إعلان
إعلان

ديمبلي..وعودة الإبن الضال

د.محمد مطاوع
15 يوليو 202203:03
mohammad mutawe

أخيرا..وقع ديمبلي عقود تجديده مع برشلونة، وعاد الإبن الضال بين أروقة أندية أوروبا بحثا عن مجد جديد، إلى حيث معقله وناديه وجمهوره.

عاد ديمبلي رغم أنف وكيل أعماله، الذي فعل كل ما بوسعه لنقله إلى أحد كبار أوروبا، سعيا لملايين لا تحصى ولا تعد في صفقة العمر، ووصل الأمر في هذا الوكيل إلى التطاول على برشلونة في تصريحاته بل وطالبهم بأن يأتوا إليه ليفاوضوه بدلا من الذهاب إليهم.

نسي ديمبلي ووكيله أنه في 5 سنوات تمثل مدة التعاقد الأولى مع النادي الكتالوني، كان اللاعب الفرنسي  زائر دائم للعيادة، ومقيم فيها لفترات طويلة، حتى أن عشاق البلوجرانا كانوا ينسون في مراحل أن هناك لاعب اسمه عثمان ديمبلي ما زال لاعبا في الفريق، وبعد كل عودة..تتجدد الإصابة، أو تتحرك نحو عضو جديد، وبالإجمالي، لعب ديمبلي 102 مباراة في 5 مواسم في الليجا، من أصل 190 مباراة، وبمعدل 53% من الإجمالي ومعظمها لم تلعب بدقائق كاملة، أي أنه كان يلعب مباراة ويغيب أخرى، وقس على ذلك باقي البطولات.

ولو قسنا هذا الأمر على الموسم الأخير، سنجد أن ديمبلي لعب في الليجا 21 مباراة من أصل 38 وبنسبة 55% من إجمالي المباريات، سجل خلالها هدف وحيد وقدم 13 تمريرة حاسمة، وقد يكون هذا الرقم الوحيد الذي يشفع له في مسيرته كلها مع برشلونة، وفي الأجمال لعب في الموسم المنصرم 32 مباراة سجل خلالها هدفين وقدم 13 تمريرة مساعدة، وبالنسبة لدقائق اللعب في المباريات التي خاضها كانت بمتوسط 67 دقيقة للمباراة باعتباره كان يستبدل غالبا في الشوط الثاني، أو يدخل بديلا، ومن النادر أين يكمل مباراة حتى نهايتها.

تحسن وضع ديمبلي كثيرا منذ قدوم المدرب تشافي، الذي وضع اللاعب ضمن اهتمامامته، وطالبه بالالتزام بالتعليمات فيما يتعلق بالتغذية السليمة والابتعاد عن العادات السيئة التي تؤثر على مناعته وتعرضه للإصابة باستمرار، ومنحه الثقة الكاملة في الملعب، مما انعكس على أدائه، وانعكس إيجابا على أرقامه في الموسم الأخير، حيث لم ينخفض تقييمه في المباراة الواحدة عن 7 من 10، بل أن مباراة السوبر الإسباني وصل تقييمه إلى 9.5 من 10.

لكن اللاعب الفرنسي لم يضع كل ما فعله برشلونة من أجله وما قام به تشافي في الموسم الأخير من جهد في سبيل عودته لواجهة الكرة بعد أن نسيه الجمهور، وترك نفسه لمدير أعمال اعتقد أن مجرد التألق في مباراة أو تقديم تمريرة مساعدة، تجعل من موكله واحدا من أساطير الكرة، وأن الأندية ستتهافت عليه من كل حدب وصوب أملا في الحصول على توقيعه.

الصدمة كانت كبيرة في أن الأندية المرشحلة للتعاقد مع ديمبلي رفضت كل مطالب وكيل أعماله، ولم يصل عرضها لما حصل عليه من برشلونة، ليجد ديمبلي نفسه مهدد بالجلوس في بيته، والغياب عن ترشيحات المدير الفني للمنتخب الفرنسي في مونديال قطر، ليعود صاغرا مع وكيل أعماله إلى برشلونة، ويوقع على عقود التجديد لموسمين، وبمقابل يصل إلى 60% من عقده الأخير.

عودة ديمبلي لبرشلونة فيها مصلحة للطرفين، فاللاعب قدم مستوى متميزا في المرحلة الأخيرة من الليجا، وبات أكثر تجانسا مع زملائه في الفريق، ويحصل على الثقة الكاملة من مدربه تشافي، لكنه سيكون أمام تحد كبير في إثبات أنه لاعب من طينة الكبار، وقادر على تطوير نفسه، والارتقاء بقيمته السوقية التي وصلت إلى 30 مليون يورو فقط، بعدما وصلت إلى 150 مليون يورو في وقت ما، كما أنه لم يعد النجم الأوحد في الطرف الأيمن، فهناك البرازيلي الجديد رافينيا، الذي سيضع عليه عبئا كبيرا، وحتى لو قرر الانتقال إلى الجهة اليسرى ليجد له مكانا في التشكيل الأساسي، فسيجد اللاعب الشاب أنسو فاتي في انتظاره بعدما تجاوز مسلسل الإصابات الذي غيبه طويلا.

فما حدث مع ديمبلي قصة طويلة من الأخطاء والكفاح ومحاولات العودة للقمة، وعبرة في أن الإخلاص للمبادئ قد يسبق المكسب المادي أحيانا، والوفاء لمن أعطاك بلا حدود قد يعود عليك بنفع أكثر بكثير من مجرد أموال، تزيد الرصيد المتخم بالأرقام في البنوك.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان