
وجد كريستيانو رونالدو عودته للمنتخب البرتغالي، فرصة لإخراج شيء من الألم الذي يعتصر صدره، والتحدث لأول مرة بكل صراحة عن جانب من تفاصيل خروجه من ناديه السابق مانشستر يونايتد.
وكال كريستيانو الاتهامات لبعض زملائه في اليونايتد عندما قال "لقد مررت بمرحلة سيئة من مسيرتي الاحترافية، ليس لدي أي مشاكل في الاعتراف بذلك.. لكن الحياة تمضي، لقد عرفت الأصدقاء الحقيقيين في تلك اللحظة الصعبة".
كعادته..لم يحدد رونالدو شخصا بعينة في مسؤولية الرحيل عن اليونايتد، والتي كانت أمام العالم أجمع، بعد أن تجاوز كل الخطوط في حواره الشهير مع مقدم البرامج بيرس مورجان، ووضع حدا لتجربته الثانية التي انتهت سريعا.
وعلى النقيض من هذه الكلمات التي تقطر ألما، يبدو أن الدون وجد نفسه في الدوري السعودي، عله يداوي بعضا من جروحه الغائرة، وهو ما يظهر جليا في طريقة أدائه الحماسي، وتفاعه الكبير مع الجماهير، وحث زملائه في النصر على العطاء حتى اللحظة الأخيرة، وكأنه يوجه رسالة لكل من تسبب له بالألم، بأنه ما زال نجم الشباك، وبأن عودته للمنتخب البرتغالي وهو في هذه السن، خير دليل على أنه قوي ومتماسك، بغض النظر عن الظروف التي عانى منها، ولعل أكثرها ألما دموع الحزن بالخروج من ربع نهائي المونديال على يد المنتخب المغربي.
لكن يبدو أن ليونيل ميسي، يعيش ظروفا مختلفة تمام هناك في باريس، رغم أنه حقق كل أحلامه برفعه كأس العالم، والتتويج المزيد من الجوائز الفردية التي اختتمها بجائزة (ذا بيست).
رغم بقاء أشهر معدودة على انتهاء عقد البرغوث الأرجنتيني مع سان جيرمان، إلا أنه لم يحسم أمر التجديد بعد، فكل التصريحات التي سبقت المونديال وخلاله بالتزامه بالبقاء في باريس وشعوره وعائلته بالراحة في عاصمة النور، إلا أن هناك واقعا يثبت العكس تماما، فهتافات الجماهير الباريسية الغاضبة ضد قائد الأرجنتين، وخروج الفريق من دوري الأبطال بعد ريمونتادا البايرن، وسبقه مغادرة كأس فرنسا على يد الغريم مارسيليا، والأداء المتذبذب في الدوري رغم صدارته المريحة، وخسارته الأخيرة أمام رين صاحب المركز السادس، جعلت الكثير من الأفكار تدور في رأسه.
تحركات والد ميسي بين برشلونة والرياض، تؤكد أن هناك شيء يحاك في الخفاء، وهي التحركات ذاتها التي قادت ميسي نحو باريس وترك إرث من البطولات مع النادي الكتالوني، الذي استثمر جمهوره الفوز على الريال في الكامب نو، والهتاف باسم ميسي من جديد.
الأمر حاليا مرهون بكبرياء ميسي، في البقاء بذات التجربة مع النادي الباريسي، وفي نفس الوقت عدم الخروج من ظل نجم الفريق الأول كيليان مبابي، والاستمرار في المشروع الذي يبدو أنه ستدخل عليه تعديلات جذرية تطيح بالعديد من النجوم، وتستقبل مواهب أكثر شبابا وأقل لمعانا، للبناء عليها من جديد، أم اختيار العودة إلى مهد ولادته كنجم كبير في عالم الكرة، أو الاستجابة لنداء العقل، ببدء تجربة مختلفة في السعودية واستثمار ما تبقى من سنوات قليلة في عالم الكرة بعائدات خيالية، أو اختيار الدوري الأمريكي كمرحلة تمهيد لاعتزاله في بلاده الأرجنتين كما وعد أكثر من مرة.
ما بين حزن رونالدو الذي تفجر تألقا في السعودية، وكبرياء ميسي الذي ما زال يضغط عليه لاتخاذ القرار الحاسم قبل شهر حزيران/يونيو، سنبقى نتابع النجمين الكبيرين، بزوايا مختلفة، داخل وخارج الملعب، ولا ندري، فقد تكون السعودية..الساحة المقبلة لعودة التنافس التاريخي بينهما، ومواصلة العطاء المستمر حتى آخر قطرة عرق من جبينهما في الملاعب.
ورمضان كريم..كل عام وأنتم بألف خير
قد يعجبك أيضاً





