EPAيملك يورجن كلوب كل الصفات التي تجعله مدربا محبوبا من الجميع، شعبيته في انتشار دائم، شخصيته عفوية، قدراته التدريبية فذة واستثنائية، ونضيف إلى ذلك أنه أصبح أخيرا فائزا بالألقاب الكبيرة، بعدما رفع مع ليفربول كأس دوري أبطال أوروبا.
ولهذا السبب، لم يكن غريبا أن يظفر كلوب بجائزة أفضل مدرب في العالم للعام 2019 المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مساء الإثنين، بعدما تفوق على خصمين شرسين له في الدوري الإنجليزي الممتاز، هما مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا، والمدير الفني لتوتنهام ماوريسيو بوكيتينو.
استحق كلوب الفوز بالجائزة، فقد تمكن من قيادة ليفربول لقمة المجد القاري، بفضل إدارته الذكية لتشكيلته الزاخرة باللاعبين الموهوبين، وتعامله المنطقي مع أساليب لعب الخصوم، وكذلك حضوره الطاغي في كل مكان يتواجد فيه.
لم يكن موسم كلوب مفروشا بالورود، فقد تلقى ضربات مؤلمة في بداية مشواره بالمسابقة الأوروبية، حيث خسر ليفربول أمام نابولي والنجم الأحمر، قبل أن يتعافى تدريجيا، ويشق طريقه إلى نصف النهائي لملاقاة برشلونة.
راقب المدرب الألماني فريقه وهو يترنح أمام ليونيل ميسي وزملائه في ذهاب دور الأربعة على ملعب "كامب نو" بثلاثية نظيفة، لكنه لم يفقد الأمل، وساعد اللاعبين على استجماع قواهم في لقاء الإياب الذي انتهى لمصلحة الفريق الإنجليزي برباعية نظيفة.
والجميل في الأمر أن كلوب رفض تلقي الثناء على ما تحقق في تلك الليلة، مؤكدا أن الفضل في التأهل إلى المباراة النهائية يعود أولا وأخير للاعبين، ومعترفا أيضا بأنه لم يفهم حقيقة ما حدث على أرض الملعب.
وتبقى على كلوب أن يقود فريقه للفوز على توتنهام في المباراة النهائية، وهو ما تحقق بهدفين نظيفين، ليضع خلف ظهره بذلك، هزيمته مع بوروسيا دورتموند في نهائي المسابقة ذاتها عام 2013 أمام بايرن ميونخ.
أداء ليفربول لم يكن عظيما فقط في دوري الأبطال، بل قدم الفريق الأحمر مستويات راقية في مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، وإن لم يفز باللقب بمسماه الحالي للمرة الأولى في تاريخه.
جمع ليفربول بقيادة كلوب 97 نقطة في الدوري، وهو رقم قياسي لوصيف بطل المسابقة عبر تاريخها، وفاز مهاجماه محمد صلاح وساديو ماني معا بجائزة هداف الدوري بالاشتراك مع مهاجم آرسنال بيير إيميريك أوباميانج، بعدما نجح المدرب الألماني في جعل المنافسة الداخلية الشرسة بين اللاعبين، تصب في إناء القالب الجماعي للفريق.
كلوب الآن أصبح المدرب رقم 1 في العالم، لكن.. ماذا يتوجب عله أن يفعل للحفاظ على هذه المكانة المرموقة؟
من البديهي القول إن المنافسة مجددا على لقب دوري الأبطال مطلب أساسي للفوز بالجوائز الفردية، لكن كلوب يضع نصب عينيه هذا الموسم لقبا غاب عن خزائن ليفربول منذ أكثر من 29 عاما، وهو الدوري الإنجليزي.
ويمضي الفريق الأحمر في الطريق السليم حتى هذه اللحظة، بعدما حقق العلامة الكاملة في أول 6 جولات من البطولة، متفوقا بفارق 5 نقاط عن مانشستر سيتي.
لكن وفي نظر مشجعي كرة القدم، فإن سلاح كلوب للبقاء في قلوب عشاقه، هو شخصيته اللطيفة، وروح دعابته الطريفة، وتصريحاته المفاجئة، التي جعلت منه نجما يتفوق في شعبيته أحيانا على أبرز اللاعبين.
قد يعجبك أيضاً



