إعلان
إعلان

ذكرى 30 سنة.. مباراة كرة تشعل حربًا وتغير تاريخ يوغسلافيا

KOOORA
13 مايو 202010:00
زفونيمير بوبان

ركل زفونيمير بوبان، شرطي من الوضع طائرًا، ليخوض المشجعون معارك وحشية خلال مباراة جمعت بين دينامو زغرب وريد ستار بلجراد قبل 30 سنة، ليشتعل فتيل حرب في يوغوسلافيا، أدت لتقسيمها إلى دول عدة.

ورغم حياته بوبان المهنية الممتازة، وعمله كمدير مع الاتحاد الدولي "فيفا"، وكمدير رياضي سابق لميلان، لكن هناك لحظة واحدة سوداء في حياته.

تمثلت هذه اللحظة في هجومه على الشرطي في 13 مايو/أيار 1990، خلال المباراة المشار إليها، والتي يرى كثيرون أنها كانت من أسباب الحرب التي استمرت 8 سنوات، وأسفرت عن وفاة أكثر من 100 ألف شخص.

تقول صحيفة "الديلي ميل"، عن ذكريات تلك المباراة: "كان اشتباك بوبان واحدًا من عدة اشتباكات على أرض الملعب وفي المدرجات، وأدى إلى محاكمة 65 مشجعًا، بعد إصابة المئات، بما في ذلك 79 شرطيا".

بينما يقول بوبان: "يعكس هذا الديربي، كل ما كان يجري في مجتمعنا، كرة القدم اليوغسلافية تعكس واقع البلاد".

وتسببت هذه المباراة وأحداثها، في فقدان بوبان فرصة اللعب مع يوغوسلافيا في كأس العالم 1990، بعدما تم إيقافه لمدة 6 أشهر، لكنه أصبح بطلًا للكثيرين في كرواتيا.

ويواصل بوبان ذكرياته: "أقسمت وقتها أن أحد ضباط الشرطة ضربني، وهكذا بدأت المشاجرة، وكما يمكنك أن تتخيل كان الأمر صعبا جدا، لكني أعتقد أنني سأفعل نفس الشيء مرة أخرى إذا عاد بي الزمان".

وأشار إلى أن ما أحبطه كثيرا "أن الشرطة كانت تتعامل مع معجبي دينامو فقط بشكل سيء. لذلك كنت أفكر في جميع المظالم العظيمة التي وقعت للناس على مر السنين، وللجماهير ولنا أيضا".

أما ضابط الشرطة الذي اعتدى عليه بوبان ويدعى رفيق أحمدوفيتش، فقال: "بدت نظراته لي غريبة، وقال لي شيئا غير مفهوم، ثم فوجئت به يطير نحوي بركبتيه وذراعيه معا، وركلني، وطرحني أرضا".

لم تكن نتيجة المباراة نفسها ذات أهمية، لأن ريد ستار، حسم بالفعل لقب الدوري، ومع ذلك، استقل 3000 شخص القطار الليلي من بلجراد إلى زغرب، فبدت الأجواء مشحونة، في انتظار شرارة البداية.

وتقول العديد من الروايات إن قادة بعض المجموعات شبه العسكرية سيئة السمعة كانوا بين الجماهير في تلك المباراة، مما أوصل الأمور إلى ما آلت إليه.

في ذلك اليوم لم تتمكن الشرطة من القيام بدورها، وانتقدت بشدة بسبب ذلك، لا سيما أن مشجعي ريد ستار تمكنوا من شق طريقهم إلى مدرجات دينامو.

ويتذكر ميراليم إبراهيموفيتش، حارس دينامو أحداث المباراة قائلًا: "لم تتصرف الشرطة بشكل مناسب، وكانت الفوضى عارمة، والحجارة والغاز المسيل للدموع في كل مكان، وعلى أرض الملعب. أصبح من الواضح أننا لن نتمكن من بدء المباراة".

ويتهم الجانب الكرواتي الشرطة بالتغاضي عمدا عن فعل ما يكفي لمنع اشتباك الجماهير.

وقال الشرطي أحمدوفيتش: "انطلقت أصوات المشجعين بالأغاني القومية، وذكروا أسماء القادة السياسيين... كما تواصل لاعبون مع المشجعين، وطالبوهم باقتحام الملعب. مع بدء أعمال الشغب لم يكن بوسع أحد أن يوقفها".

وكان في صفوف ريد ستار، 7 لاعبين شاركوا في نهائي كأس أوروبا في باري بالعام التالي، وكان دافور سوكر وبوبان في تشكيلة دينامو.

ومن نجوم ذلك العصر أيضًا، دراجان ستويكوفيتش وروبرت بروزينسكي أبطال أوروبا مع ريد ستار، بوبان مع ميلان، وسوكر مع ريال مدريد.

كان ستويكوفيتش وبروزينسكي وسوكر، جزءً من تشكيلة يوغسلافيا التي وصلت إلى ربع نهائي كأس العالم عام 1990.

ثم ساعد بروزينسكي وسوكر كرواتيا في الحصول على المركز الثالث في مونديال فرنسا 1998، وكان سوكر هدافًا للبطولة.

وبالنسبة لأولئك الذين يتناقشون حول أهمية هذه المباراة على طريق الحرب، فإن حارس ريد ستار الحائز على كأس الاتحاد الأوروبي، ستيفان ستويانوفيتش، لديه رد بسيط.

ويقول: "كانت هناك بالتأكيد توترات، لكن ما حدث كان بمثابة علامة على أن يوغوسلافيا كانت على وشك التفكك، اتضح أن المباراة كانت بمثابة بداية النهاية ليوغوسلافيا".





إعلان
إعلان
إعلان
إعلان