إعلان
إعلان

دروس عظيمة من كأس العالم للسيدات

ريان الجدعاني
07 يوليو 201918:31
riyan

ودعنا في مساء أمس الأحد منافسات كأس العالم للسيدات 2019 في فرنسا، والتي كان بطلها لاعبات أمريكا، اللاتي قدمن الكثير من الدروس العظيمة، الدروس التي ستفيدنا لبناء مستقبل عظيم لمنطقتنا العربية والتي اكتفت بمشاهدة البطولة العالمية من الشاشات، لأننا لا نزال نحلم بوصول بنات أوطاننا العربية إلى البطولة العالمية.

الدرس الاول هو الثقة بالنفس، أنا هنا لا أقصد بالثقة التقليدية التي تعتمد على ترديد كلمة (نحترم الخصم ولكن نريد الفوز)، بل أتحدث عن ثقة القائدة الجبارة ميغان رابينو، التي جعلتها تهزم ثلاثة خصوم بالضربة القاضية، المنتخبات المنافسة، وتغريدات الرئيس دونالد ترامب، والإعلام.

بالتأكيد اتحفظ على بعض ألفاظ رابينو في قضيتها مع البيت الأبيض، ولكن أريد ان أشير إلى ثقتها بنفسها التي جعلتها تخوض تلك المعارك، وهي في وسط معمعة البطولة، وبل اشتعلت معركتها مع ترامب قبل مواجهة صاحب الأرض منتخب فرنسا ضمن دور الربع النهائي، إلا أن تلك المعركة زادتها شراسة، لتهز شباك فرنسا، ثم شباك هولندا في المباراة النهائية، لتنال جائزتي أفضل لاعبة في البطولة، وهدافة البطولة برصيد 6 اهداف.

الدرس الأول الذي علينا تعلمه هو أهمية تربية بناتنا على الثقة بالنفس، بالطريقة الحديثة، وهي حبها لخوض التحديات الصعبة في أي وقت، لأن انتزاع لقب كأس العالم للسيدات يحتاج لشخصيات قوية كشخصية الجبارة رابينو.

الدرس الثاني هو اليد الواحدة، والذي شاهد لاعبات أمريكا وهن يدافعن عن زميلتهن رابينو، وأيضاً عن المهاجمة أليكس مورغان في قضية احتفال"احتساء كوب الشاي"، سيفهم سبب نجاح اللاعبات في التحول إلى (يد واحدة) تضرب الخصوم واحد تلو الآخر، ليحصدن بكل قوة وجبروت اللقب العالمي.

نتقف أو نختلف مع وجهة نظر لاعبات أمريكا، ولكن روح التعاون بين اللاعبات يجعلنا نؤمن بأن المنتخب القوي ليس فقط من يتبع التكتيك الهجومي أو الدفاعي، بل القوة تكمن في التماسك والوحدة بين اللاعبات والمدربة، ومنع وجود أي فجوة يدخل منها المتطفل أو الغريب.

والدرس الثاني يجعلنا نراجع أنفسنا تجاه أهمية الابتعاد عن المصالح الخاصة والأنانية، وأن نربي الأجيال المقبلة على فضيلة (من أجل المجموعة)، لأنها هي من تجعلنا نتسيد العالم بمختلف المجالات، ومنها المجال الرياضي.

الدرس الثالث هو الجنون!، قد تكون الكلمة غريبة، ولكن عندما سأل مذيع الشبكة الرياضية الأمريكية فوكس سبورتس القائدة رابينو عن سبب فوزها باللقب العالمي، لترد عليه: "لعبنا كالمجانين، وهذا ما يجعلنا مميزين".

الجنون في عالم كرة القدم هو ظهور شخصيات قادرة على كسر النمطية المكررة، والخروج عن المألوف، ليحققوا نجاحات مبهرة لم يسبق إليها أحد، إذا كان العبقري العظيم ألبرت أينشتاين وُصف بمجنون الفيزياء بفضل نظرياته التي بقيت خالدة، فأن عالمنا العربي يحتاج لمجانين ومجنونات يصنعون المعجزات فوق المستطيل الأخضر بالإبداع والابتكار.

والذي يشاهد جنون ميغان رابينو وأليكس مورغان، وأيضاً كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، فوق المستطيل الاخضر، سيفهم أن تلك الشخصيات قادرة على كسر كل الحواجز التي تواجههم داخل الملعب وخارجها، ليسجلوا أسمائهم كعظماء كرة القدم.

والدرس الثالث يجعلنا نؤمن بأن تحقيق حلم الفوز بكأس العالم للسيدات لا يعتمد فقط على بناء الملاعب وتوفير الأندية وتطبيق الاحتراف، لأن الصين حققت تلك المعادلات ولكن لم تحقق اللقب، لان التربية والتنشئة في مرحلة الطفولة هي المؤثر الأول لبناء الرياضة.

الدروس العظيمة من كأس العالم للسيدات 2019 جعلتنا ننظر إلى الجانب النفسي والفكري للاعبات، هذه الجوانب التي تعتبر هي حجر الأساس لتحقيق حلم كأس العالم للسيدات، وتأسيس لاعبة عربية تتسلح بثقة النفس، وتقديم مصلحة المجموعة قبل مصلحتها، ومجنونة لا تحب التكرار والنمطية، هي العتبة الأولى في طريق الحلم.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان