
كان المنتخب الإيطالي من أوائل المنتخبات، التي فرضت سيطرتها على حقبة زمنية معينة في تاريخ كرة القدم، حيث تمكن من إحراز كأس العالم في نسختين متتاليتين، 1934 و1938.
كان قائد هذا الجيل، هو المدرب الشهير فيتوريو بوزو، الذي بدأ مسيرته مع الفريق دون أن ينال رضا المشجعين، الذين حثوه على العودة للكتابة عن منافسات الدوري الإيطالي، في صحيفة "لا ستامبا".
لكن النتائج تحسنت مع مرور الوقت، بفضل إصرار بوزو على خلق الانسجام بين لاعبي الفريق.
وحققت إيطاليا أول نجاح لها على الصعيد الكروي، عندما أحرزت الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1928، في أمستردام، كما فازت لاحقًا بالميدالية الذهبية، في دورة الألعاب الأولمبية العام 1936، بفضل تفوقها 2-1 على النمسا في النهائي.
وبعد رفض المشاركة في المونديال الأول، عام 1930 في أوروجواي، فاز المنتخب الإيطالي بنسختين متتاليتين من البطولة تحت إشراف بوزو، والنجم الأسطوري جوزيبي مياتزا.
واستضافت إيطاليا كأس العالم 1934، ولعبت أول مباراة لها على الإطلاق في المونديال، عندما اكتسحت الولايات المتحدة (7-1) في روما.
وفي المباراة النهائية، هزمت إيطاليا نظيرتها تشيكوسلوفاكيا 2-1، بهدفين متأخرين من رايموندو أورسي وأنجيلو سكيافيو.
ولم يتمكن 5 من اللاعبين، الذين خاضوا مباراة إيطاليا الوحيدة المؤهلة لكأس العالم 1934، من الانضمام إلى تشكيلة الآزوري في المونديال، رغم فوزهم الساحق 4-0 على اليونان.
فقبل أسبوعين من انطلاق المباراة، كسر الحارس كارلو سيريسولي ذراعه، أثناء تصديه لتسديدة بييترو أركاري، ما دفع بوزو إلى إقناع جيامبييرو كومبي بتأجيل اعتزاله، بينما تجاهل المدرب بشكل مفاجئ كلا من: ماريو مونتي سانتو وبييترو سيرانتوني وأوتافيو فانتوني ونيريو روكو، الذي أصبح فيما بعد أحد أنجح المدربين في التاريخ.
قرار صاعق
كما اتخذ بوزو أحد أكثر القرارات جرأة في تاريخ كرة القدم الإيطالية، قبل أربعة أسابيع من بدء مونديال 1934.. فقد كان لويس مونتي وأنجيلو سكيافيو يكرهان بعضهما، وكانا على وشك الاشتباك بالأيدي، خلال جولة فريق بولونيا في أمريكا الجنوبية، عام 1929.
وبلغت العداوة ذروتها بين اللاعبين، عندما داس مونتي على ركبة منافسه سكيافو، الملقى على الأرض، في إحدى مباريات الدوري الإيطالي.
وعندما وصل اللاعبان إلى معسكر تدريب إيطاليا، قبل كأس العالم، بجوار جبال الألب الغربية، أعلن المدرب أن مونتي وسكيافيو سيعيشان معًا لمدة شهرين، وسط دهشة بقية اللاعبين.
وقبل ثلاثة أسابيع من البطولة، دخل بوزو، على عكس نصيحة أقرانه، إلى حانة قذرة في روما، للعثور على أتيليو فيراريس، الذي لم يلعب مع إيطاليا لمدة 18 شهرًا، بعد طرده من قبل روما في 1934، بسبب إدمان الكحول والمقامرة.
وقال بوزو حينها لفيراريس: "اترك سجائرك ومشروباتك وعصا البلياردو على الفور، وتعال معي، وستتاح لك فرصة اللعب في كأس العالم".
ورغم حالته حينها، اتبع فيراريس بوزو، وحضر إلى بحيرة ماجوري لحضور معسكر تدريب إيطاليا، قبل كأس العالم.
برقية موسوليني
وحقق الإيطاليون لقبهم العالمي الثاني في عام 1938، بفوزهم 4-2 على المجر في النهائي، بهدفين من جينو كولاوسي، واثنين آخرين من سيلفيو بيولا.
ويُشاع أنه قبل النهائيات، أرسل رئيس الوزراء الإيطالي الفاشي، بينيتو موسوليني، برقية إلى الفريق يقول فيها "الفوز أو الموت!".
لكن اللاعب بييترو رافا نفى ذلك لاحقا، وقال: "هذا غير صحيح.. لقد أرسل برقية يتمنى لنا فيها التوفيق".
وسجل جوزيبي مياتزا هدفه الـ33 لإيطاليا، بركلة جزاء في مرمى البرازيل لحساب نصف نهائي مونديال 1938.
وهو رقم قياسي ظل صامدًا لمدة 35 عامًا، حتى أحرز جيجي ريفا هدفه الـ34.
ومن طرائف المونديال، أنه بينما كان اللاعب الملقب بـ"إل باليلا" يستعد لتنفيذ ركلة الجزاء، انقطع الشريط المطاطي في سرواله القصير وسقط! فرفع مياتزا سرواله بيد واحدة، بينما كان يسدد الكرة في مرمى الحارس والتر، المتخصص في تصدي ركلات الجزاء.



