EPAواصل لويس إنريكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، السير بخطى ثابتة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، عقب بلوغ نصف نهائي البطولة.
وضرب الماتادور موعدًا ناريًا ضد المنتخب الإيطالي، غدًا الثلاثاء، على ملعب "ويمبلي" بلندن، وعينه على الوصول للنهائي.
سابقة تاريخية
فاجأ لويس إنريكي الجميع بعدم ضم أي لاعب من صفوف ريال مدريد، لقائمة لاروخا في اليورو، في قرار غير مسبوق وغير معتاد للجماهير الإسبانية.
ورغم دهشة الجماهير الإسبانية، إلا أن قرار إنريكي كان بمثابة تحدٍ، ليس للجماهير ولكن للعدل بأن من سيتواجد سيكون الأفضل والمفيد للفريق بعيدًا عن أي أسماء أو أندية.
وبالنظر لريال مدريد، فالجميع يدركون ثقة إنريكي الكبيرة في القائد سيرجيو راموس، الذي عانى من سلسلة إصابات ولم يكن جاهزًا للتواجد.
نفس الأمر كان ينطبق على داني كارفاخال الظهير الأيمن، وحتى بديله في ريال مدريد لوكاس فاسكيز تعرض للإصابة مع نهاية الموسم، وكانت هذه أقرب الأسماء للتواجد في قائمة لاروخا.
أما لاعبين آخرين مثل إيسكو وماركو أسينسيو وألفارو أودريوزولا لم يكن لهم بصمة كبيرة مع ريال مدريد خلال الموسم، لذلك عدم استدعائهم قرار لا جدال فيه.
ويمكن القول إن ناتشو فيرنانديز مدافع الميرنجي، ربما كان يمكن أن يفكر إنريكي في ضمه، لكن بالنظر للمدافعين الشباب مثل إيمريك لابورت وباو تاوريس ودييجو يورينتي وما قدموه مع أنديتهم خلال الموسم، جعلوا إنريكي مرتاحا لاختياراته في هذا المركز.
قرارات ناجحة
مغامرة إنريكي لم تتوقف بقراره التاريخي، بل أيضًا اكتفى بـ24 لاعبًا فقط في قائمته، رافضًا الاستفادة بقرار الاتحاد الأوروبي بضم 26 لاعبًا، على الرغم من الظروف الصعبة لفيروس كورونا وإمكانية التعرض لموقف صعب خلال البطولة.
ومنح إنريكي كل اللاعبين الموجودين في القائمة دقائق للمشاركة عدا الحارسين البديلين دافيد دي خيا وروبرت سانشيز والمدافع دييجو يورينتي.
ونجح إنريكي في تطوير أداء الفريق خلال البطولة، رغم البداية غير المتوقعة بتعادلين في دور المجموعات ضد السويد وبولندا، مع معاناة في تسجيل الأهداف.
وأجرى إنريكي تغييرات في الثلاثي الهجومي، خاصة الأطراف، مع تأكيد ثقته في ألفارو موراتا الذي صاحبه سوء حظ في بداية البطولة، وبعدها بدأت تتوالى الأهداف، حيث سجل الفريق 12 هدفًا حتى الآن.
كما ظهر نجاح إنريكي في التعامل مع عدة ظروف صعبة بهدوء وحكمة شديدة، فقبل أيام من انطلاق البطولة تعرض سيرجيو بوسكيتس للإصابة بفيروس كورونا، ما أثار الذعر داخل الفريق، لكنه احتوى الأمر، وحاول تهدئة اللاعبين.
أيضًا أزمة الهجوم على موراتا وصافرات الاستهجان ضده، كان إنريكي الداعم الأول له، وكان تصريحه الشهير قبل مواجهة بولندا: "سألعب بموراتا و10 لاعبين آخرين"، وأكد اللاعب أن مدرب لاروخا هو أكثر شخص دعمه في مسيرته.
وحتى بعد الخطأ الكارثي للحارس أوناي سيمون خلال مواجهة كرواتيا بثمن النهائي، دعم إنريكي الحارس وأكد أن الأخطاء جزء من كرة القدم، ليتألق الحارس في المباراة التالية ضد سويسرا في ربع النهائي، ويقود لاروخا للعبور لنصف النهائي.
كل الأمور حتى الآن تُشير إلى نجاح إنريكي مع المنتخب الإسباني في اليورو، رغم كل الشكوك والانتقادات التي لاحقته، فهل يواصل مغامرته نحو اللقب؟
قد يعجبك أيضاً



