إعلان
إعلان

دوري بنزيما

د.محمد مطاوع
01 مايو 202202:41
mohammad mutawe

لو قدّر لي أن أضع اسما للقب الليجا الذي توج به ريال مدريد رسميا بالأمس، لأطلقت عليه اسم "دوري بنزيما"

الأمر ليس تعصبا للاعب من أصل عربي، أو مسلم، أو منتميا للنادي الملكي، وإنما اعترافا بالأرقام التي ساهم فيها بنزيما بشكل كبير في رفع فريق العاصمة الإسبانية الكأس للمرة الـ 35 في تاريخه، كأكثر فرق إسبانيا تتويجا باللقب، وقبل انتهاء المسابقة بـ 4 أسابيع كاملة.

خاض بنزيما في الليجا الحالية 30 مباراة حتى الآن، سجل خلالها 26 هدفا، وصنع 11 أخرى ومجموع ما ساهم فيه 37 هدفا، من أصل 73 هدفا سجلها الملكي حتى الآن، أي ما يزيد عن نصف الأهداف المسجلة، وبشكل يؤكد على الدور الكبير الذي لعبه (أبو إبراهيم) في هذا اللقب الاستثنائي.

الأمر لم يتوقف عند الليجا، بل كان لبنزيما الدور الأكبر في بلوغ الريال للدور قبل النهائي واستمرار المنافسة على التأهل بعد مساهمته بشكل كبير في العودة للحياة في مباريات الأدوار الإقصائية أمام سان جيرمان وتشيلسي، وحاليا أمام السيتي، حيث نجح في تسجيل 14 هدف في 10 مباريات، إلى جانب تتويج فريقه بالسوبر الذي سجل فيه هدفين في مباراتين.

ولو رجعنا لليجا وقلبنا صفحات الأفضلية فيها، لوجدنا اسم بنزيما في كل صفحة تقريبا، فهو الأكثر تسجيلا للأهداف، ومساهمة فيها، والأعلى تقييما بين اللاعبين، والأعلى من حيث نسبة التسجيل لدقائق اللعب، والأكثر تسديدا على المرمى والأكثر في صناعة الفرص المحققة، وبالتالي استحق بكل جدارة أن يكون اللاعب الأفضل في الليجا، ويبقى أمامه فقط التتويج بدوري الأبطال..لتحقيق حلم طالم انتظاره، وصبر بنزيما كثيرا لتحقيقه، وهو جائزة الكرة الذهبية، ومن سيكون أحق بها منه في حالة تتويج الملكي بالكأس الـ14؟

صبر بنزيما كثيرا، وتحمل صافرات جماهير البيرنابيو، حين كان يمثل ظل كريستيانو رونالدو، فالجماهير تريد من يسجل الأهداف، ودور بنزيما كان في تلك الفترة صناعتها، ولعل تركيزه في هذا الدور جعله يفقد حاسية التسجيل، ويضيع الكثير من الأهداف منها ما يصعب تصديقه للاعب بهذا المستوى.

في كل مرة كان جمهور البرنابيو يصفر على بنزيمة، كان يظهر المدرب السابق زين الدين زيدان، ويتحول لجدار لامتصاص كل الضربات الموجهة لمواطنة الفرنسي-الجزائري، والأمر لا يتعلق بالانتماء، وإنما للاقتناع بأهمية الدور الذي يلعبه في صناعة الأهداف، ومنح المساحات لزملائه للتحرك واقتحام خطوط الفريق المنافس، ويقول للجميع: انظروا لما يفعل بنزيما وليس للأهداف التي يسجلها.

تحمل (البنز) مسؤولياته بشكل كبير في الموسمين الأخيرين، ولم يكن مجرد لاعب يسجل الأهداف، وإنما ملهم لزملائه ودافع لهم للمزيد من البذل والعطاء على أرض الملعب، وحالته البدنية الرائعة التي تتفوق على عمره الذي يقترب من الـ 35، دليل على الجهد الكبير الذي يبذله، والتدريب المستمر وممارسة الحياة الصحية، وبشكل يجعل تحضيراته كاملة من أجل فريقه وإسعاد جماهيره.

يختلف الجميع في تشجيعه لفرق الليجا، ولكن باعتقادي يتفقون جميعا على تحية هذا النجم الاستثنائي، الذي لم يحبطه شيء، في سبيل مواصلة عطائه وإثبات قدرته على الإنجاز..مهما تقدم به العمر، وتراكمت العقبات، فالذهب دوما لا يصدأ، ولا بد له من اللمعان مع نفض ما عليه من غبار..مبروك لعشاق الملكي..مبروك لبنزيما هذا اللقب.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان