إعلان
إعلان

تقرير كووورة: في عقل كلوب.. كرة القدم تُرى من "النقطة العمياء"

KOOORA
03 مارس 201915:00
يورجن كلوبReuters

ربما لا يؤمن الألماني يورجن كلوب، مدرب ليفربول، بتلك النظريات العلمية التي قد تساعده على إدراك حجم الكوارث المحيطة به، بعد فترة طويلة من إغفالها، ما أدى في النهاية لاقتراب ضياع حلم الظفر بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.

وفرط ليفربول في صدارة ترتيب البريميرليج، بعد تعثره مجددًا بتعادل سلبي مع إيفرتون، اليوم الأحد، في إطار الجولة الـ29 من المسابقة، ليمنح مانشستر سيتي اعتلاء الصدارة لأول مرة منذ حوالي 3 أشهر، بفارق نقطة وحيدة.

وفي آخر 6 جولات، سقط رجال كلوب في فخ التعادل 4 مرات، ليكتفي الفريق بانتصارين فقط على حساب بورنموث وواتفورد.

النقطة العمياء

هناك مصطلح علمي يُعرف بـ"النقطة العمياء"، وهي نقطة تقع على الشبكية في القرص البصري، تخلو من أي مستقبلات للضوء، لذا فإن الجزء المقابل لها لا يكون مرئيًا.

ويعمل العقل حينها على استكمال التفاصيل التي حجبتها النقطة العمياء، بناء على بعض المعطيات المحيطة بها والمعلومات القادمة من العين الأخرى.

ويبدو أن كلوب قرر التعامل مع كافة مشاكل ليفربول من النقطة العمياء فقط، دون إدراك آثار تلك الأزمات، التي يكون في أغلب الأوقات سببًا رئيسيًا بها.

ولم يُعمل المدرب الألماني عقله حتى الآن في أغلب المشاكل التي بدأت في الظهور منذ بداية الموسم، ليقرر مواصلة رؤية كرة القدم من تلك الزاوية العمياء.

أزمة وسط الملعب

تحرك كلوب في سوق الانتقالات الصيفية الماضية لتعزيز أكثر من مركز في فريقه، لا سيما في حراسة المرمى، بجلب البرازيلي أليسون بيكر.

ورغم وضوح معاناة ليفربول في وسط الملعب، بعدم امتلاكه لاعب ارتكاز دفاعي، إلا أن كلوب اهتم بجلب لاعبين الـ"Box to Box"، الذين يقومون بالأدوار الهجومية والدفاعية في آن واحد.

?i=reuters%2f2019-03-03%2f2019-03-03t162108z_1567758051_rc1e0c473c60_rtrmadp_3_soccer-england-eve-liv_reuters

ولم يجلب المدرب الألماني لاعبًا واحدًا للعب دور الارتكاز، لاقتناعه التام بقدرات الإنجليزي جوردان هندرسون.

ويفتقر هندرسون لمقومات اللاعبين الكبار، لعدم قدرته على إخراج الكرة في مناسبات عديدة بشكل سليم، فضلًا عن عدم تميزه حال منحه أدوارًا هجومية، وهو ما جعله حلقة ضعيفة في تشكيلة الريدز الأساسية.

تدني مستوى هندرسون لم يره حتى الآن كلوب، بل أن توقف عقله عن العمل، نظرًا لاكتفاء النظر إلى قائد الفريق من النقطة العمياء، بجعله لاعبًا أساسيًا في كافة المباريات.

الأنانية

ومع بداية الموسم الحالي، ظهرت بوضوح أنانية الثلاثي الهجومي، ساديو ماني، محمد صلاح وروبرتو فيرمينو، فيما بينهم.

وأضاع الثلاثي فرصًا هائلة منذ بداية الموسم، بسبب أنانية أحدهم في الكثير من الهجمات، خاصة أثناء حاجة الفريق لتسجيل هدف.

ويأتي السنغالي ماني على رأس المعضلات التي يعاني منها هجوم ليفربول، فاللاعب يواصل عاداته في كل مباراة، دون أي تحرك من كلوب.

?i=epa%2fsoccer%2f2019-03%2f2019-03-03%2f2019-03-03-07411611_epa

ويُهدر الدولي السنغالي جهود فريقه، بسبب احتفاظه الزائد عن الحد بالكرة، إلى جانب تعمده الواضح عدم التمرير لزملائه، لرغبته في تسجيل الأهداف بنفسه.

ولم يحرك كلوب ساكنًا أمام تصرفات ماني الاستفزازية لزملائه وجماهير الفريق، مواصلًا الدفع به دائمًا في التشكيلة الأساسية، دون حثه على تغيير طريقته والتخلي عن أنانيته، لا سيما في المباريات المهمة.

أخطاء خططية

يصر كلوب من الموسم الماضي على خطأ كارثي، لا يُثمر أبدًا سوى عن فشل ذريع، باعتماده على المصري محمد صلاح في قلب الهجوم.

ويتميز صلاح منذ بداية مسيرته في مركز الجناح الأيمن، كما أن تألقه الموسم المنصرم جاء باعتماد كلوب عليه في هذا المكان.

?i=epa%2fsoccer%2f2019-03%2f2019-03-03%2f2019-03-03-07411538_epa

رغم ذلك، يلجأ المدرب الألماني أحيانًا لإدخال صلاح لقلب الهجوم، ما يجعله عاجزًا أمام التكتلات الدفاعية، لعدم قدرته على اللعب وظهره نحو المرمى.

وفي مباراة التوفيز، اليوم، أعاد كلوب صلاح إلى مركزه المفضل، لكنه قرر تصحيح خطأ بخطأ آخر مماثل، بعدما استبدله بالجناح الأيسر، ماني.

ووضع كلوب اللاعب السنغالي كقلب هجوم، رغم تواجد المهاجم البلجيكي ديفوك أوريجي، الذي وضعه مدربه على الجانب الأيسر، وهو ما تسبب في عجز الفريق هجوميًا حتى النهاية، لتتأكد انعدام رؤية المدرب الألماني لتلك الكوارث التي تهدد حلم الفوز باللقب هذا العام.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان