إعلان
إعلان

ديفيد بيكهام.. حكاية نجم لا ينطفئ

reuters
01 مايو 202004:08
ديفيد بيكهامReuters

عندما دخل الصبي ديفيد بيكهام (11 عاما)، مكتب إحدى الصحف المحلية في شرق لندن، بصحبة والدته عام 1986، لم يخطر قط ببال الصحفي المبتدئ الذي طلب منه التوجه لمكتب الاستقبال أنه على وشك اللقاء بنجم عالمي كبير على المستويين الرياضي والثقافي في المستقبل.

وبتشجيع من والدته ساندرا، تحدث الصبي صاحب الملامح الشقراء بصوت خافت، قائلا إنه فاز بجائزة بوبي تشارلتون للمهارات الكروية على مستوى المدارس، كما فاز برحلة للتدرب مع فريق برشلونة الذي كان يدربه وقتها تيري فينابلز.

وبعد ذلك، استمرت القصة بما فيها من أحداث ومواقف وتحديات تجاوزت حدود الرياضة إلى مجالات مختلفة أخرى.

فبعد ذلك بـ6 أعوام، حقق بيكهام حلم طفولته عندما ظهر للمرة الأولى مع الفريق الأول لمانشستر يونايتد، قبل أن يحمل شارة قيادة منتخب إنجلترا، ويصبح نجما كبيرا في ريال مدريد.

?i=reuters%2f2020-03-23%2f2020-03-23t075833z_1076988576_rc2jpf9prqdp_rtrmadp_3_sport-retrospective-march24_reuters

وتحت قيادة أليكس فيرجسون، مدرب مانشستر يونايتد المتميز، فاز بيكهام وهو واحد مما عرف باسم "مجموعة 92" بـ6 ألقاب للدوري الإنجليزي مع مجموعة زملائه في فريق الشبان، وهم "رايان جيجز وبول سكولز ونيكي بات وجاري نيفيل وفيل نيفيل".

وفاز بيكهام أيضا بلقب كأس إنجلترا مرتين وبدوري أبطال أوروبا في 1999، ثم توج حصيلته من الألقاب بالفوز بلقب الدوري الإسباني مع ريال مديد، وأضاف لخزانة ألقابه أيضا لقبين في الدوري الأمريكي خلال فترة قضاها في أمريكا الشمالية في صفوف لوس أنجليس جالاكسي.

لكن رغم كل ذلك، فإن القصة ربما لا تزال في بدايتها.

ويعتبر لاعب الوسط بيكهام واحدا من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، لكنه تجاوز حدود هذه اللعبة الشعبية.

وفي 1999، تزوج بيكهام نجمة البوب البريطانية فيكتوريا العضو في فرقة سبايس جيرلز الشهيرة جدا في هذا الوقت، وأصبحا الثنائي الذهبي الجديد في بلادهما.

وإلى جانب نجوميته في صفوف مانشستر يونايتد المهيمن في تسعينات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، فإن بيكهام تجاوز هذه الحدود إلى أفاق جديدة عندما أصبح علما واسما تجاريا كبيرا خارج حدود المستطيل الأخضر أيضا.

وتسابقت شركات عملاقة للتعاقد معه وظهرت صوره على لوحات الإعلانات العملاقة حول العالم في الترويج للكثير من المنتجات الباهظة الثمن، والتي تراوحت ما بين السراويل الداخلية والساعات والنظارات الشمسية.

وتوسعت دائرة صداقاته لتضم الممثلين توم كروز وجورج كلوني، كما حرص الأمير هاري على الاختلاط بصفوة كرة القدم أيضا.

وظهر فيلم "بيند إيت لايك بيكهام" ليحقق مكاسب مالية كبيرة، كما يقال إن بيكهام كان له الفضل في فوز لندن بتنظيم أولمبياد 2012 بفضل تأثيره الشخصي على أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية.

ورغم اعتزاله اللعب، فإن بيكهام وهو أب لـ4 لا يزال محط الاهتمام الإعلامي، ويملك حصة في نادي إنتر ميامي الأمريكي وحصة أخرى في سالفورد سيتي.

ويعود الفضل في كل ذلك، إلى جانب ثروة قدرت قيمتها بنحو 450 مليون دولار، إلى المهارات الكروية.

ويتذكر فينابلز لقاءه مع الشاب بيكهام في ملعب كامب نو، قائلا "عندما ودعته حرصت على ألا أنسى اسمه."

ولو سارت الأمور حسب رغبة الجد لتعاقد بيكهام مع توتنهام هوتسبير، الذي كان يدربه فينابلز. لكن بيكهام كان يريد اللعب لمانشستر يونايتد.

وبعد أن ساعد بيكهام يونايتد على الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي لفرق الشباب في 1992 ظهر في الفريق الأول للمرة الأولى، بعد ذلك ببضعة أشهر في كأس الرابطة.

وعاد للفريق بعد فترة إعارة قصيرة في صفوف بريستون، لتنطلق بذلك وبكل قوة مسيرته في أولد ترافورد ويظهر للمرة الأولى في الدوري الممتاز في 1994.

?i=reuters%2f2020-04-27%2f2020-04-27t070723z_1337471079_rc2vcg964ljr_rtrmadp_3_sport-retrospective-april28_reuters

قرار غير متوقع

في البداية جاء قرار فيرجسون بإطلاق طاقات اللاعبين "الصاعدين" في فريقه في بداية موسم 1995-1996 مفاجئا للكثيرين.

وبعد خسارة أمام أستون فيلا في اليوم الأول من الموسم كتب المحلل الآن هانسن: "لن تفوز بشيء مطلقا مع الصغار".

وبعد ذلك، حصد الفريق ثنائية الدوري وكأس الاتحاد في ظل تألق بيكهام في يمين خط الوسط.

وفي أول أيام الموسم التالي، أطلق بيكهام قذيفة أدهشت الجميع من مسافة 60 مترا من داخل نصف ملعبه لتمر فوق حارس مرمى ويمبلدون نيل سوليفان.

وبعد أسابيع من ذلك منحه جلين هودل فرصة الظهور الأول في صفوف منتخب إنجلترا، الذي لعب له 115 مباراة دولية.

وحمل شارة قيادة الفريق ما بين 2000 و2006.

وكانت لشهرة بيكهام، آثارا سلبية في بعض الأحيان. فقد أغضبت الشهرة البعض وتسببت في تعكير صفو العلاقة مع المدرب فيرجسون لدرجة أن المدرب الأسكتلندي ذات مرة ألقى بحذاء في وجه بيكهام في 2003.

وعندما طرد بيكهام بسبب ركله الأرجنتيني دييجو سيميوني في دور 16 لنهائيات كأس العالم 1998، حملته الجماهير الغاضبة مسؤولية الهزيمة.

لكنه تجاوز تأثيرات كل ذلك وواصل تقدمه وقاد منتخب إنجلترا للفوز 5-1 على نظيره الألماني في تصفيات كأس العالم في 2001 وتحولت صورته إلى بطل عندما أحرز هدفا جميلا من ركلة حرة في شباك منتخب اليونان ليضمن لبلاده الظهور في نهائيات كأس العالم 2002.

?i=reuters%2f2020-05-01%2f2020-05-01t045820z_355510752_rc2gfg9if27c_rtrmadp_3_sport-anniversary-beckham_reuters

ورغم أن "الجيل الذهبي" لإنجلترا لم ينجح في الفوز بأي بطولة فإن بيكهام أصبح اللاعب الأكثر ظهورا مع المنتخب (من غير حراس المرمى) متفوقا في ذلك على بوبي مور في 2009، قبل أن تضطره الإصابة للغياب عن كأس العالم وإنهاء مسيرته الدولية.

وبعد الرحيل عن مانشستر يونايتد لم يصل بيكهام لمستوى الأداء المتميز جدا، الذي قدمه مع فريق فيرجسون.

وعندما انضم إلى ريال مديد في 2003، تجمع 500 صحفي لتغطية تقديمه للجمهور ووسائل الإعلام.

وفقط في موسمه الأخير مع النادي الملكي في 2006-2007، فاز بيكهام بلقب الدوري الإسباني، وعندها كان اللاعب الإنجليزي يفكر في الرحيل إلى لوس أنجليس جالاكسي الأمريكي، وفي مستوى مختلف من الشهرة على صعيد هوليوود كما كان متوقعا.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان