Getty Imagesيؤمن المهاجم الإسباني الشاب مارك جويو، بأنه قادر على إثبات نفسه في تشكيلة تشيلسي الأساسية، ويؤكد أنه مستعد "للقتال بكل ما يملك" لتحقيق هذا الهدف، وتعويض غياب السنغالي نيكولاس جاكسون المنتقل إلى بايرن ميونخ.
اللاعب البالغ من العمر 19 عاما، شدد على أنه يرى في نفسه البديل المناسب تحت قيادة المدرب إنزو ماريسكا، ويعتقد أن لديه ما يؤهله "للصعود إلى المستوى التالي" والمشاركة بانتظام مع الفريق الأول.
وروى جويو تفاصيل صيف وصفه بـ"الفوضوي"، بعدما أُرسل إلى سندرلاند على سبيل الإعارة في السادس من أغسطس/آب، ليعود إلى تشيلسي بعد 25 يومًا فقط، في الحادي والثلاثين من الشهر نفسه، إثر رحيل جاكسون واستبعاد المهاجم ليام ديلاب بسبب إصابة في العضلة الخلفية للفخذ.
وعن تلك التجربة القصيرة، قال المهاجم الإسباني لقناة RTVE: "لم أشعر أبدا بخيبة أمل لمغادرة سندرلاند. أؤمن أن كل خطوة أتخذها في مسيرتي أقوم بها لأنني أريد ذلك. وهذا كل ما في الأمر. سأقاتل في كل حصة تدريبية، وفي كل مباراة، وفي كل دقيقة ألعبها لأحصل على أكبر عدد ممكن من الدقائق".
وأضاف موضحا: "قررنا في البداية الذهاب إلى سندرلاند بحماس كبير، وبشغف للحصول على بعض الدقائق في دوري الدرجة الأولى واكتساب الخبرة. لكن في النهاية حدثت إصابة لديلاب، واضطررت للعودة إلى تشيلسي. عدت الآن بحماس كبير وأتدرب بقوة كل يوم".
وتابع جويو كاشفا سبب العودة السريعة: "عندما قال (نيكو جاكسون) لا، أي عندما رفض العودة من بايرن إلى تشيلسي، اتصلوا بي، تحدثنا عن الأمر، وكان كل شيء سريعا جدا. في النهاية، أريد أن أنجح في تشيلسي. وهكذا كان الأمر".
وأوضح اللاعب أنه تعامل مع الموقف بإيجابية رغم الارتباك الذي أحاط بتلك الفترة، قائلا: "كان كل شيء فوضويا بعض الشيء، لكنني شخص يواجه كل شيء بأقصى درجات الإيجابية. وهكذا تعاملت مع الموقف. الآن أستمتع بكل لحظة، لأن مسيرة لاعب كرة القدم قصيرة، وهذا ما أفعله الآن — أستمتع بكل لحظة تمنحني إياها الحياة".
وأضاف بابتسامة: "الآن أنا في تشيلسي، وهذا هو مكاني. أنا من تشيلسي، إنه أفضل ناد في العالم بالنسبة لي في الوقت الحالي".
وختم حديثه قائلا: "أتدرب بقدر ما أستطيع للحصول على وقت لعب مرة أخرى. أريد أن أصبح لاعبا أساسيا دائما، وأن أسجل الكثير من الأهداف".
رحلة الانتقال من برشلونة إلى تشيلسي
انضم مارك جويو إلى تشيلسي في يوليو/تموز من العام الماضي قادما من برشلونة مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني، ووقع عقدًا يمتد لخمس سنوات.
لكن مشاركته مع الفريق اقتصرت في البداية على مباريات دوري المؤتمر الأوروبي، حيث قدم أداء لافتا عندما سجل ثلاثية (هاتريك) في شباك شامروك روفرز، وهي المباراة التي لفتت الأنظار إليه بشدة قبل أن يواصل الفريق طريقه نحو الفوز بالبطولة الأوروبية.
في أعقاب تلك المباراة، أشاد به النجم الإنجليزي السابق جو كول قائلا: "شبّهته بلويس سواريز وتعرضت للكثير من الانتقادات بسبب ذلك. أنا لا أقول إنه لويس سواريز الآن، لكن ما يملكه هو الغريزة نفسها، والشجاعة نفسها".
إصابة عرقلت انطلاقته
وتعرض جويو في فبراير/شباط الماضي لإصابة في عضلة الفخذ الخلفية أبعدته عن الملاعب حتى مايو/آيار، ما جعله يغيب عن جزء مهم من الموسم.
لكن عودته جاءت في الوقت المناسب لخوض نهائي دوري المؤتمر الأوروبي أمام ريال بيتيس، حيث دخل كبديل في الدقائق الأخيرة، في إشارة إلى أن النادي لايزال يؤمن بقدراته رغم الإصابات والتوقفات.
تلك الفترة أثّرت على إيقاعه البدني والفني، لكنها لم تنل من عزيمته. إذ أكد أنه استغل فترة التعافي للعمل على تقوية نفسه ذهنيا وفنيا، مع هدف واضح في ذهنه: أن يصبح مهاجما أساسيا لتشيلسي في المستقبل القريب.
منافسة هجومية تثير الجدل
قرارات المدرب إنزو ماريسكا الأخيرة بإشراك الشاب تايريك جورج في الخط الأمامي خلال مباراة بنفيكا في دوري أبطال أوروبا، أثارت تساؤلات بين جماهير تشيلسي حول وضع جويو في قائمة المهاجمين.
جورج نفسه كان قريبا من الانتقال إلى فولهام في صفقة بقيمة 22 مليون جنيه إسترليني في اليوم الأخير من سوق الانتقالات، قبل أن تنهار الصفقة في اللحظات الأخيرة، ليبقى مع تشيلسي ويبدو متقدما على جويو في ترتيب خيارات ماريسكا الهجومية.
ورغم ذلك، لم يُظهر غيو أي علامات استياء، بل رد بوضوح على هذه المنافسة قائلا: "أنا أتدرب كل يوم بنفس الشغف والرغبة. في النهاية، القرار بيد المدرب. ما أفعله هو أن أكون جاهزا دائمًا عندما تأتي فرصتي".
إصرار لا يعرف التراجع
من الناحية الفنية، يتمتع جويو بخصائص المهاجم العصري: سرعة، جرأة، وقدرة على الضغط على الخصوم، إضافة إلى حس تهديفي واضح داخل منطقة الجزاء.
أما من الناحية الذهنية، فيتميز بالهدوء والاتزان، وهي صفات قلّما نجدها في لاعب يبلغ التاسعة عشرة فقط.
بإصراره وكلماته الهادئة، يحاول جويو أن يبعث برسالة واضحة لجماهير تشيلسي التي تتساءل عن مستقبله: أنه لا يطلب شيئا سوى الفرصة، وأنه حين تأتي، سيجعل الجميع يتحدث عنه.
وقال جويو بثقة تليق بلاعب يعرف قيمته: "كل ما أريده هو اللعب. سأقاتل من أجل كل دقيقة، وسأستغل كل فرصة لأثبت أنني أستحق أن أكون هنا، في تشيلسي".



