Reutersأنهى بوروسيا دورتموند موسمه خالي الوفاض، بعدما فشل في الصعود لمنصات التتويج في كافة البطولات التي نافس على لقبها هذا الموسم.
خسر دورتموند آخر الألقاب المتاحة، أمس السبت، بعد تتويج بايرن ميونخ بلقب البوندسليجا في الجولة الأخيرة، بفارق نقطتين عن أسود الفيستيفال.
ورغم البداية المثالية لرجال المدرب السويسري لوسيان فافر، إلا أن الأمور تغيرت كليًا مع انتصاف الموسم في مختلف البطولات.
ويستعرض "كووورة" مشوار دورتموند تحت قيادة فافر، وتقييمًا لموسمه الأول مع الفريق، على النحو التالي:-
بداية استثنائية
مع تولي فافر مهمة تدريب دورتموند الصيف الماضي، لم يتوقع الكثيرون تلك البداية الاستثنائية للمدرب السويسري مع الفريق.
الفريق بدأ موسمه بقوة، وجاءت الانتصارات مع الأسلوب الجمالي لتبرز العمل الذي يقوم به فافر والثورة الفنية المقبلة داخل ملعب سيجنال إيدونا بارك.
وظهرت بصمات فافر بوضوح سواء من ناحية النتائج أو أسلوب اللعب، ليقدم الفريق نصف موسم استثنائي في مختلف المسابقات.
وعلى مستوى الدوري الألماني، نجح دورتموند في التربع على عرش الصدارة طوال الدور الأول، ووصل الفارق في بضعة أسابيع لـ9 نقاط مع بايرن ميونخ وبوروسيا مونشنجلادباخ.
أما على الصعيد الأوروبي، فلم يختلف الحال في دوري الأبطال، بعدما نجح رجال فافر في احتلال صدارة المجموعة الأولى، التي شهدت تواجد أتلتيكو مدريد الإسباني، موناكو الفرنسي وكلوب بروج البلجيكي.
ولم يتعرض دورتموند سوى لخسارة وحيدة على يد أتلتيكو (0-2)، كما شهد دور المجموعات اكتساحه لذات الفريق برباعية نظيفة.
ولم يستقبل الفريق سوى هدفين خلال دور المجموعات، وهما اللذين سجلهما الروخيبلانكوس، ليحافظ رجال فافر على نظافة الشباك في 5 مباريات من أصل 6.
أما في كأس ألمانيا، فواصل الفريق مشواره حتى بداية العام الحالي، بعدما تأهل لدور الـ16 لمواجهة فيردر بريمن.
فبراير الأسود
مع بداية عام 2019 وعقب العطلة الشتوية، عاد دورتموند لمواصلة مشواره المحلي، سواء في الدوري أو الكأس.
وحتى بداية فبراير/شباط الماضي، لم يكن الفريق قد تعرض سوى لهزيمة وحيدة في البوندسليجا على يد فورتونا دوسلدورف، وخسارة أخرى في دوري الأبطال أمام الأتليتي.
وانقلبت الأمور رأسًا على عقِب مع بداية فبراير، الذي كان بمثابة الشهر الأسود في موسم دورتموند، والذي بدأ بتعادل في الدوري مع آينتراخت فرانكفورت، ليهدر الفريق نقطتين في سباقه على اللقب.
وفي المباراة التالية، خاض دورتموند مواجهة ضد بريمن في ثمن نهائي الكأس، شهدت إقصاء الفريق بركلات الترجيح، وإصابة القائد ماركو رويس.
وتوالت الضربات بعدها على دورتموند من كل حدبٍ وصوب، بعدما بدأت سلسلة إهدار النقاط بصورة مفاجئة في البوندسليجا، أولها بتعادل مع هوفنهايم (3-3)، رغم التقدم بثلاثية نظيفة حتى الدقيقة 75 من زمن المباراة.
واستقبل الفريق 3 أهداف أخرى للمباراة الثالثة على التوالي، بالخسارة أمام توتنهام هوتسبير الإنجليزي في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال.
واستمرت النتائج المخيبة لدورتموند في فبراير الأسود بتعادل مخيب مع نورنبيرج، قبل أن يختتم الشهر بانتصار وحيد أمام باير ليفركوزن.
وخرج دورتموند من الشهر الأسود بخسائر عديدة، أولها 6 نقاط منحت البايرن فرصة تقليص الفارق في سباق البوندسليجا، ثم الإقصاء من الكأس ووضع قدم خارج دوري الأبطال بالسقوط أمام السبيرز.
وتحسنت نتائج رجال فافر في الشهر التالي، إلا أن توابع فبراير الأسود ألقت بظلالها على الفريق، الذي فشل في تعويض خسارته بثلاثية أمام السبيرز، ليخسر من جديد بهدف دون رد في عقر داره، مودعًا دوري الأبطال في وقت مبكر.
حينها لم يعد لدى فافر ورجاله سوى التركيز على البوندسليجا، بعد توديع دوري الأبطال وكأس ألمانيا من دور الـ16.
رغم ذلك، انكسرت قبضة دورتموند على الصدارة، ونجح البايرن في افتراسه بخماسية، قبل أن يتلقى صفعة أخرى برباعية من شالكه، لتنهار أحلامه في الظفر باللقب الغائب منذ 7 سنوات.
ودفع فافر ثمن افتقار الفريق لوفرة عناصر الخبرة اللازمة، نظرًا لاعتماده بشكل كبير على مجموعة تجمع بين الشباب وغير المتمرسين في تلك الصراعات الشرسة، التي تضع على عاتقهم الكثير من الضغط.
ورغم خروج دورتموند بموسم صفري، إلا أن فافر استطاع منافسة العملاق البافاري حتى النهاية في البوندسليجا، فضلًا عن تألق لافت من بعض اللاعبين، على رأسهم الإنجليزي الشاب جادون سانشو، والإسباني باكو ألكاسير.
ويستحق فافر تقييمًا مرتفعًا، رغم الموسم الصفري، مع وضع في الاعتبار قيادته للفريق في أول مواسمه، إلى جانب مقارعته للبايرن، وافتقاره للعناصر التي تساعده على النزال في أكثر من جبهة.


