
دخلت مدافعة منتخب أمريكا للسيدات، نعومي جيرما، التاريخ من أوسع أبوابه، كأول لاعبة تكسر حاجز المليون دولار، على مستوى رسوم الانتقالات في عالم كرة القدم النسائية.
وكان تشيلسي الإنجليزي قد أعلن، اليوم الأحد، تعاقده مع المدافعة قادمةً من فريق سان دييجو ويف الأمريكي، بعقد مدته 4 سنوات ونصف، دون الكشف عن التفاصيل المالية التي أثارت ضجة عالمية، الأسبوع الماضي.
وكانت المجلة الأمريكية "ذا أتلتيك" قد كشفت عبر مصادرها، عن وصول مقابل تعاقد تشيلسي مع جيرما إلى 1.1 مليون دولار أمريكي.
موهبة نعومي جيرما
ولم يكن تخطي عقد المدافعة الأمريكية (24 عاما) حاجز المليون دولار مستغربا، بالنسبة لخبراء كرة القدم النسائية، الذين أشادوا منذ العام الماضي بموهبتها، التي ساهمت في فوز منتخب بلادها بالميدالية الذهبية، في أولمبياد باريس 2024.
وتلقت جيرما الإشادة حينها من الإنجليزية إيما هايز، مدربة تشيلسي سابقا ومنتخب أمريكا حاليا، عندما ساهمت في وصول فريقها الوطني لنهائي الأولمبياد.
وقالت هايز لصحيفة "USA Today" الأمريكية: "إنها أفضل مدافعة رأيتها على الاطلاق.. لم أر قط لاعبة جيدة مثلها في الدفاع".
تصاعد تدريجي
ويعتبر مبلغ 1.1 مليون دولار أمريكي لمدافعة تشيلسي الجديدة أمرا طبيعيا، في ظل تصاعد أسعار العقود في ساحة كرة القدم النسائية، على مدار آخر 3 سنوات.
وبدأت رحلة صعود العقود النسائية في 2022، عندما انتقلت لاعبة الوسط الإنجليزية، كيرا والش، من مانشستر سيتي الإنجليزي إلى برشلونة الإسباني مقابل 470 ألف دولار أمريكي.
واستمر رقم والش صامدا، كأغلى انتقال على مستوى السيدات في كرة القدم، حتى العام الماضي 2024، الذي شهد نجاح 3 لاعبات في كسره.
فقد أصبحت نجمة منتخب كولومبيا، مايارا راميريز، أغلى لاعبة في قارة أمريكا الجنوبية، عندما انتقلت من ليفانتي الإسباني إلى تشيلسي الإنجليزي، نظير 544 ألف دولار.
كما نجح الدوري الأمريكي للمحترفات في استقطاب أغلى لاعبتين، من منتخب زامبيا، ابتداءً بالمهاجمة باربارا باندا، التي تعاقد معها أورلاندو برايد من شنغهاي الصيني، مقابل 740 مليون دولار.
وتبعه فريق باي إف سي الأمريكي، الذي تعاقد مع المهاجمة راشيل كوندانانجي، من مدريد سي إف إف، بمبلغ 862 ألف دولار، لتتصدر قائمة أغلى الصفقات في عالم كرة القدم النسائية، قبل أن تكسر جيرما رقمها.
الاستثمار في الدوري الإنجليزي للسيدات
ويأتي نجاح تشيلسي في التربع على عرش أغلى الصفقات النسائية، بعدما دخلت منظومة الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات (دوري السوبر) مرحلة جديدة، إداريا واستثماريا.
فقد قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، في صيف 2024، إنشاء (شركة الدوريات المحترفة النسائية المحدودة)، واختصارها "WPLL"، لتشرف رسميا على الدوري الممتاز والدرجة الأولى، احترافيا واستثماريا، وتعمل على تنويع مصادر دخلها.
وأصبحت المسابقة منذ ذلك الحين، جاذبة لأهم اللاعبات في العالم، لشكل خطرا على الدوري الأمريكي، وأيضا على بقية الدوريات الأوروبية المجاورة.
واضطرت رئيسة رابطة الدوري الإسباني للسيدات، بياتريس ألفاريز، في سبتمبر/أيلول الماضي، للدفاع عن بطولتها المحلية، بعد موجة من هجرة اللاعبات الإسبانيات إلى إنجلترا وأمريكا، بسبب الرواتب العالية هناك.
وقالت بياتريس لصحيفة "آس" الإسبانية: "يتعين علينا الاستمرار في توليد الموارد من المنافسة، ومساعدة الأندية على توليدها عبر الاستثمار".
وأضاف: "أقول هذا، لأنه على المستوى الفني لدينا ما نُحسد عليه.. لقد شاهدت نهائي الدوري الأمريكي للسيدات، يستطيع فريق سبورتينج هويلفا (هبط بالموسم الماضي) منافستهم هناك".
وواصلت المقارنة بين الأندية الإسبانية والأمريكية، قائلةً: "أجرى برشلونة معسكره الصيفي قبل الموسم في أمريكا، ليكتسح أنديتهم أيضا.. أنا هنا أتحدث عن المستوى الفني.. لكن على المستوى الاقتصادي، هناك فارق واضح".



