
لم يكن يتوقع أحد، أن تتخذ اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الأردني بكرة القدم، عقوبة الايقاف بحق لاعب الفيصلي الدولي عدي زهران لمدة 6 سنوات، بعد التصرف غير الاخلاقي الذي قام به عقب فوز فريقه على الوحدات الخميس الماضي 2-1 بكلاسيكو الكرة الأردنية الذي جمعهما في الجولة 16 لبطولة دوري المحترفين.
وكانت المؤشرات الأولية تصب بأن زهران قد يكون مهدداً بالايقاف لمدة عام كامل، وبخاصة أن التصرف الذي قام به خدش من خلاله الحياء العام، وكان بمثابة المفاجأة الصادمة لغالبية جماهير الكرة الأردنية.
اللجنة التأديبية تركت فسحة أمل بتخفيف العقوبة عن عدي زهران عندما قررت أن تكون العقوبة قابلة للاستئناف.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو أن الاستئناف الذي ينتظر أن تقدمه ادارة الفيصلي خلال الساعات المقبلة جوبه بالرفض وتم تثبيت قرار اللجنة التأديبية؟.
اللاعب عدي زهران والذي لم يترك مجالاً أمام أحد للتعاطف معه بعد تصرفه غير الاخلاقي، يبلغ حالياً من العمر "27" عاماً، ولو نفذت العقوبة بحذافيرها يعني أنه سيعود للملاعب يكون قد بلغ من العمر "33" عاماً، وهو السن الذي يعتزل فيه غالبية لاعبي الكرة الأردنية حيث يتوقف عطاء اللاعب.
ما سبق يكشف عن أن عقوبة زهران، ضمنياً هي الشطب مدى الحياة، حيث يستحيل على لاعب أن يعود للملاعب في عمر الـ "33" عاماً، وبعد ست سنوات لم يمارس فيها كرة القدم.
تلك المعطيات، تؤكد بأن اللجنة التأديبية ربما كان قرارها بعيد عن الواقعية، وهدفت من خلاله إلى لفت انتباه جميع اللاعبين بأن هذه التصرفات مرفوضة وبأن العقوبة التي تتخذ ستكون بحق كل من يصدر عنه تصرفات غير أخلاقية ستكون صارمة وربما هادمة لمسيرة أي لاعب كرة قدم.
وعلى الأرجح، قد تشهد الأيام المقبلة تخفيف عقوبة زهران، ولو افترضنا جدلاً أنه تم خفضها للنصف، فإنها أيضاً ستكون هادمة لمسيرة اللاعب، فهو سيكون حينها قد بلغ سن الثلاثين ليعود إلى الملاعب.
وعطفاً على ما سبق، فإن عقوبة زهران ومن باب المنطق ولتجنب انهاء مسيرة اللاعب، فإنها ستخفف أكثر من النصف، وهنا قد تحرج اللجنة التأديبية نفسها، وقد تضع نفسها بورطة لم تتحسب لها.
ويبقى الأمل الأكبر بتحفيف عقوبة زهران، يتمثل باصدار عفو عام يصدر من قبل الاتحاد الأردني مع نهاية الموسم الحالي وبحق جميع الذين تم اتخاذ عقوبة بحقهم، وهنا يضمن زهران العودة بداية الموسم المقبل.
و عدي زهران هو لاعب دولي، ومثل المنتخبات الأردنية لسنوات طويلة، وقد يتقدم بخطاب استرحام من الاتحاد الأردني، رغم التأكيد على ما قام به ليس مبرراً، ويستحق أقصى العقوبات.
وثمة أمر لا بد من الاشارة إليه، ويتمثل بأن جهل لاعب كرة القدم الأردنية بالعقوبات التي قد تصدر بحقه جراء أي تصرف يخرج عن النص، وقلة مصادر التوعوية سواء من الأندية او اتحاد اللعبة أو وسائل الاعلام، لن تعفيه من العقوبة وإلحاق الضرر بمسيرته الكروية التي قد تكون مهددة بالنهاية مبكرا.
قد يعجبك أيضاً



