
بدأ العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم للأندية "الولايات المتحدة 2025"، والتي تضم نخبة أندية القارات، وتقام لأول مرة بمشاركة 32 فريقاً.
المونديال المُوسع حلم ظل يداعب الكثير من الأندية من أجل حجز بطاقة التأهل والمشاركة، وبعدما أصبح الحلم حقيقة سواء لأبطال القارات أو أصحاب الوصافة والأندية ذات التصنيف المتقدم، فإن الكل يبحث عن الظهور في هذا المحفل الكبير، سواء لاعبين أو مدربين، ولا عجب في أن يبقى السباق محموماً حتى اللحظات الأخيرة بين الجميع.
تغييرات جذرية
قبل أشهر قليلة كانت الرؤية واضحة تمام الوضوح بالنسبة لبعض الأندية وموقفها ومدربيها من المشاركة في كأس العالم للأندية، فقد كان الهلال السعودي بقيادة مدربه البرتغالي جورجي جيسوس، يتطلع لضربة البداية، وربما مقارعة ريال مدريد في مواجهة ثأرية بذكريات نهائي 2023.
كذلك كان الحال بالنسبة للأهلي المصري بقيادة مدربه السويسري مارسيل كولر، والذي كان يتطلع لدعم صفوف فريقه بصفقات كبرى تعزز طموح الإدارة في التأهل عن المجموعة وعدم الاكتفاء بالتمثيل المشرف.
طموح جيسوس وكولر، اصطدم بحائط كبير، اسمه الفشل القاري، فعلى مستوى دوري أبطال آسيا للنخبة، كانت النهاية الطبيعية لفترة من الترنج في الأداء بالنسبة للهلال أن يسقط، لكن السقوط جاء صعباً لأنصاره بالهزيمة في نصف النهائي ضد أهلي جدة، الذي حاز على اللقب لاحقاً.
لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لأهلي كولر، الذي وعلى مدار أشهر لم يكن مستواه مقنعاً لجماهيره، ليكون السقوط متوقعاً آجلا أم عاجلاً، لتأتي الصدمة في بطولة الأحمر المُحببة، دوري أبطال أفريقيا ليودع نصف النهائي بسيناريو درامي أمام صن داونز الجنوب أفريقي.
انتهت الأمور برحيل كولر وجيسوس، وبدأت رحلة بحث إدارتي الأهلي المصري والهلال السعودي عن مدربين جديدين لقيادة الرحلة في المونديال.
مهمة مؤقتة
وفي سبيل استقدام اسم كبير في عالم التدريب يرضي طموحات جماهير المارد الأحمر والزعيم، فقد أسند كل نادٍ المهمة مؤقتاً لمدرب محلي، يحظى بقبول جماهيري كبير.
في الأهلي تولى القيادة عماد النحاس المدرب المعروف بعشقه للأهلي، والذي حقق ألقابا معه كلاعب، أما الهلال، فلم يكن هناك أفضل من المُخلص محمد الشلهوب، العاشق للأزرق، ليقود الفريق أيضا بصفة مؤقتة.
مع بدء رحلة النحاس والشلهوب، تحققت ولو بشكل نسبي معادلة الأداء المقنع والنتائج الجيدة، فقد حقق الأهلي الانتصار تلو الآخر، بل بات قريباً من لقب دوري كاد يتسبب كولر في ضياعه، بينما أدى الشلهوب ما عليه في مباريات الهلال بتحقيق الانتصارات وبنتائج كبيرة تسعد الجماهير، حتى ولو كان لقب الدوري قريبا من الاتحاد.
وقبل شهر من انطلاق المونديال، بدأ القلق يتسرب إلى نفوس الجماهير هنا وهناك ليس بسبب المستوى تحت قيادة المدرب المحلي، لكن بسبب تأخر الإعلان عن هوية المدير الفني الأجنبي الجديد، الأمر الذي يعكس أمراً مؤكدا، وهو أنه مهما تألق الأهلي والهلال تحت قيادة النحاس والشلهوب، فإن استمرارهما في المونديال يبقى درباً من الخيال.
حلم ممنوع
وفي وقت اقترب فيه الأهلي من إعلان تعاقده مع الإسباني خوسيه ريفيرو لتدريب الفريق، واستمرار مفاوضات الهلال مع بديل جيسوس، فإن القناعة تزداد لدى النحاس والشلهوب، بأنه مهما تحقق من نتائج إيجابية وتحسن في الأداء تحت قيادتهما، فإن الاعتماد عليهما في المونديال يبدو أمراً بعيد المنال.
الأمر ليس وليد اللحظة أو اتجاها حديثا لدى كل من الأهلي والهلال، فبالنظر إلى التاريخ يبدو الاعتماد على مدرب وطني صعباً، ورغم أن المارد الأحمر حقق إنجازات تحت قيادة مدربين سابقين مثل حسام البدري ومحمد يوسف منها الفوز بدوري أبطال أفريقيا، لكن المدرب الأجنبي يبقى الهاجس الأكبر لدى الإدارة.
أيضا في الهلال لم يعرف التاريخ الحديث سوى سامي الجابر النجم الأسطوري السابق للزعيم، كمدرب لكنه لم يترك بصمة كبيرة، ليأتي الشلهوب مؤخرا في فترة يعرف جيداً أنها انتقالية فقط قبل تسليم المهمة لأجنبي قد يكون أكثر دراية بكيفية مواجهة ريال مدريد وباتشوكا وسالزبورج.
تحدي الزمن
ومع ارتفاع سقف طموحات الأهلي بتخطي مجموعة تبدو متوسطة تضم إنتر ميامي وبورتو وبالميراس، وبالمثل الهلال في مجموعته، فإن هاجس التعاقد مع مدرب أجنبي، يبدو وكأنه يحمل بطاقة العبور عن المجموعة في جعبته وسينثر سحره متى وصل وتولى القيادة الفنية.
وبالنظر لأن فترة 4 أسابيع أو ربما أقل، وفي نهاية موسم طويل وشاق، علاوة على حاجة اللاعبين إلى راحة، فإن قدوم أجنبي لقيادة الهلال والأهلي، والبدء من نقطة الصفر، يبدو وكأنه مجازفة تتحمل عواقبها إدارة كل نادٍ، لأن وطأتها بكل تأكيد ستكون أخف بكثير من إعلان استمرار النحاس والشلهوب لفترة المونديال.
تتضاءل ثقة الجماهير في المدير الفني المحلي، لاعتبارات كثيرة من بينها نظرة اللاعبين – لاسيما المحليين – للمدرب الوطني على أنه ليس بنفس قوة شخصية الأجنبي.
علاوة على ذلك فإن الخبرة والتجربة والاحتكاك أمور ترجح كفة الأجنبي، ما يعني أن طموحات المدربين المحليين للأهلي والهلال، تصطدم بحواجز وعوائق عدة تحول دون استمرارهما لأكثر من المرحلة الانتقالية الحالية.