
يوم 28 أغسطس/آب الماضي، أعلن المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك المصري التعاقد رسميًا مع مدرب الفيصلي المونتنيجري نيبوشا يوفوفيتش لمدة موسمين، لينزل هذا الخبر كالصاعقة على قلوب جماهير الفريق الأردني التي كانت تتمنى بقاء نيبوشا بعدما وجدت فيه ضالتها، بعد تخبط امتد لسنوات.
ورحل يومها نيبوشا عن الفيصلي، بعدما قدم استقالته ودفع الشرط الجزائي، لكن بعد مضي أربعة أشهر على رحيله، عاد نيبوشا إلى فريقه السابق، مقالاً من نادي الزمالك المصري.
واستقبل العشرات من عشاق الفيصلي فجر اليوم الأحد، نيبوشا في مطار الملكة علياء الدولي، معبرة عن ترحيبها الكبير بعودته، وتقدم صوبه أحد المشجعين ليطوقه بربطة العنق الزرقاء التي طالما تفاءل بها نيبوشا وجماهير الفريق.
لمسة الوفاء هذه يجب أن يضعها نيبوشا بعين الاعتبار جيدًا، فهو حينما رحل عن الفيصلي كان الفريق بأمس الحاجة له، لكنه لم يكن وفيًا بما فيه الكفاية، حتى أنه رحل بلا وداع، ولم يصمد أمام إغراءات نادي الزمالك، وخلال ساعات كان في قلب القاهرة.
وكان الفيصلي أقرب للتعاقد مع التونسي نبيل الكوكي، لكن دقائق سبقت انعقاد المؤتمر الذي كان مقررًا إقامته لتقديمه مديرًا فنيًا، نسفت كافة المخططات وخلطت الأوراق، حيث تحولت البوصلة نحو نيبوشا، وحال مجلس الإدارة بإلغاء المؤتمر الصحفي يقول "ما أحلى الرجوع إليه".
ويحظى نيبوشا بشعبية كبيرة لدى جماهير النادي الفيصلي، فهو من أعاد لها الفرح والأمل عندما استعاد الفريق بعهده لقب الدوري بعد أربعة مواسم من الجفاء.
كما أن نيبوشا توّج مع الفيصلي بلقبي كأس الأردن وكأس السوبر، وقاده إلى نهائي بطولة الأندية العربية التي أقيمت في مصر، إلى جانب أن تألقه في البطولة العربية جعل إدارة الزمالك تصرّ على التعاقد معه.
نيبوشا بين الأمس واليوم
لم تكن ظروف الفيصلي مثالية عندما تسلم نيبوشا دفة قيادة الفيصلي أول مرة، ورغم ذلك تفوق على الظروف ونجح بفضل اجتهاده في تحقيق أكثر مما هو مطلوب مع الفريق، حيث توّج معه بثلاثة ألقاب محلية وبفترة زمنية لم تتعد الشهور الستة.
وسيتسلم نيبوشا الفريق بعد أن فقد لقبي بطولتي الدرع وكأس الأردن، وبقي أمامه فقط فرصة واحدة للمحافظة على لقب الدوري.
وتتفاءل جماهير الفيصلي بقدرة نيبوشا للمحافظة على لقب الدوري، حيث ينبع هذا التفاؤل بأن المدرب عندما تسلم المهمة أول مرة كان الفريق يقبع بمركز متأخر على سلم ترتيب البطولة، لكنه سار فيه تدريجيًا إلى أن أوصله لمنصة التتويج.
وسيقود نيبوشا الفيصلي في مرحلة إياب الدوري التي تنطلق اعتبارًا من يوم 24 يناير/كانون الثاني الجاري، والفريق يحتل حاليًا المركز الرابع برصيد "19" نقطة، ويبتعد بفارق "5" نقاط فقط عن الصدارة.
التحدي الأكبر الذي ينتظر نيبوشا لن يكون محصورًا بالمحافظة على لقب الدوري، بل يمتد إلى أهمية قيادة الفريق لتحقيق الفوز على مضيفه فريق ناساف الأوزبكي يوم "30" يناير/كانون الثاني الجاري، ليصبح الفيصلي أول فريق أردني يظهر في دوري أبطال آسيا.
تغييرات لا تخلو من الصعوبات
سيجد نيبوشا خلال قيادته المنتظرة للفيصلي، بأن الفريق سيفتقد خمسة من أهم العناصر الرئيسة التي ساعدته كثيرًا بالفترة الماضية على إحراز الألقاب السابقة، وهؤلاء الخمسة هم من شملهم تعميم الاتحاد الدولي للعقوبة التي اتخذت بحقهم على هامش أحداث نهائي البطولة العربية.
وسيفتقد نيبوشا لخدمات بهاء عبد الرحمن ومعتز ياسين وإبراهيم دلدوم وابراهيم الزواهرة إلى جانب الليبي أكرم الزوي، وهؤلاء من الصعب تعويضهم.
ونيبوشا قد يتغلب على هذه الصعوبات، حيث سيكون مطالبًا بخلق حالة من الانسجام بين اللاعبين داخل وخارج الملعب، ولا سيما أن الأيام الماضية شهدت إبرام إدارة الفيصلي تعاقدات سريعة بهدف معالجة النقص العددي.
وسيكون نيبوشا محظوظًا على عكس سلفه الكرواتي دراجان، خاصة أن باب الانتقالات الشتوية لا يزال مفتوحًا، وبإمكانه تدعيم صفوف الفريق بأي نواقص قد يجد من الضرورة سدها، وقبل ذلك عليه أن يعيد اكتشاف المحترف البولندي لوكاس.
ويدرك نيبوشا أن الوقت كالسيف، حيث يحتاج لبذل جهود كبيرة بهدف التمكن من وضع بصمته الفنية والتكتيكية على الفريق، قبل "23" يومًا من موعد المواجهة المهمة أمام ناساف الأوزبكي.
قد يعجبك أيضاً


.png?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=317)
