
توقفت الكرة في معظم ملاعب العالم، وفي نفس الوقت كثرت التصريحات التي تكسر الملل، سواء للصحف ووكالات الأنباء، أو من خلال البث المباشر ضمن مواقع التواصل الاجتماعي.
خلال الأيام القليلة الماضية، انشغلنا بالعواصف التي تحدث داخل البيت الكتالوني، من استقالات في إدارة الرئيس الحالي بارتوميو، واتهامات نائبه المستقيل والتي وصلت إلى درجة الخيانة، في السطو على خزائن برشلونة ونهبها، سواء بصفقات مشبوهة أو تصرفات تضر بمصلحة الفريق مثل التعاقد مع شركة للإساءة إلى أهم النجوم، وتلميع صورة الرئيس.
في خضم خوض الرئيس معاركه مع نائبه والمستقيلين، إلى جانب عدد ليس بالقليل من الجماهير الذين يريدون الحقيقة، والإعلام الكتالوني الذي بدأ يكشف عن حجم المأساة داخل النادي والتعاقدات التي لم تكن عند حسن الظن ولا الطموح، والتهمت ملايين الخزينة، برزت كلمات المدير الفني لبرشلونة كيكي سيتين، وكأنها انفصال تام عن الواقع، وهروبا من مرارته.
سيتين بدأ حملته الكلامية بأمنيته بالاحتفال بكأس دوري أبطال أوروبا بين الأبقار، ليعيدنا من جديد إلى ذلك اليوم الذي أعلن فيه عن اختياره لتسلم دفة القيادة خلفا للمدرب فالفيردي، حين (كذّب) بارتوميو بقوله بشكل عفوي (كنت بالأمس أرعى الأبقار في مزرعتي، واليوم أدرب أعظم فريق في العالم) ويؤكد أنه لم يتم التفاوض معه بشأن التدريب كما سبق وذكر بارتوميو، وإنما الأمر تم بالتواصل معه في مزرعته وموافقته على الفور.
فوز برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة بتاريخيه، ليس بالمستبعد، بسبب ظروف الفرق المتنافسة والتي تمر بذات حالة التذبذب التي تغيّب تماما المرشح الأول، وفي خروج حامل اللقب ليفربول على يد أتلتيكو مدريد خير مثال.
لكن ما يضع البارسا في دائرة الشك، التذبذب الشديد في مستوى الفريق الذي جعل القلق يسيطر على عشاقه، ودخول حالة من عدم الثقة بالقدرة على إنهاء الموسم ولو بلقب وحيد.
يبدو أن سيتين يفكر بجعل أبقاره سعيدة، أكثر من جمهور برشلونة بحد ذاته، فمنذ تسلم الفريق، لم يترك تلك البصمات المنتظرة على الأداء ولا على النتائج، حيث استهل رحلته بالفوز على غرناطة، لكنه تلقى خسارة قاسية أمام اشبيلية في الأسبوع التالي، وبعد الفوز على ليفانتي بصعوبة، كانت الصدمة بالخسارة أمام أتلتيك بلباو والخروج من كأس إسبانيا من ربع النهائي.
الفوز بثلاث مباريات على التوالي في الليجا، على فرق النصف الثاني، لم يشفع لسيتين بوضع بصمة مؤثرة في دوري الأبطال، حيث تعادل بشق الأنفس مع نابولي في مباراة كان يمكن لها أن تعصف بالفريق الكتالوني مبكرا، وعاد بعدها ليخسر الكلاسيكو على يد ريال مدريد بهدفين، ولولا حسن الحظ، لخرج بخسارة تاريخية تثأر لخسائر شهدها البيرنابيو بالخمسة والستة على يد ميسي ورفاقه.
سيتين وقف كالمتفرج في أزمة المدير الرياضي للبارسا أبيدال مع عدد من نجوم الفريق وفي مقدمتهم ميسي، حين اتهمهم بالتراخي والتهاون في المباريات، ورغم قوة الأزمة، وقف على الحياد وفضل ترك الأمور لرئيس النادي، رغم أنه الرجل الأول في الفريق والمسؤول المباشر عن اللاعبين.
سيطر تفكير المزارع كثيرا على سيتين، وفي حال استئناف النشاط الكروي، لا ندري إن كان سيخرج مدرب برشلونة (الأبقار) من رأسه ويركز بشكل أكبر في إدارة اللاعبين على أرض الملعب، عله يعوض جانبا مما فقده، فالحظ لا يأتي مرتين دائما، حيث وقف إلى جانبه وهو يشاهد خسارة غريمه ريال مدريد الصدارة، بعد أن تلقى هزيمة غريبة أمام ريال بيتيس، ليقفز برشلونة للصدارة من جديد قبل توقف الليجا بسبب كورونا.
نتلهف لعودة الكرة للملاعب، ومتابعة تفاصيل معركة بارتوميو مع خصومه، وقدرة سيتين على نزع الأبقار من تفكيره، ووضع أهداف واضحة لمسيرة برشلونة مع ما تبقى من ألقاب الموسم.
قد يعجبك أيضاً



