
سعي كثيرون للتقليل من فداحة الخسارة الخماسية التي تلقاها الأهلي علي يد صن داونز الجنوب إفريقي بعبارات وجمل مختلفة تارة أن الكرة فيها ما هو أكثر من ذلك وأن معظم الفرق الكبري في العالم شهدت ما يفوق هذه النتيجة بمراحل وغيرها من العبارات التي لن تفيد في الأمر من قريب أو بعيد.
الحدث جلل يا سادة ويستحق الوقوف أمامه طويلا إذا ما أردنا إصلاح الموقف وتصحيح المسار جلل لأن الأهلي ليس بالفريق الهين الذي يتعرض لخسارة فادحة ويستسلم لها بكل بساطة ويقف مديره الفني عاجزا عن التعامل مع الموقف وكأنه لم يدرس هذا الموقف من قبل في فنون الكرة وليس بالفريق الذي يرفع لاعبوه الراية البيضاء مبكرا ويفتح دفاعاته الخصم يتلاعب بها كيفما يشاء دون رابط أو ضابط.
الأهم من هذا وذاك أن إدارة الأهلي لم تكن يوما تلك الإدارة التي تقف عاجزة أمام مطب كروي تلهث فيه وراء استطلاع رأي الجمهور ورواد السوشيال ميديا قبل اتخاذ أي قرار من أي نوع.
الثابت الوحيد الذي لم يتغير هو محاولات بعض الأبواق الإعلامية التشويش علي ما جري والتقليل منه واعتباره وكأنه لم يحدث وأن الامر عادي للغاية ولا داعي للتهويل وتسابق الصغير والكبير في تحويل الدفة نحو الريمونتادا التاريخية المنتظرة في برج العرب ولم يكلف اَي منهم نفسه مشقة البحث في أسباب ما جري في جنوب أفريقيا وهل الموضوع يخص الادارة أم الجهاز الفني أم مجموعة اللاعبين الذين شاء القدر أن يرتدوا قميص الاهلي في هذا التوقيت ولا يخفي عليكم بأن الوسيلة الأسر ع للإصلاح هي الاعتراف بالأخطاء والعيوب والاعتراف بحاجتها للتدخل السريع وعلاج ما بها وإلا تفاقمت وصعب علاجها فيما بعد.
إذا كان مجلس الاهلي وجد ضالته في هذه الأبواق لتخفيف الضغط من عليه فإنه لن يجد من ينصفه في محكمة التاريخ التي لاترحم أحدا وسيواجه وقتها أشد العقوبات لأنه قصر في التخطيط والتنفيذ وهو يضم بين صفوفه من ذاع صيته وبلغت شهرته عنان السماء وأحد أساطير الكرة في القارة السمراء محمود الخطيب ومن كان يدير الرياضة في مصر في وقت من الأوقات العامري فاروق وغيرهما من الشخصيات الإدارية المشهود لها بالكفاءة .
قليل من الجرأة والصراحة يكفي لعبور الأزمة واستعادة ثقة الجميع ومنهم الاعلام الحر غير الموجه والجماهير الحقيقية التي تعلو بمصلحة ناديها فوق كل اعتبار أو مصلحة خاصة اما غير ذلك من الحجج والمبررات فلن يفيد الجميع.
نقلاً عن جريدة الجمهورية



