EPAتحدّث مدرب المنتخب الإنجليزي، جاريث ساوثجيت، في مناسبات عديدة عن بدايات لاعبيه المتواضعة في مسيراتهم الاحترافية.
ويتوجّب التوقّف عند بداية واحد من أكثر اللاعبين الإنجليز بروزا، في نهائيات كأس العالم 2018، قبل انطلاق مباراة الدور نصف النهائي أمام كرواتيا، الأربعاء المقبل.
قدّم جوردان بيكفورد أداء مميّزا في النهائيات الحالية، وتعملق على وجه الخصوص في المباراتين الأخيرتين، أمام كولومبيا والسويد في ثمن وربع النهائي.
كما أصبح ثالث حارس مرمى إنجليزي، يبلغ نصف نهائي كأس العالم، بعد جوردون بانكس (1966) وبيتر شيلتون (1990)، رغم أن أحدا لم يتوقّع بروزه بهذه الطريقة، قبل أعوام قليلة.
خاض بيكفورد مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الإنجليزي، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وكان سجّله يحتوي على 3 مباريات دولية فقط، قبل انطلاق المونديال الروسي.
ورغم المخاوف من عدم قدرته على القيام بدور حامي العرين الأساسي، تمكّن حارس إيفرتون من إسكات المشكّكين، خصوصا عندما تصدّى بطريقة مذهلة لركلة ترجيحية، نفذها الكولومبي كارلوس باكا في دور الـ16، قبل ان ينقذ مرماه بأعجوبة من تسديدة للاعب الوسط السويدي، فكتور كلايسن، في دور الثمانية.
يحمل بيكفورد صاحب الـ24 عاما، الميزات الفنّية والبدنيّة المثاليّة بالنسبة لحرّاس المرمى، فهو يتمتّع بمرونة لاعبي الجمباز، وردّة فعل سريعة من خط مرماه، ويشتّت الكرة بإتقان نحو ملعب المنافس، ويبدو مرتاحا عند التمرير القصير لزملائه في الأوضاع الصعبة.
تجارب متواضعة
وإذا سألت بيكفورد عن السبب وراء تطوّر مستواه، في هذا السن الصغير، مقارنة بأعمار حرّاس المرمى المتألّقين على الصعيد الدولي، فإنه يجيب بتواضع مستشهدا بتجاربه مع الفرق المغمورة، التي لعب لها في المسابقات الأدنى شأنا بإنجلترا، مثل دوريي الدرجتين الثانية والثالثة.
وقال بيكفورد في تصريحات صحفية، بعد مباراة السويد: "أملك العديد من المباريات بمسيرتي في الدرجات الدنيا، ولا أعتقد أن البريميرليج والمنتخب الإنجليزي مختلفان، بطريقة ما فإن دوري الدرجة الثالثة أو دوري الهواة يعدّ تحدّيا أصعب".
ويعتقد النقاد الإنجليز، أن التجارب التي قضاها بيكفورد مع فرق متواضعة، مثل دارلينجتون وألفريتون، حضّرته بشكل مثالي لما هو أصعب.
وكان الحارس المتألق منضمّا لنادي سندرلاند، الذي عمد بدوره إلى إعارته لفرق مغمورة، لأنّه رأى أن الحارس الناشئ يشعر بالملل، ولا يواجه تحدّيات عندما يلعب في فرق الفئات العمرية للنادي.
وحصل بيكفورد على فرصته أخيرا، مع الفريق الأوّل في سندرلاند، خلال موسم 2016-2017، وقدّم أداء مميّزا رغم هبوط الفريق إلى الدرجة الأولى، فحصل إيفرتون على توقيعه الصيف الماضي، مقابل 25 مليون جنيه إسترليني.
وتحوّل الحارس إلى واحد من اللاعبين، أصحاب الشعبية الكبيرة في صفوف الفريق، وفاز بجائزة لاعب الموسم في النادي، إضافة إلى جائزة أفضل لاعب شاب.
على الصعيد الدولي، خاض بيكفورد حتى الآن 8 مباريات دولية فقط، وهو الذي برز بشكل لافت مع المنتخب الإنجليزي، في بطولة أوروبا تحت 21 سنة، العام الماضي.
ولا تبدو مقارنته بحراس مثل بانكس وشيلتون امرا منطقيا، في هذا السن، لكنّه بالتأكيد يسير على الطريق الصحيح.
وإذا ما تمكّن مع زملائه من اجتياز الحاجز الكرواتي، مساء الأربعاء، فإنّه سيتخطّى إنجاز شيلتون الذي وصل إلى دور الأربعة، في مونديال 1990، وهو في الأربعين من عمره.



