Getty Imagesاشتعل الصراع بين الإيطالي روبرتو مانشيني والإنجليزي شون دايتش، على مقعد المدير الفني لنوتنجهام فورست، إذ يسعى كلاهما للعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليج" من بوابة الفريق العريق، بعد إقالة المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوجلو عقب سلسلة نتائج سلبية.
ووفقاً لشبكة "سكاي سبورتس"، فإن دايتش بات المرشح الأوفر حظاً لتولي تدريب نوتنجهام فورست، بعدما دخل في مفاوضات متقدمة مع إدارة النادي، في وقتٍ لا يزال فيه مانشيني ضمن قائمة المرشحين بقوة لخلافة بوستيكوجلو، الذي تمت إقالته بعد 18 دقيقة فقط من نهاية الخسارة 0-3 أمام تشيلسي على ملعب "سيتي جراوند".
أجرى مانشيني، المدرب الأسبق لمانشستر سيتي، محادثات إيجابية مع مسؤولي فورست بشأن تولي المهمة، في حين استبعدت الإدارة الإيطالي لوتشيانو سباليتي من قائمة المرشحين، بعدما تم التواصل معه في وقتٍ سابق.
كما طُرح اسم البرتغالي بيدرو مارتينز، المدير الفني السابق لأولمبياكوس والذي يعمل حالياً في قطر، لكنه خرج بدوره من الحسابات.
ورغم بقاء مانشيني في المنافسة، تؤكد "سكاي سبورتس" أن دايتش هو الأقرب لتولي المنصب، وقد يتم الإعلان عن تعيينه خلال أيام، إذا ما قرر المالك اليوناني إيفانجيلوس ماريناكيس أنه الأنسب لقيادة الفريق في هذه المرحلة.
بوستيكوجلو، الذي فشل في تحقيق أي فوز خلال 8 مباريات خاضها مع الفريق منذ توليه المنصب في 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، دفع ثمن سوء النتائج بالإقالة السريعة، في وقت يسعى فيه ماريناكيس لاختيار مدربه الثالث هذا الموسم في محاولة لإعادة الاستقرار والثقة داخل غرفة الملابس وبين جماهير النادي.
إدارة نوتنجهام فورست ترى في دايتش الرجل القادر على تنظيم الصفوف وتحفيز اللاعبين، مع إبقاء النادي في البريميرليج رغم الطموحات الكبيرة بالوصول إلى مراكز متقدمة.
كما شدد ماريناكيس على أن المدرب الجديد يجب أن يستغل الاستثمارات الضخمة التي أُنفقت في سوق الانتقالات الصيفي، والتي تجاوزت 180 مليون جنيه إسترليني، في حين بلغت قيمة اللاعبين غير المشاركين أمام تشيلسي نحو 130 مليوناً، وهي نقطة خلاف كانت من أسباب رحيل بوستيكوجلو.
ورغم أهمية القرار، تسعى إدارة فورست لحسم الموقف سريعاً قبل مواجهة بورتو في الدوري الأوروبي يوم الخميس المقبل، مع إدراكها أن هذا التعيين سيكون محورياً في مستقبل الفريق خلال الموسم الحالي.
ارتباط سابق
ولدايتش ارتباط سابق بنوتنجهام فورست، حيث بدأ مسيرته كلاعب شاب في النادي، وقد تحدث في مقابلة سابقة مع "سكاي سبورتس" في ديسمبر 2023 عن تلك الفترة قائلاً بابتسامة: "كنا مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب نركض في شوارع نوتنجهام بين الحين والآخر ونتناول بعض المشروبات بعد المباريات، كانت أوقاتاً رائعة".
وأضاف عن تلك المرحلة التي ضمّت أسماء مثل روي كين: "كانت سنوات مهمة بالنسبة لي في تكويني كلاعب وإنسان، فقد عشت مع روي لفترة قصيرة، وكان شغفه ورغبته في النجاح هائلين".
وتحدث دايتش عن تأثير الأسطورة براين كلاف على النادي في تلك الحقبة قائلاً: "كان الجميع يعرف أسلوب الفريق وتوقعات اللعب، كان الأمر متجذراً في النادي بأكمله، وهي قيمة عظيمة إن استطعت بناءها، لكن في الوقت الحالي الناس تريد التغيير كثيراً، ولذلك بناء نادٍ كامل مهمة معقدة".
ويمتلك دايتش أيضاً روابط إضافية مع فورست عبر طاقمه الفني السابق في بيرنلي وإيفرتون، إذ عمل إلى جانبه إيان ووان، اللاعب السابق للنادي لعقدٍ من الزمن، وستيف ستون الذي ساهم في صعود الفريق إلى البريميرليج عام 1998. كما يحتفظ بعلاقات صداقة مع لاعبين سابقين مثل توني لوفلان وجاري تشارلز، ويجتمع أحياناً بروي كين لتبادل الذكريات قائلاً: "نضحك كثيراً على الأيام القديمة والحياة آنذاك".
مسيرة متوسطة
وُلد شون دايتش في 28 يونيو عام 1971 بمدينة كيتيرينج الإنجليزية، وبدأ مسيرته الكروية في صفوف ناشئي نوتنجهام فورست خلال الثمانينيات، تحت أنظار المدرب الأسطوري براين كلاف. ورغم أنه لم يشارك مع الفريق الأول، إلا أن تلك الفترة شكّلت مرحلة تأسيس مهمة في شخصيته، حيث اكتسب منها الانضباط والتفكير الجماعي الذي ميز لاحقاً مسيرته كمدرب.
انتقل دايتش بعد ذلك إلى تشستر فيلد عام 1990، حيث قضى الجزء الأكبر من مسيرته كلاعب مدافع قوي وصاحب روح قتالية. خلال تسعة أعوام في النادي، أصبح أحد رموز الفريق وساهم في قيادته إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي موسم 1996-1997، في واحدة من أبرز مفاجآت البطولة آنذاك.
وفي عام 1999، انضم إلى بريستول سيتي لمدة عامين، قبل أن يخوض تجارب قصيرة مع ميلوول وواتفورد، حيث أنهى مسيرته الكروية هناك عام 2007. اشتهر دايتش بأسلوبه الصلب في الدفاع وقدرته على التنظيم داخل الملعب، وكان قائداً مثالياً في غرف الملابس، ما جعل زملاءه والمدربين يصفونه بأنه "قائد بالفطرة".
على الرغم من أنه لم يحظَ بمسيرة كبيرة في أندية القمة أو مع المنتخب الإنجليزي، فإن دايتش ترك بصمة واضحة في الدرجات الأدنى من الكرة الإنجليزية بفضل شخصيته القيادية وصلابته الدفاعية، وهو ما مهد الطريق أمامه لاحقاً ليتحول إلى مدرب ناجح يعتمد على الانضباط والتكتيك الجماعي، وهي السمات التي بدأت تتشكل منذ أيامه الأولى كلاعب في نوتنجهام فورست وتشستر فيلد.
قد يعجبك أيضاً



