دوري بصبغة إسبانية.. نقلة نوعية للكرة العراقية

انتعشت الكرة العراقية مؤخراً بعد صدمات متتالية، أحدثها ضعف المردود الفني للدوري المحلي، لتصبح اتفاقية رابطة " الليجا" الإسبانية المنقذ لمنعطف التراجع المخيف، الذي أصاب مقومات ومحتوى المنافسات بمسماها الحالي " الممتاز".

ورغم محاولات لجنة التراخيص التابعة للاتحادين العراقي والآسيوي إنقاذ مايمكن إنقاذه من خلال تطبيق معايير وشروط حازمة، إلا أن بعض الأندية استعانت بملاعب حكومية وأخرى تمسكت بالملعب "التراثي"، لتحافظ على استمرار مشاركتها في دوري ماراثوني يمتد لما يقارب ال 8 أشهر مع توقفات متعددة.

تلك الرحلة الطويلة ، جعلت بعض الأندية تتخلى عن محترفيها قبل نهاية المسابقة بعدة جولات ، كما حدث مع النجف الذي فضل منح الاستغناء ل 4 محترفين قبل إسدال الستار على البطولة ب 10 جولات، لعدم قدرة إدارته على تسديد المستحقات، علاوة الى أن أندية أخرى تلقت تحذيرات من الفيفا بإقصائها من البطولة في حال عدم دفع عقود لاعبيها، كما حدث مع الديوانية والقاسم والطلبة وأربيل.

واستمرت العشوائية بالعمل الإداري ، ليصدر الاتحاد الدولي قرارات منع وتجميد التعاقد مع المحترفين لأندية لم تف بالتزاماتها المالية، ليضرب الفيفا ومحكمة "كاس" بقوة من أجل أن تصل حقوق اللاعبين بموعدها المحدد قبل فوات الآوان.

وعلى الصعيد التنظيمي، فإن الموسم الجاري أدى لتهالك أرضية ملعبي الشعب والنجف بسبب ضغط المباريات، إذ استقبل أكبر وأقدم ملاعب العاصمة على مستطيله لقاءات فرق القوة الجوية ، الزوراء ، الطلبة، الشرطة ، الحدود، النفط، الكرخ، الكهرباء.

واحتضن ملعب النجف الدولي مواجهات " النجف ، القاسم ، الديوانية ، كربلاء، نفط الوسط" ليكون البديل المفترض لملعب كربلاء الدولي الذي دخل مراحل التأهيل قبل انطلاق بطولة إقليمية " غرب آسيا" بعدة شهور .

التراجع الفني

وفي الإطار الفني، تراجع المستوى العام لمعظم المباريات التي تأثرت بضعف المنافسة، باستثناء صراع الصدارة بين الشرطة المتصدر وملاحقه القوة الجوية، بينما بقيت فرق أخرى تلعب من أجل البقاء لموسم جديد، وقسم آخر ضمن المواقع الهادئة بالمنتصف، لتكون المباريات تحصيل حاصل.

هذا التراجع الفني الخطير ، ظهرت أبرز تداعياته على اعتماد المدير الفني للمنتخب العراقي خيسوس كاساس على عدد كبير من المحترفين في الدوريات الأوروبية، لشغل الحيز الأكبر من قائمة أسود الرافدين لمعسكر إسبانيا، الذي تتخلله ودية مع كولومبيا.

حقائق عقد الليجا

عقد الشراكة بين رابطة الليجا واتحاد الكرة العراقي، الذي تم توقيعه من قبل، سيسهم بشكل كبير في تطوير كرة القدم العراقية، فضلًا عن الموظفين العاملين بالاتحاد المحلي.

ويتضمن العقد بنودًا وفقرات قانونية تتيح للاتحاد العراقي تعديل بعض الفقرات أو إلغاءها مستقبلًا لما فيه مصلحة الاتحاد.

وجاء توقيع الاتحاد العراقي للعقد، كونه جهة اعتبارية تتمتع بالاستقلالية الإدارية والمالية مع رابطة الدوري الإسباني، إذ أبرم عقدي الشراكة لدوري المحترفين ومشروع الحلم 2030 الخاص بالفئات العمرية، حيث وافق جميع أعضاء الاتحاد على الشراكة باستثناء عضوين اثنين.

، وتم توقيع العقد إلكترونيًّا مطلع مايو/ أيار الماضي قبل الإعلان الرسمي ببغداد، وهناك دفعة من المبالغ سُلِّمت إلى الرابطة الإسبانية.

كما أن المدير التنفيذي الذي عينته رابطة الليجا، سيتولى الإدارة والإشراف على تنفيذ مشروع دوري المحترفين.

بينما المبالغ التي ستحصل عليها رابطة "لا ليجا" ستكون من ميزانية الاتحاد، وليست منحةً من الحكومة، وعقد الشراكة بين الاتحاد العراقي والرابطة الإسبانية يتضمن "تخصيص نسبة 33% من قيمة الأرباح والرعاية والتسويق للأندية المشاركة بدوري المحترفين.