
تستعد جماهير برشلونة لاستقبال الغريم الأبدي ريال مدريد في ملعب الكامب نو، الذي سيجمع الفريقين يوم 26 أكتوبر/تشرين أول الجاري، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.
وسيخوض البارسا مباراة أخرى قبل أن يتواجه مع الريال، حيث سيخرج لزيارة إيبار في الجولة التاسعة، بينما سيحل الميرنجي ضيفًا على ريال مايوركا.
ولم يستطع الريال تحقيق الفوز على غريمه في الليجا منذ آخر انتصار حققه في أبريل/نيسان 2016، حينما قاده لاعبه السابق وهدافه التاريخي، كريستيانو رونالدو، لتخطي البارسا في عقر داره (2-1).
ويسعى فريق العاصمة الإسبانية لاستعادة كبريائه في الكلاسيكو، متسلحًا بتاريخه الهائل، الذي شهد أكبر انتصار في تاريخ مباريات الفريقين.
ولن يجد الميرنجي الطريق سهلًا لتحقيق هدفه المنشود، في ظل الأجواء الغاضبة في إقليم كتالونيا، والتي تهدد إقامة المباراة في موعدها المحدد، في ظل الاضطرابات والمظاهرات العارمة في شوارع برشلونة.
وتتشابه هذه الأجواء نسبيًا مع ما حدث قبل 76 عامًا، حينما دك فريق العاصمة حصن برشلونة بـ 11 هدفًا، خلال مباراة صاحبتها اضطرابات ونفوس مشحونة من الجماهير المدريدية قبل وأثناء اللقاء.
غليان في العاصمة
في يونيو/حزيران عام 1943، خاض الفريقان إياب نصف نهائي كأس الجنرال، بعد فوز البارسا في ملعبه ذهابًا بثلاثية نظيفة.
ويعد هذا الكلاسيكو الشهير نقطة فارقة في تاريخ مباريات الغريمين، والتي تجلت بعده، العداوة بين الجماهير الكتالونية ونظيرتها في مدريد، نظرًا للأحداث والروايات العديدة التي صاحبت هذه المباراة.
وصول البارسا إلى مدريد صاحبه دماء تغلي داخل جسد كل مشجع للريال، وكان الاستقبال أسوأ ما يكون، حيث عومل لاعبو الفريق الكتالوني بطريقة مهينة للغاية.
صافرات وصخب وهتافات ملأت ملعب المباراة عند رؤية لاعبي برشلونة، وسط غضب صارخ من حوالي 20 ألف مشجع مدريدي في المدرجات، ليدب الرعب في صفوف لاعبي الفريق الضيف.
رعب فوق العشب
تسرب الخوف إلى نفوس لاعبي البارسا وسط أجواء معادية لم يشهدوها قط، وبدأ كل لاعب يخشى على حياته وكذلك عائلته.
وكان الحارس لويس ميرو الأكثر تعاسة بين كافة لاعبي برشلونة، حيث قضى دقائق طويلة من الرعب، خوفًا من تهديدات المشجعين خلف المرمى، والتي صاحبها إلقاء بعض المقذوفات والعملات المعدنية عليه.
وبدأ الشك يتسرب إلى قلب ميرو بغزو وشيك من مشجعي مدريد لأرض الملعب، ليخرج بعقله من منطقة الجزاء إلى عالم آخر، راودته فيه الأفكار السلبية، خوفًا من الاقتحام المرتقب.
تلك الأجواء المرعبة ربما تسببت في اختراق شباك ميرو بوابل من الأهداف، لا سيما في الشوط الأول، الذي شهد تلقيه 8 أهداف دفعة واحدة، قبل أن تنتهي المباراة بانتصار مدريدي تاريخي (11-1)، لتُخلد تلك المذبحة بين صفحات الكلاسيكو حتى اليوم.
ويخشى مسؤولو الكرة الإسبانية وتحديدًا رابطة الليجا، تأثر المباراة والفريقين بالأوضاع السياسية في إقليم كتالونيا هذه الأيام، وهو ما دفع الرابطة لاقتراح نقل المباراة إلى ملعب "سانتياجو برنابيو"، لكن الناديان قابلاه بالرفض في الساعات الماضية.
وحال اتخاذ الرابطة قرارًا بإقامة المباراة في موعدها المحدد داخل ملعب "كامب نو"، فإن سيناريو مذبحة الـ11 هدفًا قد يتكرر من جديد بطريقة عكسية، ويكون ضحيته ريال مدريد هذه المرة، ما لم يُحسن أفراد الأمن عزل ملعب اللقاء عن تلك الاضطرابات وحماية لاعبي الفريق الملكي قبل المواجهة بالشكل المطلوب.
قد يعجبك أيضاً





