Reutersغزا فريق موناكو الفرنسي، القارة الأوروبية هذا الموسم، وخطف الأضواء بقوة بفضل تشكيلة مميزة من اللاعبين صنعها مدربه البرتغالي ليوناردو جارديم.
الوصول إلى دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، وتصدر الدوري الفرنسي الذي احتكره باريس سان جيرمان أربعة مواسم متتالية، صنعته كتيبة مميزة في كل الخطوط، لمع منها بقوة الواعد كيليان مبابي هداف الفريق، لينضم لصفوف منتخب "الديوك" لأول مرة ببلوغه 18 عامًا.
ارتبط اسم مبابي كثيرًا في الفترة الأخيرة بالانتقال إلى أندية كبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، ووصلت قيمته إلى 120 مليون يورو، فالمهاجم الفرنسي الواعد، وزملائه فابينيو، جبريل سيدي بيه، تيمو باكايوكو، بينامين ميندي، وبرناردو سيلفا، يعدوا امتدادًا ذهبيًا لمنتجات المواهب التي "صنعت في موناكو".
مواهب الجيل الذهبي للديوك
كانت السنوات الأخيرة من القرن الماضي، بداية الفترة الذهبية لمنتخب فرنسا، حيث توج بلقب كأس العالم لأول مرة في تاريخه في النسخة التي استضافها عام 1998، ثم كأس أمم أوروبا "يورو 2000" وكأس القارات مرتين.
هذا الجيل كان أضلاعه الأساسية مواهب بدأت مشوارها بصفوف موناكو، بداية من حارس المرمى فابيان بارتيز الذي لعب لفترات قليلة مع تولوز ومارسيليا، قبل أن يرتدي قميص فريق الإمارة موناكو خلال الفترة من 1995 إلى 2000، ومنه انتقل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي.
يوري جوركاييف، مايسترو الوسط بكتيبة الجيل الذهبي للديوك، عاش فترات نضجه الكروي مع موناكو خلال الفترة من 1990 إلى 1995 قبل أن ينتقل إلى باريس سان جيرمان لمدة موسم واحد، وبعده انطلق إلى إنتر ميلان الإيطالي.
كذلك فإن إيمانويل بيتي كان من ناشئي موناكو، ولعب له خلال الفترة من 1988 إلى 1997 قبل التنقل فيما بعد بين أندية أرسنال وبرشلونة وتشيلسي، ونفس الحال أيضًا بالنسبة لصخرة الدفاع ليليان تورام الذي لعب لموناكو خلال الفترة من 1991 إلى 1996، ودافيد تريزيجيه من 1995 إلى 2000.
ولكن يبقى الأسطورة تييري هنري، من أبناء موناكو القلائل، الذين حافظوا على نجوميتهم لسنوات طويلة، حيث انضم للنادي الفرنسي من أكاديمية كلير فونتين الشهيرة، وارتدى قميصه خلال الفترة من 1994 إلى 1999، ثم خاض تجربة غير موفقة، قبل أن يصنع مجده الاكبر مع أرسنال الإنجليزي وإنجازات أخرى مع برشلونة، ويتوقع الكثيرون أن يسير كيليان مبابي على خطاه.
جواهر 2004
في هذا العام، صنع موناكو المعجزة، وتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بفضل جيل مميز قاده ديديه ديشامب المدير الفني الحالي لمنتخب فرنسا، إلا أنه خسر اللقب في المباراة النهائية أمام بورتو البرتغالي.
في هذا الجيل لمع الثنائي لودوفيك جولي وباتريس إيفرا، فالأول رحل بعد خسارة اللقب الأوروبي، لينتقل إلى صفوف برشلونة، ليعوض الإخفاق بعد سنتين مع الفريق الكتالوني، ويساهم معه بقوة في التتويج بدوري الأبطال عام 2006.
إلا أن زميله باتريس إيفرا احتاج وقتا أطول من جولي، حيث رحل عن موناكو بعد عامين في صيف 2006، إلى العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد، حيث بقى بين جدرانه 8 سنوات، حقق خلالها عدة ألقاب محلية وأوروبية وعالمية، أبرزها لقب دوري الأبطال عام 2008، وخسارة الكأس مرتين عامي 2009 و2011 أمام برشلونة.
3 كنوز لاتينية وأفريقية
كان نادي موناكو المحطة الأولى للظهير الأيمن البرازيلي مايكون في أوروبا، حيث انتقل إليه في 2004 قادمًا من كروزيرو، وبعد عامين فقط، رحل إلى إنتر ميلان الذي بقى بين صفوفه 6 سنوات، كان خلالها أحد الأضلاع الرئيسية في تتويج النيراتزوري بالثلاثية عام 2010 تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو.
كما سبق أن استفاد مورينيو نفسه من أحد منتجات النادي الفرنسي، حيث ضم لاعب الوسط كوستينيا الذي لعب لموناكو خلال الفترة من 1997 إلى 2001، لبورتو البرتغالي، ليساهم معه في التتويج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي 2003، ولقب دوري الأبطال التاريخي في 2004 .. فهل يخطف مورينيو جوهرة ثالثة من موناكو بضم كيليان مبابي إلى الشياطين الحمر؟
بينما يعد الموقف مختلفًا بالنسبة لصخرة الوسط الإيفواري يايا توريه، الذي لعب لموسم واحد فقط مع موناكو، كان كافيًا له ليحقق خطوة عملاقة بالانتقال إلى صفوف برشلونة الإسباني في صيف 2007، وبعد عامين فقط كان أحد الأضلاع الرئيسية التي توجت بالسداسية تحت قيادة بيب جوارديولا عام 2009، ثم رحل عنه في 2010 إلى مانشستر سيتي ليكون أيضًا أحد أضلاع أفضل جيل للفريق الإنجليزي، حيث ساهم بقوة في تتويجه بلقب الدوري عامي 2012 و2014، ومستمر بصفوفه حتى الآن.
قد يعجبك أيضاً





