إعلان
إعلان

جو من الكآبة يخيم على نادي شالكه وآمال عريضة في هرتا برلين

dpa
01 ديسمبر 200819:00
جماهير شالكـه تأمل في عودة فريقها للمنافسة على لقب البوندسليجاEPA
رغم الطموحات الكبيرة التي علقها المشجعون على فريق شالكه الالماني قبل بداية الموسم الحالي تخيم حاليا أجواء من الحزن والكآبة على النادي وفي أوساط مشجعيه بعد أن تيقن الجميع من دخول شالكه في موسم جديد من خيبة الامل .

وفي نفس الوقت يبدو الوضع أفضل كثيرا ويتسم بالتفاؤل والرضا في العاصمة الالمانية عن أداء فريق العاصمة هرتا برلين الذي حقق نتائج أفضل مما انتظره الجميع منه منذ بداية الدوري وحتى الآن .

ورغم الانفاق ببذخ قبل بداية الموسم الحالي من أجل تدعيم صفوف شالكه بالنجوم البارزين يبدو أن الفريق في طريقه حاليا نحو فشل جديد وأنه لن يتوج بلقب الدوري الالماني لكرة القدم (بوندسليجا) وهو اللقب الذي لم يفز به الفريق منذ عام 1958 أي قبل أن بدء إقامة البطولة بنظامها الجديد في عام 1962 .

وفي نفس الوقت لم يكن أي من مشجعي فريق العاصمة يتوقع هذا الاداء من فريق هرتا برلين خاصة وأن تاريخ الفريق في السنوات الماضية يشهد على أنه من أقل الاندية من حيث الانجازات وأكثرها من حيث التدهور المالي .

ولكن الفريق قدم حتى الآن أفضل نصف موسم في تاريخه حيث يحتل المركز الثالث في جدول البوندسليجا بفارق نقطة واحدة خلف بايرن ميونيخ وأربع نقاط خلف هوفنهايم .

وقد يحسن الفريق ترتيبه إذا حقق الفوز في مباراته أمام شالكه يوم السبت المقبل في المباراة قبل الاخيرة له قبل الدخول في فترة العطلة الشتوية .

وقال ديتر هونيس مدير عام النادي: "سيكون حدثا تاريخيا" قبل أن يحذر الجميع من التفاؤل الزائد قائلا:
" يجب أن يعي الجميع أننا لم نحقق شيئا بعد. أهتم فحسب بأن نواصل اللعب بنفس الحماس والانضباط. وكل شيء آخر سيكون كفيلا بنفسه " .

يذكر أن فريق هرتا برلين كان أحد أندية القمة في الثلاثينيات من القرن العشرين عندما فاز بلقب الدوري الالماني عامي 1930 و1931 .

وفي فترة الثمانينيات من القرن الماضي اختفى هرتا تقريبا من على الساحة الكروية حيث قضى بضع سنوات في دوري الدرجة الثالثة للهواة .

ولكن فترة التسعينيات من القرن العشرين كانت أفضل نسبيا حيث قضى الفريق ست سنوات في دوري الدرجة الثانية ولم تكن أعداد الجماهير التي تحضر مبارياته على الاستاد الاولمبي في العاصمة تتجاوز عدة آلاف .

ولكن السنوات العشر الماضية شهدت نجاح الفريق في البقاء بدوري الدرجة الاولى حيث لعب هرتا برلين أمام آلاف المشجعين يصل متوسطهم إلى 40 ألف مشجع في المباراة الواحدة .

أما فريق شالكه فقد حقق نجاحا أكبر خلال العقد الماضي حيث فاز بلقب كأس الاتحاد الاوروبي ولكنه فشل حتى الآن في الفوز بلقب الدوري الالماني على مدار السنوات الخمسين الماضية رغم احتلاله المركز الثاني ثلاث مرات في المواسم السبعة السابقة .

أما الشيء الوحيد المشترك بين الناديين فهو أن كلا منهما عانى من التغييرات في الاجهزة التدريبية على مدار مواسم عديدة .

وتعاقب على تدريب هرتا برلين ستة مدربين في السنوات الخمس الماضية في حين توالى على تدريب شالكه في نفس الفترة وبالتحديد منذ موسم 2002/2003 تسعة مدربين .

ويتولى تدريب هرتا برلين حاليا المدرب لوسيان فافر النجم السويسري الدولي السابق الذي فاز بلقب الدوري السويسري مع فريقي زيوريخ وبازل قبل أن يتوجه للعاصمة برلين في صيف العام الماضي .

ونجح فافر /51 عاما/ في إصلاح الفريق الذي اعتمد لسنوات طويلة على اللعب الفردي وعلى لاعبين بعينهم ولذلك افتقد التماسك والقدرة على تقديم أي تحد في مسابقة الدوري .

وعقد هرتا برلين عددا من الصفقات الناجحة في الآونة الاخيرة فدعم صفوفه بلاعبين متميزين مثل الصربي جويكو كاكار الذي انتقل لصفوف الفريق في فترة الانتقالات الشتوية السابقة في يناير الماضي والبرازيلي سيسيرو الذي تعاقد معه في صيف هذا العام حيث سجل اللاعبان سويا 10 أهداف .

وانتقل كاكار إلى صفوف الفريق قادما من نوفي ساد الصربي مقابل ثلاثة ملايين يورو في حين انضم إليه سيسيرو قادما من فلومينينسي على سبيل الاعارة مع وجود بند يتيح لهرتا برلين التعاقد معه بشكل نهائي بعقد يمتد أربع سنوات .

كما ضم هرتا برلين المهاجم الاوكراني أندري فورونين من ليفربول الانجليزي على سبيل الإعارة ولذلك لم يعد الفريق يعتمد كثيرا على المهاجم الصربي ماركو بانتيليتش المثير للمشاكل والذي تم إيقافه في وقت سابق من الموسم الحالي بسبب تغيبه عن تدريبات الفريق .

ووجد بانتيليتش بعدها نفسه على مقاعد البدلاء لكنه استعاد علاقته الجيدة مع المدرب بعدما سجل هدف الفوز 2/1 للفريق على كولون يوم الجمعة الماضي .

كما يراود الامل فريق شالكه في أن ينتعش أداء الفريق وتتجدد حظوظه وفرصه في المنافسة بعد تغيير المدرب حيث حل الهولندي فريد رودين في منصب المدير الفني محل ميركو سلومكا الذي أقيل في أبريل الماضي .

وأنفق شالكه مبالغ قياسية في تاريخ النادي للتعاقد مع لاعب خط الوسط الهولندي أورلاندو إنجلار والمهاجم البيروفي جيفرسون فارافان ولكن أيا منهما لم يكن على مستوى توقعات الفريق .

وهتف مشجعو الفريق: "نريد أن نراكم تقاتلون" وذلك في آخر مباراتين خاضهما الفريق ومني فيهما بالهزيمة بنتيجة واحدة صفر/2 وكانتا أمام مانشستر سيتي الانجليزي في كأس الاتحاد الاوروبي وأمام شتوتجارت في البوندسليجا .

ولوح أنصار الفريق خلال المباراة أمام مانشستر سيتي بعملات اليورو الورقية في إشارة إلى أن ما أنفقه الفريق لتدعيم صفوفه كان إهدارا للمال كما وجهت الجماهير عبارات ساخرة إلى أندرياس مولر مدير عام النادي الذي اعتبروه كبش الفداء في هذه الازمة .

وقال سلومكا نفسه إن صفقات مولر للتعاقد مع لاعبين فاشلين كانت السبب وراء إقالته.

وأضاف المدرب في مقابلة مع صحيفة ألمانية:
" كان لدي انطباع دائم بأن شالكه يريد أن يكون فريقا معروفا بتقديم كرة القدم الجميلة ولكن قوة هذا الفريق تكمن في قدرته على التصدي للاهداف .. أين اللاعبون الذين يتميزون بالاداء الخططي المطلوب للعب التمريرات القصيرة السريعة ؟ " .

واعترف مولر بأن بعض التعاقدات مثل التعاقد مع كارلوس جروسمولر وألبرت شتريت وزي روبرتو وفيسنتس سانشيز لم تحقق التوقعات المرجوة منها ولكن إنجلار وفارفان يحتاجان لمزيد من الوقت .

وصرح مولر لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الالمانية :
" إن التغيير من ميركو سلومكا إلى فريد روتين أخذ وقتا أطول مما توقعناه ولكن فريد سيحقق النجاح على المدى الطويل من خلال طريقة عمله الدقيقة " .

ولكن مع استعراض تاريخ شالكه في مجال تغيير وإقالة المدربين يدور التساؤل بشأن استمرار روتين /45 عاما/ في منصبه .

ويحل روتين ضيفا على ناديه السابق في هولندا تيفنتي أنشخيده عندما يلتقي الفريقان غدا الاربعاء في كأس الاتحاد الاوروبي وإذا سقط الفريق في فخ الهزيمة سيدخل شالكه في أزمة حقيقية قبل مباراته مع هرتا برلين يوم السبت المقبل .

ورددت وسائل الاعلام الالمانية اسم المدرب الهولندي هوب ستيفنز بين المرشحين لخلافة روتين في تدريب الفريق خاصة وأن ستيفنز سبق له العمل في تدريب الفريق بين عامي 1996 و2002 .

كما سبق وأن عمل ستيفنز مدربا لهرتا برلين وقضى معه موسما ونصف موسم قبل أن يقال في ديسمبر 2003 .
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان