إعلان
إعلان

تير شتيجن يوشك على العودة.. ويثير المزيد من الأسئلة

حسين حمدي
02 نوفمبر 202506:49
FC Barcelona v Real Madrid CF - La Liga EA SportsGetty Images

يقترب الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيجن، قائد برشلونة، من إنهاء فترة غيابه الطويلة عن الملاعب، حيث يدخل المراحل الأخيرة من برنامجه التأهيلي، بعد إصابة أبعدته لأكثر من ثلاثة أشهر، في وقتٍ تتزايد فيه الشكوك حول مستقبله داخل النادي الكتالوني.

ووفقاً لصحيفة "سبورت" الإسبانية، يواصل تير شتيجن تعافيه بخطى ثابتة، وقد بدأ بالفعل التدرب على أرضية ملعب المدينة الرياضية "خوان جامبر"، تمهيداً للحصول على التصريح الطبي للعودة خلال الأسابيع المقبلة من شهر نوفمبر.

ويأمل الحارس الدولي أن يتمكن مع نهاية الشهر، من استعادة جاهزيته الكاملة، والشعور بأنه لاعب مؤهل مجدداً للدفاع عن ألوان الفريق.

خيارات الرحيل

رغم الأجواء الإيجابية التي تحيط بعودته، إلا أن مستقبل شتيجن ما زال غامضاً، خاصة بعد ما ذكرته شبكة "سكاي سبورت ألمانيا" حول أن ممثلي اللاعب بدأوا دراسة احتمالية مغادرته برشلونة، في سوق الانتقالات الشتوية المقبلة، بحثاً عن دقائق لعب أكثر. 

ومع ذلك، فإن الحارس وممثليه في شركة "روف"، يعتقدون أن الكرة في ملعب النادي، وأن أي خطوة تتعلق بخروجه يجب أن تأتي من إدارة برشلونة، سواء على سبيل الإعارة أو من خلال بيع نهائي.

عقد ضخم

يُعد تير شتيجن أحد أعلى اللاعبين أجراً في الفريق الكتالوني، إذ يمتد عقده حتى يونيو 2028، ويتقاضى راتباً سنوياً يبلغ نحو 17 مليون يورو إجمالاً، أي ما يقارب 56 مليون يورو متبقية حتى نهاية العقد.

ويستند هذا الاتفاق إلى آخر تجديد وقّعه الحارس الألماني في أغسطس 2023، حين لم يكن النادي يخطط للتعاقد مع بديل مستقبلي، قبل أن تظهر لاحقاً فرصة ضم الحارس الشاب "خوان جارسيا"، الذي اعتبرته الإدارة الرياضية صفقة واعدة لا يمكن التفريط فيها.

شتيجن بين الطموح الدولي وواقع السوق

ورغم ما يُقال عن حاجته للمشاركة بانتظام، لاستعادة مستواه والمنافسة على مركزه في المنتخب الألماني، قبل كأس العالم المقبلة في أمريكا، فإن تير شتيجن يبدو هادئاً تجاه وضعه الحالي. ويعتقد الحارس أن عرض نفسه على أندية أخرى قد يضر بصورته الاحترافية أكثر مما يفيده.

كما أن معظم الأندية الأوروبية الكبرى تمتلك حالياً حراساً أساسيين يصعب منافستهم، فضلاً عن أن قلة منها يمكنها تحمّل راتبه الكبير.

وحتى في المنتخب الألماني، حيث يتولى أوليفر باومان (35 عاماً) حراسة المرمى حالياً، لا يبدو أن هناك تهديداً حقيقياً لمكانة شتيجن، الذي قد يحتفظ بمركزه الأساسي في المونديال المقبل، حتى من دون المشاركة المستمرة مع برشلونة.

بهذا، يجد الحارس الألماني نفسه أمام مفترق طرق حاسم في مسيرته، بين رغبته في العودة القوية بعد التعافي الكامل، وبين ضرورة تحديد مستقبله مع برشلونة، الذي لا يزال يتردد في حسم قراره بشأن أحد أبرز قادته.

مسيرة مميزة

يعد مارك أندريه تير شتيجن واحداً من أبرز حراس المرمى في العالم خلال العقد الأخير، بفضل ما يتميز به من هدوء وثبات وثقة عالية في التعامل مع الكرة، سواء بقدميه أو بيديه. وُلد الحارس الألماني في مدينة مونشنجلادباخ يوم 30 أبريل/نيسان عام 1992، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي بوروسيا مونشنجلادباخ، الذي مثّل له محطة الانطلاق نحو النجومية.

تدرّج تير شتيجن في مختلف فئات النادي السنية، حتى وصل إلى الفريق الأول في موسم 2010-2011، وهناك برز بسرعة بفضل ردّات فعله السريعة وقدرته المميزة على بناء اللعب من الخلف. وفي عمر 19 عاماً فقط، أصبح الحارس الأساسي لفريقه، حيث أسهم في إنقاذ مونشنجلادباخ من الهبوط، ليحظى بعدها بإشادة واسعة من الجماهير والصحافة الألمانية، التي وصفته بأنه "خليفة مانويل نوير".

خلال أربعة مواسم قضاها في الدوري الألماني، خاض تير شتيجن أكثر من 100 مباراة رسمية مع مونشنجلادباخ، وتميز بقدرته على التصدي لركلات الجزاء، وبأسلوبه العصري الذي يجمع بين الشجاعة والدقة في التمرير. وكان من الطبيعي أن تجذب موهبته أنظار كبار أوروبا، ليعلن برشلونة في صيف عام 2014 تعاقده مع الحارس الألماني، مقابل نحو 12 مليون يورو، ليكون خليفة للحارس الأسطوري فيكتور فالديز.

ورغم أنه بدأ مسيرته مع برشلونة كحارس في مباريات دوري أبطال أوروبا وكأس الملك فقط، في وجود زميله السابق التشيلي كلاوديو برافو، الذي كان يشارك في مباريات الليجا، فإن تير شتيجن استطاع أن يفرض نفسه تدريجياً، بفضل أدائه الرائع في البطولات القارية، خصوصاً في موسم 2014-2015 حين لعب دوراً محورياً في تتويج برشلونة بالثلاثية التاريخية: الدوري الإسباني، كأس الملك، دوري الأبطال.

الحارس الأول

وفي موسم 2016-2017 أصبح تير شتيجن الحارس الأول لبرشلونة - بعد رحيل برافو إلى مانشستر سيتي - وقدم مستويات ثابتة جعلته أحد أبرز قادة الفريق. 

ويتميز الألماني بقدرته الكبيرة على اللعب بالقدمين، ما جعله مثالاً للحارس العصري، الذي يشارك في بناء الهجمة من الخلف، وهو أسلوب يتوافق تماماً مع فلسفة برشلونة في الاستحواذ والتمرير.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان