Reutersيتواجد في صفوف كل فريق، جندي مجهول يقوم بدوره على أكمل وجه، دون أن يحظى بنصيبه من الإشادة والاهتمام الإعلامي، وفي مانشستر سيتي، ينطبق هذا الأمر تماما على لاعب الوسط المتأخّر فرناندينيو.
وتعرّض لاعب شاختار دونيتسك الأوكراني السابق، لإصابة في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة مساء الأحد، والذي انتهى بفوز مانشستر سيتي على آرسنال ثلاثية نظيفة، ما يعني غيابه عن المباراة المقبلة أمام الفريق ذاته مساء الخميس، في ختام الجولة الثامنة والعشرين من الدوري الإنجليزي الممتاز.
لعب فرناندينيو دورا مهما، بل حاسما في بعض الأحيان خلال مسيرة سيتي هذا الموسم، ويعتبره المدرب جوسيب جوارديولا ورقة لا غنى عنها في صفوف الفريق، نظرا لإجادته القيام بدوره على أكمل وجه، ما يمنح زملاءه في الدفاع عامل الاطمئنان، وزملاءه الآخرين في الهجوم عامل الحريّة.
يتمحور دور فرناندينيو حول حماية الخط الخلفي من خلال تعطيل مفاتيح لعب الفريق الخصم قبل الوصول إلى منطقة الجزاء، وهو دور مشابه لما يقوم به الفرنسي نجولو كانتي في تشيلسي، لكن اللاعب البرازيلي وإن كان أبطأ وأقل حركة من كانتي، إلّا أنه يتمتع بقوّة بدنية أكبر، كما أنه أكثر دقة في تمريرة الكرة ومساندة صانعي اللعب.
ويشكّل فرناندينيو لوحده خط دفاع ثانيا أمام الخط الرئيسي، وهو لاعب لا يخشى الالتحام، وهو ما تدل عليه إحصائياته في الدوري خلال الموسم الحالي، حيث فاز في 54% من محاولات استخلاص الكرة، ونجح في إبعاد الكرة من منطقته 50 مرة، وفاز في 163 مواجهة ثنائية مقابل خسارته 135، ووصل إلى الكرة في 76 كرة هوائية أمام خصمه مقابل خسارته 58 كرة.
هذه الأرقام، تضع عبئا ثقيلا على من سيلعب مكان فرناندينيو في مباراة آرسنال مساء الخميس، لا سيما وأن جوارديولا اعتمد بشكل متكرّر على لاعبه البرازيلي هذا الموسم، رغم وجود أكثر من لاعب يمكنه القيام بهذا الدور.
الأمر المؤكد، هو أن جوارديولا لن يستطيع إشراك لاعب الإنجليزي فابيان ديلف في هذا المركز بسبب الحرمان، ما يعني اقتصار القائمة على 3 لاعبين للقيام بدور فرناندينيو أمام آرسنال.
اللاعب الأوّل هو الألماني إلكاي جوندوجان الذي يبدو له هذا المركز مألوفا منذ أيامه مع بوروسيا دورتموند، إلّا أنه حظي بأدوار هجومية أكبر بعد انتقاله لسيتي.
أما الثاني، فهو كيفن دي بروين، بيد أن مشاركة اللاعب البلجيكي في هذا المركز، ستؤثر بشكل آخر على صناعة ألعاب الفريق، إلا في حال كان الإسباني دافيد سيلفا في أوج عطائه، وهذه الخطة أثبتت جدواها في المباراة الأخيرة أمام آرسنال، عندما عاد الدولي البلجيكي للوراء مع خروج فرناندينيو مصابا.
الخيار الأكثر منطقية، يكمن في إشراك العاجي المخضرم يايا توريه، والسبب في ذلك يعود إلى أنه معتاد على هذا المركز منذ أيامه في برشلونة، لكن هناك مشكلة تتمثّل في عدم اقتناع جوارديولا بقدرات اللاعب العاجي منذ انتقاله لتدريب سيتي صيف العام 2016.
وخاض توريه 5 مباريات فقط في الدوري هذا الموسم، جميعها من مقاعد البدلاء، ما يعني أن حساسية المباريات تكاد تكون مفقودة لديه، إلّا أن خبرته الطويلة في الدوري الإنجليزي لا يمكن إغفالها، ولا بد من الإشارة أيضا إلى أن تجنّب إشراك اللاعب في هذه الظروف، ورغم وجود 13 نقطة بين سيتي وبين مطارده مانشستر يونايتد، سيكون ظلما لن يستطيع "بيب" تفسيره مهما كانت حجّته.
قد يعجبك أيضاً



