حسابات لبث الشائعات

نقرأ في الحسابات الإلكترونية أن اللاعب والمدرب الفلاني سيغادر النادي إلى نادٍ آخر، وأن هناك عروضًا خارجية تلقاها عبر سماسرة، ومنهم من يروّج لنفسه ويقول إنه يدرس عدة عروض تلقاها من أندية منافسة للانضمام إليها (خففوا علينا)، ففي كل الأحوال هي شائعات قد تسبب ارتباكًا للأندية وضغوطًا على إدارتها.

هناك من يردد ويقول إن العملية هي جزء من المنظومة الرياضية ولا بد أن نتعايش معها، فهي تعتبر استطلاعًا للرأي لدى الشارع الكروي حول نجم معين للفت نظر المسؤولين إليه، سواء كان لاعبًا أو مدربًا، ومدى قبول مختلف الأطراف، ولعل الأجهزة الحديثة للعصر الرقمي أسهمت في انتشار مثل هذه الشائعات خلال السنوات الأخيرة.

المدهش في الموضوع أن اللاعب أو المدرب نفسه يقوم بالترويج مع بداية الموسم الجديد، خاصة لمن تقترب عقودهم على الانتهاء، في نوع من الضغط على إدارات الأندية أو ترغيبًا لأندية أخرى في خدماتهم، وهنا لا بد أن تكون للإدارة قرارها في هذا الشأن وتتمسك بهم طالما صدر الاقتران أو التعاقد معه عن قناعة، ويجب ألا تؤثر مثل هذه الشائعات في قرار الأندية.

وكما أسلفنا فمثل هذه الشائعات تكثر مع قرب فتح باب القيد والتسجيل وتُعد مادة خصبة لوسائل الإعلام، والكثير يرون أن ترويجها من أصحاب الحسابات أو مرتادي المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي نوع من السبق الصحفي لهم وللاعب والمدرب في آنٍ واحد. نتمنى من هذه الفئة أن تبتعد عن هذه الأمور وأن يكون واثقًا من نفسه، فإذا أنت أهلٌ للثقة ستحصل على فرصتك ولا داعي للنشر والفيديوهات غير المجدية، وابتعد عن هذه الحركات يا بطل.

همسة:

قرار الاتحاد البحريني بالتغييرات التي حصلت مؤخرًا ليس تقليلاً من شأن أحد بل هي سنة الحياة، ويجب عدم إلقاء اللائمة على الآخرين أنهم هم سبب تغيرهم، بل على العكس جميع أعضاء الاتحاد أشادوا بعملهم وبادئهم في فترة عملهم مع الاتحاد، وكما ذكرنا هي سنة الحياة فهل يتقبل الناس تغير مواقفهم وطبائعهم بسهولة؟ إذ يؤكد الحكماء والفلاسفة أن التغير مطلوب في أي موقع وأي ركن، وعليهم أن يتأقلموا مع الوضع وإفساح المجال للغير، ويجب عدم التصلب والإصرار على ما هو ضار ومؤذٍ ويعرقل التغير أو يمنع التأقلم مع الوضع، وكما يردد أحد الإخوة الأعزاء: مثلما هم خدموا وأعطوا، فغيرهم أيضًا محتاج للفرصة، وكلها يومان والناس تنسى وكأن شيئًا لم يكن.

نقلا عن صحيفة الايام البحرينية