كان عام 2007 هو الوقت الذي اعترف فيه إيجور سوركيس
كان عام 2007 هو الوقت الذي اعترف فيه إيجور سوركيس رئيس نادي دينامو كييف الاوكراني لكرة القدم أخيرا بأنه ضاق ذرعا من الاوضاع في ناديه.
حيث صرح سوركيس في مقابلة تليفزيونية قائلا "لقد سئمت من إنفاق المال ، ثم إنفاق المزيد من المال وعدم تحقيق نتائج جيدة .. ستتغير الاوضاع .. وهذه المرة لن تكون هناك أي استثناءات".
وربما لا يكون إقدام رئيس نادي غاضب على الاطاحة برؤوس جميع المسئولين عن تدني نتائج فريقه بعدما أنفق أموال طائلة عليه أمر غريب على كرة القدم الاوروبية ، ولكن غضب سوركيس بالذات يعتبر انقلابا غير معتاد بدينامو كييف ، تلك المؤسسة الرياضية التي لم يتغير منها الكثير منذ أيام مجدها في عهد الاتحاد السوفييتي.
فدينامو الذي كان في فترة من الزمان يعد واحدا من أكبر الاندية الاوروبية والفريق الاكثر تحقيقا للفوز في تاريخ الاتحاد السوفييتي بات يخسر المباراة تلو الاخرى بالدوري المحلي من فرق مغمورة ، هذا بخلاف أنه أنهى مشواره بدور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم محتلا المركز الاخير بالمجموعة السادسة برصيد خال من النقاط.
وخلال الموسم الماضي من دوري الابطال (2006/2007) لم يحقق دينامو كييف أي انتصارات خلال دور المجموعات ولم يخرج من هذا الدور سوى بتعادلين بينما سمح بدخول 16 هدفا في مرماه مقابل تسجيل خمسة أهداف فقط. وكانت آخر مرة يفوز فيها دينامو كييف بأحد مباريات دوري الابطال في عام 2004 .
وعلى المستوى المحلي ، فقد كانت بداية دينامو كييف لمشواره بمسابقة الدوري الاوكراني بهذا الموسم هي الاسوأ في تاريخ النادي الممتد إلى 80 عاما.
ولان المكان المعتاد لدينامو كييف في جدول ترتيب الدوري الاوكراني عادة ما يكون الاول أو الثاني على الاكثر ، فقد كان احتلال الفريق للمركز الثالث مع نهاية النصف الاول من الموسم مصدر خزي له خاصة وأن أكبر منافسيه وجاره شاختار دونتسيك يسبقه في المركز الثاني بترتيب البطولة.
والمؤلم في الامر أن خسائر دينامو كييف في الدوري المحلي جاءت أمام فرق لا تزيد ميزانيتها عن خمس أو أقل من خمس ميزانية دينامو التي تصل إلى نحو 30 مليون دولار سنويا.
ولم يحقق ضم لاعبين جدد إلى صفوف الفريق النجاح المنتظر منذ عدة سنوات ، حيث أصبح الفريق يضم مزيجا من لاعبي أمريكا الجنوبية ولاعبي منطقة البلقان على الارجح ، والقليلون فقط منهم نجحوا في حجز مكان أساسي لهم بتشكيل الفريق.
حتى أن إدارة النادي فشلت في جعل جميع لاعبي الفريق يتحدثون الروسية ، فربما يرغب الصرب والكروات في تعلم اللغة ولكن ليس البرازيليين.
وأشارت وسائل الاعلام الأوكرانية هذا الموسم إلى أن دينامو أصبح منقسما إلى معسكرين أولهما للاعبي شرق أوروبا الذين يتحدثون الروسية والاخر للاعبين البرازيليين الذين يتحدثون البرتغالية.
ويقول سوركيس "يجب أن نواجه الحقائق .. فنحن نتراجع إلى الوراء ولا سبيل أمامنا سوى إجراء تغييرات جذرية".
ولم تنجح الحلول المعتادة لعلاج مشاكل فرق كرة القدم بإلقاء اللوم دائما على المدرب مع دينامو كييف.
فمنذ أيلول/سبتمبر 2007 ، عين سوركيس ثلاثة مدربين كبار لدينامو وأقال أحدهما بعد هزيمتين متتاليتين في دوري الابطال ، ولكن المدرب الذي حل محل المدرب القديم في تشرين ثان/نوفمبر الماضي ترك الفريق سريعا لمعاناته من مشكلة في القلب.
وأشار سوركيس في حوار مع موقع "دينامومانيا" على الانترنت إلى أن تعيين مدرب دولي يتمتع بسمعة طيبة لقيادة دينامو قد يكون ممكنا من الناحية النظرية ولكنه صعب من الناحية العملية بسبب "الفوضى والاضطراب" الموجودان في مؤسسة دينامو مما يجعل أي مدرب أجنبي حذرا في قبول مهمة تدريب فريق كهذا.
ولهذا السبب فقد أعلن سوركيس خلال الاسبايع القليلة الماضية في القنوات التليفزيونية وعلى صفحات الجرائد أن لاعبي دينامو وإدارته يجب أن يتوقعوا حدوث عمليات تطهير وشيكة لا تقل حدة عن عمليات التطهير السوفييتية.
وصرح سوركيس لبرنامج "جول" التليفزيوني قائلا "لن يبقى أحد بسبب ما فعله للفريق في الماضي .. لم ألعب كرة القدم. ولكنني أعمل كرئيس للنادي منذ أعوام عدة وقد وهبت قلبي والكثير من مالي لدينامو .. أما ما يجب أن يسأل عنه الان فهو ما الذي يمكن أن تفعله للفريق في المستقبل"؟
ويتكفل سوركيس وشقيقه هريهوري أكبر ملوك الطاقة في أوكرانيا بالانفاق على دينامو ، متكبدين خسائر فادحة ، منذ عام .1994
ويأتي الحافز لدى سوركيس وشقيقه في التكفل بدينامو من احترامهما لانجازات النادي خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عندما كان دينامو قوة كبيرة يعتد بها في أوروبا. وكان الاخوان سوركيس من أكبر مشجعي النادي بينما كان المدرب السوفييتي الاسطورة فاليري لوبانوفسكي هو بطلهما
وكثيرا ما كتبت صحيفة "كوماندا" الاوكرانية واسعة الانتشار عن مقاومة فريق عمل لوبانوفسكي ، من مساعدي المدرب والجهاز الطبي وحتى العاملين في الملعب الموجودين حتى الان بفريق عمل دينامو ، للإصلاحات التي يحاول سوركيس إدخالها على النادي.
ونقل موقع "دينامومانيا" عن سوركيس قوله "نحتاج لتخطي مرحلة لوبانوفسكي ..لا يمكن أن نعيش في الماضي أكثر من ذلك وأن نستمر في إهدار المال .. لن أحتمل الاشخاص الذين يفعلون ذلك".
وانضم اثنان من موظفي نادي آيه سي ميلان الايطالي المخضرمين بالفعل إلى دينامو كييف وهما ريفاز تشوكونيليدزي الذي أصبح المدير العام الجديد لدينامو وفينتشينزو بينكوليني ، مدير الكرة الجديد في النادي الاوكراني.
وتعتبر حركة التعيينات الجديدة أمر غير مسبوق في دينامو الذي اعتاد على ضم لاعبين أجانب ولكنه حتى هذا الوقت لم يكن قد سبق له تعيين أي مدرب أو عضو أجنبي بالجهاز الفني أو الاداري للنادي.
وقال سوركيس "ربما لا تعجب التغييرات القادمة بعض موظفي النادي .. ولكن سواء أعجبتهم هذه التغييرات أم لا فإنها قادمة لا محالة".