميني، في ظل اقتراب ذراعه من جسده، وبالتالي لا يوجد قصد واضح من اللاعب بمنع الكرة بيده، مما أدى لإلغاء المخالفة تماما.

ماذا قال خبير ماركا؟

من جانبه، قال الخبير التحكيمي بيريز بورول عبر راديو ماركا: "يُقيَّم الموقف بناءً على وضعية الذراع، وما إذا كانت مفتوحة بما يكفي لتشغل مساحة غير طبيعية، أو إذا كان الأمر حركة طبيعية. كما يؤخذ في الاعتبار مدى قرب الكرة وقوة التسديدة".

وأضاف "إنها لقطة قابلة للتأويل، لكن رأيي يميل إلى احتسابها ركلة جزاء، لأن كلا الذراعين كانا مفتوحين في المسار الذي مرّت منه الكرة".

قانون لمسة اليد.. جدل لا ينتهي

يُعد قانون لمسة اليد أحد أكثر القوانين إثارة للجدل في كرة القدم الحديثة، خاصة مع التطور الكبير في تقنيات التحكيم واستخدام تقنية الفيديو (VAR)، إذ تتكرر الحالات التي يصعب فيها التفرقة بين اللمس المتعمد وغير المتعمد للكرة.

في السنوات الأخيرة، أدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومجلس التشريعات (IFAB) تعديلات مهمة على القانون بهدف تحقيق قدر أكبر من العدالة، خصوصًا عند وقوع المخالفة داخل منطقة الجزاء.

فقد كان القانون سابقًا ينص على احتساب ركلة جزاء في كل مرة تلمس فيها الكرة يد المدافع داخل الصندوق، حتى وإن لم يكن هناك تعمد واضح، وهو ما تسبب في قرارات قاسية غيّرت نتائج مباريات كثيرة.

أما الآن، فالقانون أصبح أكثر مرونة وإنصافًا؛ إذ يشترط لاحتساب المخالفة داخل المنطقة أن تكون اليد في وضع غير طبيعي يوسّع من حجم الجسم، أو أن يكون هناك حركة مقصودة تجاه الكرة.

أما إذا كانت اللمسة عرضية أو ناتجة عن ارتداد قريب لا يملك اللاعب وقتًا للتفاعل معه، فلا تُعتبر مخالفة، حتى داخل منطقة الجزاء.

كما سمح القانون للحكام باستخدام تقديرهم الشخصي مع دعم من تقنية الفيديو، لتقييم نية اللاعب ووضع جسده في لحظة اللمس.

هذه التعديلات هدفت إلى تخفيف القرارات المثيرة للجدل ومنع احتساب ركلات جزاء ظالمة نتيجة لمسات غير مقصودة.

ورغم أن الجدل لم ينتهِ بعد، فإن التطوير المستمر لقانون لمسة اليد يعكس سعي الفيفا لتوازن صعب بين الدقة التحكيمية ومتعة اللعبة، في محاولة لجعل كرة القدم أكثر عدلاً دون أن تفقد عفويتها.

تقنية الفيديو.. ثورة عدالة أم جدل جديد؟

منذ إدخال تقنية الفيديو المساعد للحكم (VAR) إلى ملاعب كرة القدم، تغيّر وجه اللعبة بشكل جذري.

الهدف الأساسي كان واضحًا: تقليل الأخطاء التحكيمية التي تؤثر على نتائج المباريات، وضمان تطبيق القوانين بعدالة أكبر، لكن رغم النجاحات الواضحة، ما زالت التقنية تثير نقاشات حادة بين مؤيدين ومعارضين.

ساعدت تقنية الفيديو في كشف العديد من الحالات الدقيقة التي كانت تمر دون عقاب، مثل الأهداف التسللية بفارق سنتيمترات، أو اللمسات داخل منطقة الجزاء، أو حالات الطرد الخفية.

وبفضلها، أصبح الحكم يمتلك أداة قوية تتيح له مراجعة اللقطات المثيرة للجدل واتخاذ القرار الصحيح بعد مشاهدة الإعادة البطيئة من زوايا مختلفة.

إلا أن هذه التقنية لم تخلُ من السلبيات، إذ يرى البعض أنها تقتل الإيقاع الطبيعي للمباريات بسبب التوقفات المتكررة، وتُفقد الجماهير جزءًا من الحماس اللحظي الذي يميز اللعبة.

كما أن تقدير الحكام للفيديو يظل خاضعًا لاجتهاد شخصي، مما يبقي باب الجدل مفتوحًا رغم التكنولوجيا.

في المقابل، لا يمكن إنكار أن الـVAR قلل الأخطاء الفادحة التي كانت تُغير مسار البطولات، وأسهم في تعزيز ثقة اللاعبين والجماهير بعدالة القرارات، حتى وإن كان التطبيق لا يخلو من الجدل.

اليوم، يُنظر إلى تقنية الفيديو كمرحلة حتمية في تطور كرة القدم، تجمع بين التكنولوجيا والقرار البشري، وتؤكد أن العدالة التحكيمية لا تأتي فقط بالآلات، بل أيضًا بحسن استخدامها وتقديرها في الوقت المناسب.

ومن أبرز الحالات المثيرة للجدل التي شهدها استخدام تقنية الفيديو (VAR) كانت في نهائي كأس العالم 2018 عندما احتُسبت ركلة جزاء لصالح فرنسا أمام كرواتيا بعد لمسة يد مثيرة للشكوك، إضافة إلى قرار إلغاء هدف رحيم سترلينج أمام توتنهام في دوري أبطال أوروبا 2019 بسبب تسلل بأجزاء من السنتيمتر.

كما أثار الـVAR الجدل في البريميرليج بعد إلغاء عدة أهداف بداعي التسلل “الملّي”، ما دفع الجماهير والخبراء للمطالبة بقدر أكبر من المرونة والوضوح في تفسير القوانين عند استخدام التقنية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان