تقرير كووورة.. هل يمر السيتي بأفضل مواسمه على الإطلاق؟

مع دخول الموسم الكروي الحالي ثلثه الأخير الحاسم، يشق مانشستر سيتي طريقه بقوة في المسابقات الأربع التي يشارك فيها، وبات المرشح الأبرز لنيل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، خصوصا وأنه يبتعد عن أقرب مطارديه بفارق 10 نقاط.

يذكرنا أداء مانشستر سيتي الحالي، بهيمنة الفريق في الموسمين 2017-2018 و2018-2019، لكن هناك علامات على أن الموسم الحالي، ومع الوضع بعين الاعتبار الظروف الاستثنائية التي تمر بها كافة الفرق، قد يعد الأفضل لمانشستر سيتي في عهد مدربه الإسباني جوسيب جوارديولا.

ويقدم التقرير التالي، الأسباب التي تبرهن على أن مانشستر سيتي، ربما يمر بأفضل مواسمه على الإطلاق.

اكتشاف كانسيلو

ظهر البرتغالي جواو كانسيلو، وكأنه صفقة جديدة لمانشستر سيتي، حيث يعتبر من أفضل لاعبي الفريق هذا الموسم، بعد عام ونصف منذ انتقاله للفريق قادما من يوفنتوس مقابل 55 مليون جنيه إسترليني.

في موسمه الأول مع السيتي، نال الظهير الأيمن الوقت الذي يحتاجه للتأقلم، فخاض 17 مباراة فقط بالدوري، لكن الأمور تغيرت هذا الموسم، بعدما شارك في 20 مباراة بالمسابقة حتى الآن.

تشكل انطلاقات كانسيلو من الناحية اليمنى، نفطة قوة رئيسية في هجمات سيتي هذه الأيام، كما أنه يبذل جهدا واضحا في العودة للخلف ومساندة الدفاع، إلى جانب إمكانية تحوله إلى لاعب وسط إضافي عند امتلاك الكرة، الأمر الذي زاد من نسبة صناعته للأهداف.

خدعة المهاجم

لعب المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو دورا كبيرا في انتصارات مانشستر سيتي على مدار الأعوام العشرة الماضية، وكانت رغبة جوارديولا واضحة في رغبته بإسناد دور المهاجم الصريح إلى لاعب آخر في الأعوام الثلاثة الأخيرة.

لم يتمكن المهاجم البرازيلي جابرييل جيسوس من تقديم المردود نفسه الذي يقدمه أجويرو، ومع غياب الأخير الطويل هذا الموسم بسبب الإصابات وكورونا، ابتكر جوارديولا أسلوبا جديدا لتعويض هذا النقص.

في كثير من الأحيان، لجأ "بيب" لإشراك رحيم سترلينج أو كيفن دي بروين، كلاعب رقم (9) وهمي، الأمر الذي أربك دفاعات الخصوم، مع تبادل سريع في المراكز بين لاعبي الخط الأمامي، وهو ما أتى بثماره، ليحقق الفريق الانتصار تلو الآخر.

كما أن جيسوس نفسه، شعر بخطورة موقفه ليتحسن مردوده، حيث سجل 9 أهداف وصنع 3 في 25 مباراة بكافة المسابقات، ومع وجود الأموال الكافية لشراء مهاجم جديد، فإن سيتي لن يعاني في حال رفض هدافه التاريخي أجويرو البقاء بنهاية الموسم.   

استقرار الدفاع

دائما ما كان مانشستر سيتي يعاني على الصعيد الدفاعي بسبب طريقة لعبه الهجومية المكثفة، وفي الموسم الماضي، لم يلجأ لتعويض رحيل قائده السابق فنسنان كومباني، الأمر الذي وضع الفريق في ورطة.

لكن هذه المشكلة انتهت مع حصول سيتي على خدمات المدافع البرتغالي روبن دياز مقابل 64 مليون جنيه إسترليني، ليتحول هذا اللاعب إلى أبرز المرشحين للفوز بجائزة لاعب الموسم في البريميرليج.

دياز شكل ثنائيا دفاعيا مع جون ستونز، هو الأقوى في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، والأخير ساهم في الحفاظ على نظافة شباكه في 12 مباراة من أصل 15 شارك فيها بالمسابقة، ليساعد سيتي على تصدره لقائمة الفرق الأقوى دفاعا حتى الآن، بعدما تلقفت شباكه 15 هدفا في 25 مباراة.

موسم العمر لجوندوجان

لطالما وضع جوارديولا ثقته في لاعب الوسط الألماني إلكاي جوندوجان خلال الأعوام الماضية، لكن لاعب بوروسيا دورتموند السابق لم يكشف عن إمكانياته الهجومية المرعبة حتى جاء هذا الموسم.

خلال فترة خاض فيها 13 مباراة بالدوري، سجل جوندوجان 11 هدفا، مستغلا في الوقت ذاته، غياب دي بروين للإصابة عن بعض المباريات، ليحصل أخيرا على التقدير الذي يستحقه لمجهوده داخل الملعب.

وساعد على بروز جوندوجان في الدور الهجومي، تقدم كانسيلو إلى خط الوسط عند السيطرة على منطقة المناورة، الأمر الذي يحرر الدولي الألماني من التزاماته في بناء اللعب، ليتقدم مرارا وتكرارا نحو منطقة الجزاء.

عمق التشكيلة

ليس سرا أن مانشستر سيتي يمتلك تشكيلة من اللاعبين، قادرة على مواصلة الانتصارات بغض النظر عما تسبب به برنامج المباريات المزدحم من إرهاق شديد.

وإذا كان هناك فريق واحد قادر على المداورة بين لاعبين بشكل مريح، فهو مانشستر سيتي، والدليل الزخم الشديد الذي يقدمه الفريق في خطي الوسط والهجوم.

ويميل جوارديولا إلى الاعتماد على سترلينج ودي بروين وبرناردو سيلفا وجوندوجان في الأدوار الهجومية، لكنه يستطيع أيضا الاستنجاد بجيسوس والإسباني فيران توريس والجزائري رياض محرز.

كما شكل التطور الهائل في أداء النجم الإنجليزي الشاب فيل فودين، إضافة قوية لتشكيلة سيتي، وهو الذي أحرز حتى هذه اللحظة من الموسم الحالي، 11 هدفا وقدم 6 تمريرات حاسمة في 32 مباراة بكافة المسابقات.