
تجددت مرة أخرى أزمة نادي القرن الإفريقي، بين الأهلي والزمالك، وانشغل الرأي العام الكروي في مصر، في الفترة الأخيرة، بتفاصيلها رغم مرور 18 عاماً على اختيار الأحمر بطلا للقرن.
اللقب الشرفي، أشعل صراعا من نوع خاص بين الناديين، حيث يزين الأهلي بواباته في القاهرة بجملة "نادي القرن"، فيما كتب مسئولو الزمالك على ملعبه بميت عقبة جملة "نادي القرن الحقيقي".
أسانيد الزمالك
يستند الزمالك، في حملته للتشكيك في أحقية الأهلي بلقب القرن، على عدة براهين، أهمها أنه كان الأكثر تتويجا بالبطولات القارية مع نهاية القرن الماضي، بتسعة ألقاب (4 بطولات لأبطال الدوري- بطولة لكأس الكؤوس- بطولتين للسوبر الإفريقي- بطولتين للأفروآسيوي).
فيما كان يملك الأهلي 7 بطولات فقط (بطولتين لدوري الأبطال- 4 بطولات لكأس الكؤوس- بطولة أفروآسيوي).
الدليل الثاني للزمالك، وجود مصطفى مراد فهمي، سكرتيراً عاماً للاتحاد الإفريقي وقتها، رغم سابق عمله عضواً في مجلس إدارة الأهلي، كما أن نجله عمرو هو مؤسس رابطة أولتراس أهلاوي.
كما يؤكد الزمالك، أنه من غير العدل أن تتساوى بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري (دوري الأبطال) ببطولة أبطال الكؤوس الأضعف، وهو نظام اتبع في قارة إفريقيا فقط، بينما تم تمييز بطل دوري الأبطال في باقي القارات.
وشكك الأبيض في طريقة حساب النقاط التي يراها ظالمة، وتقلل من حظوظ البطل، حيث يحصل الفريق الذي يصل للنهائي مرتين على 6 نقاط، فيما يحصل البطل على 4 نقاط فقط.
أدلة الأهلي
يعتمد الأهلي على مجموعة من الأدلة التي تدعم موقفه بقوة، ويؤكد بها أحقيته في لقب نادي القرن، حيث يؤكد أن القواعد التي تم العمل بها عام 2000، وأعلن بسببها بطلاً للقرن، وضعت منذ فبراير/ شباط 1994، ولم يكن الزمالك منافساً للأهلي وقتها.
وتشير وثائق الأهلي إلى أن الزمالك حينها كان يحتل المركز السادس في التصنيف، ويستند الأهلي على وثيقة من صحيفة الأهرام المصرية تؤكد توقيت وضع القواعد، وهو ما يشكك فيه مسئولو الزمالك، مؤكدين أن الكاف وقتها لم يرسل للأندية أي قواعد.
ويؤكد الأهلي أن وجود مصطفى مراد فهمي، لا يعني مجاملة الأحمر، حيث شكل الكاف لجنة وقتها لحساب النقاط، وكان ضمن عضويتها فيكن جيزمجيان، مدير العلاقات العامة بالكاف، وهو معروف بميوله نحو الزمالك، وكان عضوا بمجلس الأبيض.
كما يشير الأهلي، إلى أن تفوق الزمالك في عدد البطولات، يعود إلى فوزه ببطولتين للسوبر الإفريقي، ومثلهما للأفروآسيوي، وهي بطولات احتفالية في المقام الأول تقام من مباراة واحدة.
طريقة حساب النقاط
وضع الاتحاد الإفريقي لائحة تنص على منح حامل لقب أي بطولة إفريقية من البطولات الثلاث (دوري أبطال إفريقيا- كأس الكؤوس الإفريقية- كأس الاتحاد الإفريقي) 4 نقاط.
فيما يحصل من يخسر النهائي على 3 نقاط، ومن يصعد لنصف النهائي يحصل على نقطتين، وكل من تأهل لدور الـ8 يحصل على نقطة وحيدة، بينما تم منح بطل السوبر الإفريقي نقطة وحيدة، وعدم منح أي نقاط لبطل البطولة الكونفدرالية.
وتم تمييز بطل دوري الأبطال بمنحه 5 نقاط، ولكن ابتداءً من عام 1997، حتى نهاية القرن، وليس من بداية البطولة، وهو أمر لم يفد الأهلي أو الزمالك لأن أي منهما لم يتوج باللقب خلال تلك السنوات.
ووفقاً لحساب النقاط، حصل الأهلي على 40 نقطة في المركز الأول، وجاء الزمالك ثانيا برصيد 37 نقطة.
لماذا تجددت الأزمة؟
تجدد الأزمة حالياً، له عدد من الأسباب، حيث تفجرت بعد إيقاف رئيس الزمالك من قبل الاتحاد الإفريقي لمدة عام على خلفية هجومه على عمرو فهمي، سكرتير الكاف.
وأكد رئيس الأبيض حينها أن إيقافه استكمال لمؤامرة نادي القرن التي قادها مصطفى فهمي سكرتير الكاف السابق، ووالد عمرو فهمي السكرتير الحالي، لافتا إلى أن لديه وثائق جديدة سيتم الكشف عنها في هذا الشأن.
ساهم أيضاً في تجدد الأزمة، حديث بعض مسئولي الفريق الأبيض في برامج تلفزيونية، أن هناك وثائق من الفيفا، تؤكد اعتراف الاتحاد الدولي بأحقية الزمالك في اللقب، وهي وثائق لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن.
الأبيض يرفض الذهاب للمحكمة الرياضية
ويرفض الزمالك التوجه للمحكمة الرياضية بالاتحاد الدولي للعبة، لمعرفته أن إجراءات الاتحاد الإفريقي سليمة، حيث يحق لكل اتحاد قاري اتباع النظام الذي يقره لتحديد بطل القرن، ولا يجوز الطعن عليه لدى فيفا، خاصة وأنه شأن داخلي.
واستشار رئيس الزمالك، نصر عزام، المحامي الدولي من قبل، للذهاب للمحكمة الرياضية، والذي أكد له أن الأمر غير مجد.


