EPAلا يحصل الحكام على الكثير من الحب داخل ملاعب كرة القدم، وعادة ما يسمعون الهتافات المعادية بعد إصدارهم قرارات لا تخدم فريق مجموعة ما من الجماهير، لكن أنصار فريق أميان، خرجوا عن المألوف قبل مباراة فريقهم أمام ستراسبورج بالدوري الفرنسي في نيسان / أبريل الماضي.
حمل جمهور أمان لافتات كبيرة كتبوا عليها عبارات ترحيبية مثل "مرحبا بك في ملعب لا ليكرون مدافع فرابارت"، و"تحيا كرة القدم النسوية"، وذلك في بادرة ترحيبية بأول حكمة تدير مباراة للرجال في تاريخ الدوري الفرنسي.. ستيفاني فرابارت.
مُحطمة القيود
وتواصل فرابارت كسر القيود، حيث قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تعيينها لإدارة مباراة كأس السوبر الأوروبي في إسطنبول بين ليفربول وتشيلسي، والمقررة غدًا الأربعاء.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها حكمة إدارة مباراة نهائية قارية للرجال، وستتلقى فرابارت المساعدة من مواطنتها الفرنسية مانويلا نيكولوسي والإيرلندية ميشيل أونيل.




وعمل الثلاثي معًا في مباريات أكبر، حيث أشرف على نهائي كأس العالم للسيدات هذا العام، ولكن لا شك في أنهم سيكونوا تحت تركيز شديد في "فودافون بارك" مساء الأربعاء.
مناسبة استثنائية
تعلم الحكمة المتألقة البالغة من العمر 35 عامًا، أن المناسبة استثنائية، وقالت في تصريحات صحفية بعد إعلان اختيارها لمباراة كأس السوبر "الضغط سيكون مختلفًا، أعلم تمامًا أن الناس سينتظرون لرؤية.. كيف سيكون أدائي".
عندما تم تعيينها لمباراة أميان وستراسبورج، حظيت المباراة فجأة باهتمام أكبر بكثير مما تحصل عليه عادة مباريات فرق منتصف الجدول في منافسات الدوري الفرنسي.
وحتى ذلك الحين، كان الـ"بوندسليجا" الوحيد بين الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا الذي عهد إلى إحدى الحكمات إدارة مباريات المسابقة، حيث تولت بيبيانا شتاينهاوس مهمتها الاستثنائية في العام 2017.
في الدوري الإنجليزي الممتاز، تعمل سيان ماسي-إليس، كحكمة راية، لكنها لم تتمكن من إدارة المباريات كحكمة ساحة، والأمر في فرنسا استغرق وقتا طويلًا حتى حصلت امرأة على فرصتها.
فجاء تعيين فرابارت لإدارة مباراة أميان وستراسبورج، بعد 23 عامًا من قيام نيلي فينوت بالمشاركة في إدارة إحدى مباريات الدوري الفرنسي من خط التماس.
واعترف المراقبون في فرنسا، بأنهم دونوا كل خطوة تتخذها فرابارت في مباراة أميان وستراسبورج، وبعد وقت طويل، لم يلحظوا وجودها، وهذا بالطبع أمر جيد، لأن هناك مقولة معروفة في عالم التحكيم تقول إن "أفضل الحكام هم هؤلاء الذين لا تلحظ وجودهم".
هذا الموسم، ستحصل فرابارت على فرصة إدارة مباريات الدوري الفرنسي بشكل منتظم، وقد أشارت إلى الصعوبات التي تواجهها في هذه الناحية، خصوصا وأنهم تخضع للاختبارات نفسها التي يخضع لها الحكام الرجال "لأن اللاعبين لن يركضوا بشكل أبطأ لأنني امرأة"، حسب تعبيرها.
قدوة للفتيات
مشوار فرابارت لم يخل من المشاكل، فقد تعرضت لحوادث قليلة متعلقة بالتمييز على أساس النوع.
ففي العام 2015، احتج مدرب فالنسيان ديفيد لوفرابر على عدم احتساب الحكمة لركلة جزاء لصالح فريقه، ما دعاه للقول "ركلة الجزاء كانت واضحة، لكن الحكمة لم تراها، ربما كانت تتزلج على الجليد، عندما تكون امرأة وتقتحم رياضة الرجال لإن الأمر يصبح معقدًا".
لكن فرابارت واصلت تقدمها، حتى حصلت على فرصة تحكيم نهائي قاري، ووصفت الأمر بقولها "إنه شرف حقيقي أن أظهر أن الأمر ممكن، الفتيات الشابات سيشاهدونني على التلفاز وسيعرفون أن الأمر ممكن، أتمنى أن يدفعهم ذلك للسعي وراء أهدافهم".
لا وجود للخوف
قالت ستيفاني فرابارت إنها ستثبت أن التحكيم النسائي لا يقل عن تحكيم الرجال وذلك عندما تصبح أول امرأة تدير نهائي مسابقة كبرى للاتحاد الأوروبي.
وردا على سؤال حول شعورها بالخوف من التعرض "لانتقادات مضاعفة" في حال ارتكاب أي أخطاء، قالت فرابارت "إنه حان الوقت لكي يُظهر التحكيم النسائي أنه جيد مثل تحكيم الرجال".
وقالت فرابارت في مؤتمر صحفي "يجب أن نثبت أنفسنا من الناحيتين الفنية والبدنية أننا مثل الرجال. لا نشعر بالخوف من (اتخاذ قرارات خاطئة). نحن مستعدات".
ونفت فرابارت، التي أصبحت أيضا في أبريل / نيسان أول امرأة تدير مباراة بالدوري الفرنسي، أن تكون إدارة مباراة للرجال أصعب.
وقالت فرابارت "أعتقد أن هناك الكثير من الاختلافات لكن كرة القدم واحدة. هي نفس القواعد لذا سأفعل كما أفعل في مباراة للسيدات".



