
لم يكن اختيار نواف المقيرن رئيساً لاتحاد جدة ، الخيار الامثل لكافة الاتحاديين، ولم يحظ الرجل بالاحتفاء المطلوب، كعادة الاتحاديين مع أي رئيس يتولى رئاسة ناديهم، وذلك لاعتبارات كثيرة، من أهمها أنه ليس من البيوت الاتحادية العريقة في جدة.
المقيرن المولود في العام 1987، نشأ في عائلة ، توزع فيها الانتماء الكروي بين الهلال والنصر، حيث تقيم العائلة في العاصمة السعودية الرياض.
لكن الصدفت قادت المقيرن إلى الاتحاد حتى صار متيماً وعاشقاً له، وذلك عندما انتقل إلى جدة لدراسة الإدارة العامة في جامعة الملك عبد العزيز، وتصادف ذلك مع سطوة الاتحاد على البطولات في نهاية التسعينيات الميلادية، ليخطف فؤاد الشاب نواف آنذاك.
انضم نواف المقيرن إلى عضوية اتحاد جدة الشرفية عام 2006، عندما كان منصور البلوي رئيسا للنادي، وبدأ اسمه المقيرن يفرض نفسه في الأوساط الاتحادية، باستضافته واستقبال فريق الاتحاد عندما كان يحل ضيفا على أحد فرق العاصمة الرياض، وكان كذلك يتكفل بمعسكرات الفريق.
جاء المقيرن رئيسا للاتحاد في بداية العام الميلادي الحالي، وقد نالت كل الأوجاع من الجسد الاتحادي، ليجد الرئيس الجديد نفسه أمام تحدٍ كبير وخطير، فضلا عن موسم استثنائي تستعد له الكرة السعودية، فكان ملزما بتخليص النادي من أوجاعه، و العمل على خط متوازٍ، لاستعادة وهج العميد.
لم تغر الأضواء الرئيس الاتحادي الجديد ابن الواحد والثلاثين عاما، وعكف على القضايا التي قسمت ظهر العميد، في ركن بعيد عن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وسط مفاوضات منهكة مع أصحاب القضايا العالقة ضد النادي، ينهيها الواحدة تلو الأخرى.
وبعد عناء، أعلنت الإدارة الاتحادية، رسميا، أمس الأربعاء، انتهاء كل القضايا الخارجية على النادي، بعد أن تكبد في الأعوام الماضية مشقة عقوبات خصم نقاط والمنع من التسجيل والتهديد بالتهبيط للدرجة الأدنى.
لم يكن هذا فحسب كل ما أنجزه المقيرن وإدارته في الفترة الماضية، بل جهز فريق الكرة للموسم الاستثنائي، بجهاز فني على مستوى عالٍ، وكان من أوائل الأندية التي أعلنت اكتمال قائمة الفريق من المحترفين الأجانب، بالتعاقد مع ستة لاعبين على مستوى عال، فضلا عن بعض الصفقات المحلية.



