
وصلنا إلى الساعات الأخيرة من عام 2021 الذي يلملم أوراقه في رحلة لا عودة بعدها، وننتظر بأمل بزوغ شمس عام 2022 عله يحمل معه تباشير الخير وتحقيق الأماني والأحلام، التي أجلتها الظروف الصعبة التي مر بها العالم - ولا يزال - من وباء لا يرحم وتحورات أكثر فتكا من كورونا الأم.
الرياضة كانت المتحدي الأكبر لأزمات العالم بكل ألوانها، فكورونا ليس وحده يحمل مشكلات العالم الذي يعاني صراعاته التقليدية لبسط القوة والنفوذ، يضاف لها التغيرات البيئية الخطيرة في الاحترار وخطر التلوث وغيرها الكثير من المشكلات.
نجحت الرياضة بجميع ألوانها في العودة للحياة سريعا، ونظمت كل بطولاتها بما فيها ما تم تأجيله من عام 2020 الذي شهد ولادة الفيروس العالمي، ولعل في مقدمتها أولمبياد طوكيو، الذي أقيم للمرة الأولى في التاريخ بدون جمهور، كما أن الحفل الختامي لم يشهد حضور اللاعبين نظرا للبروتوكول الصارم الذي كان يفرض عودة كل لاعب أنهى مشاركته إلى بلاده على الفور.
أمم أوروبا 2020 أقيمت بعد عام كامل بسبب الجائحة، ونظمت كما أرادها الاتحاد الأوروبية في 11 مدينة أوروبية احتفالا بالذكرى الستين لتأسيس البطولة، وكانت استثنائية بجماهيرها ومنافساتها التي انتهت بعودة المارد الإيطالي للقمة بقيادة مدربه الفذ مانشيني، كما أقيمت البطولة المستحدثة التي تحمل اسم دوري الأمم الأوروبية وتوج بها حامل لقب المونديال المنتخب الفرنسي، وشهدنا تلك الصدمة الكبيرة بخروج ميسي من برشلونة نحو أضواء باريس.
عربيا، ودعنا قبل أيام كأس العرب بشكله الاستثنائي والفريد على ملاعب مونديال قطر برعاية الفيفا، وشهد حضورا جماهيريا قياسيا في البطولات العربية، ومنافسة شديدة بين أعتى منتخبات العرب، وضرب عدة عصافير بحجر واحد، أهمها عودة الروح لهذه البطولة التي تأثرت بظروف خارجة عن المستطيل الأخضر، واختبار ناجح لجاهزية ملاعب المونديال وجميع ما يرافق البطولة من تنظيم ودعم لوجستي.
عادت جائزة الكرة الذهبية للظهور من جديد، وفاز بها ليونيل ميسي بشكل فجر الكثير من النقاشات حول أحقيته بالكرة السابعة في تاريخة، وشهدنا تتويج تشيلسي بلقب دوري الأبطال، وحفاظ كل من الأهلي المصري والهلال السعودي على لقبي أبطال إفريقيا وآسيا.
ولم تتوقف عجلة الدوران في جميع ملاعب الرياضة العالمية بمختلف ألوانها وأنواعها، فكانت الرياضة بحق نجمة ما بعد كورونا، ورئة التعافي الأولى التي رسخت مكانتها كقوة قادرة على مقاومة كل الظروف، رغم أنها بيئة خصبة للعدوى، لكن مع تعاون العلماء والرياضيين، أضحى للرياضة أسلوب خاص في التعامل مع هذه الجائحة ورسّخ نظاما جديدا قد يطول اتباعه للحفاظ على الرياضيين والجمهور على حد سواء.
نستعد لدخول 2022 الذي يشهد تنظيم نجمة البطولات ودرتها المونديال، ونثق تماما بأن قطر قادرة على إخراجها بشكل رائع وقد يكون مفاجئا للعام بأسره، لكننا في الوقت ذاته لا بد لنا من التحذير من الأفراط بالتفاؤل بشأن انتهاء كورونا، فمتحوراتها بدأت بالظهور، وحالات إصابات الرياضيين وخاصة كرة القدم وصلت إلى أرقام قياسية، قد تهدد استمرارية البطولات المحلية ومعها القارية، إذا ما استمرت هذه الأرقام بالارتفاع، وبشكل يجعلنا نخشى خسارة ما كسبته الرياضة في 2021 إذا تم إهمال الإجراءات المتبعة وبشكل خاص في الممارسات الحالية من التزاحم وعدم ارتداء الكمامة واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة.
كل عام وأنتم بألف خير
قد يعجبك أيضاً



