
شكل خروج عبد الرزاق حمدالله من معسكر المنتخب المغربي وتأكد عدم مشاركته في أمم أفريقيا المقبلة، ضربة موجعة لجهود أسود الأطلس، ومدربهم هيرفي رينارد، الساعي من أجل تتويج ثالث في الكان بعد لقبين مع زامبيا وكوت ديفوار.
ويأتي ذلك لقيمة اللاعب وقوته الهجومية التي قادته للتتويج بلقب هداف الدوري السعودي مؤخرا.
ورغم صدور بيان عن الاتحاد المغربي، أرجع فيه مغادرة حمد الله للإصابة، إلا أن كووورة تعقب خيوط هذه القضية ورصد العديد من الأزمات التي رافقت مسيرته مع الأسود ومهدت لهذه النهاية الحزينة والتي توقعها الكثيرون لكن ليس بهذا السيناريو.
ظلم قديم
ظل عبد الرزاق حمد الله، في كل لقاءاته الإعلامية، يستحضر الظلم الذي تعرض له على امتداد مساره مع المنتخبات المغربية، بداية من إسقاط اسمه من قائمة المنتخب الأولمبي الذي شارك في أولمبياد لندن 2012 بعدما كان هو من ساهم في تأهل الفريق للنهائيات.
وتعرض حمد الله لصدمة عنيفة من طرف الهولندي بيم فيربيك، الذي دخل معه في خلافات قوية قبل بداية الدورة وتجاهله بعد ذلك.
رقم هامشي مع الأسود
رغم كونه يعد أفضل هداف من بين كل المحترفين المغاربة عبر التاريخ في الدوريات الخارجية، إلا أن هذه الأرقام لم تشفع لحمدالله ليحظى باهتمام مدربي الأسود، خاصة الأجانب منهم باستثناء حضوره في نسخة أمم أفريقيا 2012 بدور احتياطي.
وكان غيابه عن مونديال روسيا بعد تعافيه من إصابته وتفضيل عناصر أقل منه جودة مثل خالد بوطيب وعزيز بوهدوز وأيوب الكعبي، بمثابة الصدمة الأعنف في مسار اللاعب.
رينارد لا يرحب به
كان عبد الرزاق حمد الله المهاجم الأول للمنتخب المغربي مع مدرب الأسود السابق الزاكي بادو، رفقة محسن ياجور، إلا أنه فور التعاقد مع رينارد، بادر الأخير بإقصائه وتجاهله رغم كونه كان قد سجل في آخر ظهور له مع المغرب هاتريك في ودية أفريقيا الوسطى.
ولم يكن تألق حمد الله وتتويجه بأرقام هائلة هدافا في الدوري القطري وبعده السعودي ليقنع رينارد بدعوته، إذ ظل يفضل عليه ذات الأسماء التي رافقته في المونديال، لترتفع الأصوات التي ضغطت على المدرب كي يوجه له دعوة التواجد مع الأسود في أمم أفريقيا بمصر.

واقعة الأرجنتين
استغل رينارد اعتذار حمد الله عن حضور ودية الأرجنتين ومباراة مالاوي في تصفيات أمم أفريقيا خلال شهر مارس/ أذار الماضي لأسباب عائلية طارئة، ليخرج بتصريحات ألمح خلالها إلى أنه لم يعد له مكان في حساباته.
وتجلى ذلك من خلال تصريحاته التي أكد فيها "لا مكان للمترددين معي والترحيب دائما بمن يطابق روح المجموعة".
أمام تعنت رينارد تدخلت أطراف، ومنها رئيس اتحاد الكرة المغربي، فوزي لقجع، ليقنع مدرب الأسود باستدعائه ضمن القائمة النهائية للكان لكن دون أن يزول فتور العلاقة بينهما، بدليل أن المدرب لم يخصص استقبالا خاصا للاعب في المعسكر كما يفعل مع كل وافد جديد.
الحرس القديم وطوق العزلة
نقلت مصادر لكووورة أخبارا عن عزلة عاشها حمد الله طوال المعسكر التدريبي، وعدم تجاوب عدد من المحترفين معه خاصة أفراد الحرس القديم الذين انطلقوا من الدوري الفرنسي وكانوا أحد أسباب نفور حكيم زياش في السابق من تلبية دعوة مدرب الأسود.
وحده زميله داخل النصر السعودي نور الدين أمرابط من ظل يرافقه في التدريبات وكان هو من تدخل في ودية جامبيا ليحتوي خلافه مع فيصل فجر، الذي رفض تمكينه من تسديد ركلة الجزاء.
أجواء لم يطقها لاعب النصر ليستحضر مشاهد الماضي ويطابقها مع الحاضر ويبدو أنه اختار المغادرة الطوعية من مجموعة لا ترحب به.
اتحاد الكرة سار في اتجاه رواية أخرى مفادها إصابة عبد الرزاق، وهو ما لم يصدقه المتتبعون، لأن البيان جاء بعد مغادرة حمد الله المعسكر.
الضحية والمدان
لا حديث بين جماهير الأسود إلا عن هذه الواقعة وتداعياتها السلبية على تركيز الفريق قبل الكان، وهناك انقسام حول تحديد المسؤول عما حدث.
المدافعون عن حمد الله استحضروا معاناته منذ زمن بعيد مع التكتلات داخل منتخب المغرب، وهو ما اشتكي منه عدد كبير من اللاعبين، ودافعوا عنه باستحضار احتفاله بعلم المغرب خلال مراسم تكريمه بالسعودية ونشره مؤخرا لحذاء الدورة بمصر.
وحملوا رينارد مسؤولية هذه الواقعة بعد أن كشف في برنامج تلفزيوني فرنسي عن قائمة الكان دون ذكر اسم حمد الله الذي لم يكن ضمن خططه.
أما من هاجموا اللاعب فقد أكدوا أنه لا يملك أي مبرر ليغادر بهذه الكيفية معسكرا مغلقا، وكان عليه إعلان الانسحاب في مؤتمر صحفي كي لا تهتز صورة الأسود قبل الحدث الأفريقي.



