
أعاد المدرب الأسطوري، رينوس ميشيلز، كتابة قواعد تكتيكات كرة القدم مع أياكس أمستردام الهولندي، ووضع الأسس لهيمنة فريقه على البطولات الأوروبية، عبر 3 ألقاب متتالية في دوري الأبطال.
ففي عام 1965، تولى ميشيلز قيادة أياكس، محولًا إياه من فريق مهدد بالهبوط إلى الأقوى في أوروبا، بفضل نظام "الكرة الشاملة".
وجعل هذا النظام لاعبين مثل يوهان نيسكنز، بيت كيزر، شاك سوار، ويم سوربيير، باري هولشوف، جيري موهرين، جوني ريب، رود كرول، فيليبور فاسوفيتش، وبالطبع النجم يوهان كرويف، أسماء مألوفة على المستوى الأوروبي.
وبعد خسارته نهائي الأبطال، عام 1969، عانى أياكس من صدمة، وهو يشاهد الغريم التقليدي فينورد يتوج باللقب، في العام التالي.
انتفاضة
لكن الفريق الهولندي سار على خطة مواطنه، بالفوز على باناثينايكوس 2-0 في نهائي 1971 بلندن، ليغادر ميشيلز بعدها إلى برشلونة، قائلا: "لقد حققت كل شيء يمكن تحقيقه هنا.. من المستحيل تحقيق أفضل من هذا".
واستلم ستيفان كوفاكس المهمة خلفا لميشيلز، وقاد الفريق لتحقيق إنجازات أعظم.
ففي نهائي 1972، سجل كرويف هدفين ضد إنتر ميلان (2-0) في روتردام، ليحقق أياكس لقبه الأوروبي الثاني.. ثم جاء الثالث في بلجراد، عام 1973، بالفوز 1-0 على يوفنتوس، بعدما تخطى بايرن ميونخ وريال مدريد في طريقه للنهائي.
وغادر كرويف للانضمام إلى ميشيلز في برشلونة، كما وصلا معًا إلى نهائي كأس العالم 1974 رفقة منتخب هولندا.
لكن أياكس احتاج 22 عامًا أخرى، ليتوج بطلًا لأوروبا مجددًا في 1995، بقيادة لويس فان جال.
فلسفة الكرة الشاملة
اعتمد نظام "الكرة الشاملة" على خطة اللعب (4-3-3)، حيث تبدأ الهجمات من الحارس، ويجري تمرير الكرة بسرعة، مع تقدم اللاعبين من الوسط والدفاع للأمام.
وهو ما جعل مراقبة لاعبي أياكس صعبة للغاية.. كما اعتمد النظام أيضًا على ضغط مكثف، وتطبيق مصيدة التسلل بشكل دقيق، لاستعادة الكرة بسرعة.
وعلق كرويف ذات مرة على طريقة اللعب هذه، قائلا: "لقد لعبنا كرة قدم غير مألوفة في ذلك الوقت في أوروبا، بأسلوب خاص لم يظهر في دول أخرى، ما جذب انتباه القارة".
وكان ميشيلز مهاجمًا مجتهدًا، لكن إصابة في الظهر أنهت مسيرته كلاعب، ليبدأ رحلته التدريبية بنجاح أكبر.
وعن الكرة الشاملة، قال المدرب الأسطورة: "هناك فن في تكوين تشكيلة الفريق، عبر إيجاد التوازن بين اللاعبين المبدعين وأصحاب الأدوار الدفاعية، مع مراعاة قوة الخصم وضغوط كل مباراة".
وحقق ميشيلز نجاحات في برشلونة وبلاده، حيث قاد هولندا للتتويج ببطولة أوروبا 1988.
وصرح لاحقا: "أنا سعيد، لأنني ساهمت في جعل أسلوب اللعب الهولندي معروفا، في كل العالم".
وكان يوهان كرويف أحد أعظم لاعبي هذا الجيل، بفضل مهاراته القيادية والفنية المذهلة.
كما كان هناك نجوم عظام حوله، مثل يوهان نيسكينز، لاعب الوسط القوي والمجتهد، الذي كان له دور كبير في استعادة الكرة.
وبرز أيضا بيت كيزر، الجناح الأيسر المبدع، الذي أمضى مسيرته كاملة في أياكس، وأصبح أحد رموز الفريق.
قد يعجبك أيضاً



